ملخص تنفيذي:
تُعد ظاهرة التسول الإلكتروني إحدى الظواهر التي تشكل خطرًا على المجتمع ككل لما لها من آثار على الأمن النفسي والاجتماعي والاقتصادي في حياة المجتمعات والأفراد، فعبر هذه الطريقة يستغل المتسول عاطفة الآخرين للإيقاع بهم في فخه الاحتيالي لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية.
وقد شهدت الواجهة الجغرافية لموقع تويتر في المملكة العربية السعودية انتشارًا كبيرًا لهذه الظاهرة على الرغم من الدعم السخي الذي تُقدمه المملكة لمواطنيها عبر مبادرات وبرامج مختلفة تهدف إلى مساعدة المحتاجين.
ونظرًا لخطورة هذه الظاهرة على المجتمع السعودي، سعى مركز القرار للدراسات الإعلامية عبر هذه الدراسة إلى الكشف عن الخصائص العامة لظاهرة التسول الإلكتروني عبر الوسائل الاجتماعية، مُتخذًا من “تويتر” نموذجًا كونه يُعد أبرز الشبكات الاجتماعية في المجتمع السعودي، وذلك للتعرف على أساليب وأدوات هؤلاء المتسولين عبر تلك الوسيلة، وذلك بالاعتماد على وحدتي تحليل هما (التغريدات – الحسابات).
وقد انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج العامة التي تُعزز فرضية احتيالية الحسابات المروجة لتغريدات تفريج كربة وعدم مصداقية طلباتهم، أهمها:
وجود أسلوب وشكل نمطي ثابت في كتابة تغريدات تفريج الكربة، مما يُرجح أنها ليست تغريدات شخصية تُكتب تلقائيًا، وإنما ترجع إلى شخص/ جهة أو أكثر هي من تقوم بهذا النوع من التغريد بشكل ممنهج.
تبنّت الحسابات التي تنشر تغريدات طلب تفريج كربة خطابـًا عاطفيًّا، ركز على إطار الاهتمامات الإنسانية لدى المواطنين بشكل انتهازي، وذلك بالاعتماد علـى عـدد مـن الآليـات، منهـا اســتخدام أســلوب الضــخّ الإعلامــي المكثــف لتغريدات طلبات تفريج كربة، للإلحاح في طلب المساعدة، ومحاولة استمالة المواطنين عبر الاستعطاف المصحوب بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لحثّهم على التبرع.
تعمدت هذه الحسابات تجاهل الإشارة “منشن” إلى الجهات الحكومية المسؤولة عن المساعدات المالية، مثل منصتيّ فرجت وإحسان، أو وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
وبناءً على ذلك، أوصت الدراسة بضرورة زيادة الحملات الإعلامية التوعوية التي تهتم بإرشاد المواطنين بالمؤسسات الحكومية والقنوات الشرعية الموثوقة المعنية بتقديم المساعدة والدعم للمحتاجين في المجتمع السعودي، وأهمية تثقيف المجتمع السعودي الخيّر بطبعه بألا ينساق عاطفيًّا وراء هذه الظاهرة الاحتيالية، مع ضرورة تشديد الرقابة الأمنية، وملاحقة أصحاب هذه الحسابات التي تضر بالمجتمع من خلال النصب والاحتيال على المواطنين.
للإطلاع على الدراسة يمكنكم النقر على الصورة أدناه..