على الرغم مما وفّرته المنصات الاجتماعية من ميزات تواصلية، فإن سوء استخدامها أفرز أنماطًا سلبية من السلوك الاتصالي الذي لا يُراعي القيم الأخلاقية والمعايير المجتمعية والخصوصية الشخصية، لعل من أبرزها عرض الحياة الخاصة والمشكلات الأسرية على تلك المنصات سواء لكسب التعاطف المعنوي، أو طلب النصح والمشورة، أو تحقيق الانتشار وزيادة نسبة المتابعين لجني الأرباح المادية.
وانطلاقًا من خطورة هذا السلوك الاتصالي الذي يُهدد الاستقرار الأسري، تبرز أهمية الدراسة التي أعدها مركز القرار للدراسات الإعلامية والتي تهدف إلى رصد وتحليل عينة مكونة من (50) منشورًا على منصة إكس تتضمن مشكلات أسرية، وذلك من أجل التعرف على طبيعة تلك المنشورات وكيفية تقديمها للمشكلات. كما رصدت (500) تعليق متفاعل على المنشورات بواقع (10) تعليقات على كل منشور، للتعرف على أنماط تعاطي المستخدمين مع المشكلات الأسرية.
وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
- لجأ كل من الذكور والإناث إلى عرض مشكلاتهم الأسرية على منصة إكس، مع غلبة نسبية للإناث، مستهدفين في المقام الأول الاستفسار ثم طلب المشورة من مستخدمي الفضاء الإلكتروني دون مراعاة لعدم أهليتهم أو تخصصهم أو امتلاكهم لأي خلفية معرفية في مجال الاستشارات الأسرية.
- تنوعت الخلافات الأسرية التي تناولتها منشورات المستخدمين، فتصدرتها الخلافات العامة، تلاها العنف الأسري، ثم تعدد الزوجات، والصعوبات المالية، والإهمال، والتخبيب، وتدخلات الأهل.
- غلب على منشورات المستخدمين التي تعرض المشكلات الأسرية، مجموعة من السمات العامة، منها على سبيل المثال:
- الطابع الهجومي.
- تمجيد الذات وتقديم كاتب المنشور لنفسه في دور الضحية.
- شيطنة الطرف الآخر.
- المبالغة والتضخيم.
- الاستجداء العاطفي.
- التبرير وإلقاء اللوم على الآخر في تحمل المسؤولية.
- تبنّت أغلب تعليقات المستخدمين على منشورات المشكلات الأسرية خطابًا تصعيديًا مُحرضًا.
غلب على تعليقات المستخدمين طابع الانحياز الجندري، وأيضًا الانحياز الناتج عن سماع المشكلة من طرف واحد، ولذا يجب ألا يُعتد بتلك الآراء الواردة في التعليقات كونها تفتقد إلى الموضوعية.
ولمزيد من تفاصيل الدراسة يمكن زيارة الرابط أدناه:
منشورات المشكلات الأسرية على منصة إكس



