تحليل

دلالات النشيد الوطني السعودي..

رمز للاعتزاز بالدين والفخر بالوطن والقيادة

ملخص تنفيذي

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في 23 سبتمبر من كل عام، وذلك تخليدًا لذكرى توحيد المملكة على يدي الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود – رحمه الله -، إذ سجّل التاريخ في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ / 1932م تأسيس المملكة العربية السعودية بعد ملحمة من البطولات المتواصلة التي قادها الملك عبد العزيز على مدار 32 سنة.

وبهذه المناسبة التي يحتفي فيها الشعب السعودي باليوم الوطني الذي يُمثل مناسبة للتعبير عن الولاء لهذا الوطن الغالي، واستذكار تضحيات الأجداد – رحمهم الله -، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير انطلاقًا مما يشهده الحاضر من تطور وتقدم وتنمية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، عرّاب رؤية المملكة 2030، فقد حرص مركز القرار للدراسات الإعلامية على مشاركة السعوديين احتفالاتهم، وذلك من خلال تحليل كلمات النشيد الوطني السعودي للكشف عن دلالاتها ومعانيها الرمزية والقيم الوطنية التي تحملها.

وقد انتهت النتائج إلى أن النشيد الوطني السعودي يُعد رمزًا وطنيًا يعكس مشاعر الفخر والانتماء للوطن، إذ يتضمن مجموعة من القيم التي تُعبر عن هوية المملكة العربية السعودية الدينية والسياسية، وعلاقة الشعب بالدولة وولاة الأمر -حفظهم الله-، ولذلك جاءت كلماته حماسية تكشف عن واقع المملكة ومكوناتها ودستورها.

ومن أبرز القيم المتضمنة في النشيد الوطني ما يلي:

  • الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن.
  • الدين الإسلامي هو الركيزة الأساسية للهوية السعودية.
  • قوة العلاقة التي تربط الشعب بولاة الأمر، وتنطلق من الثقة والولاء التام.
  • توحد واصطفاف الشعب خلف قيادته الرشيدة.
  • الاستعداد الدائم لقادة المملكة بالتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل رفعة الوطن ورفاهية المواطنين.
  • الوصول إلى الريادة هو الغاية الأولى والأخيرة للوطن والمواطنين.

مقدمة

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في 23 سبتمبر من كل عام، وذلك تخليدًا لذكرى توحيد المملكة على يدي الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود – رحمه الله -، إذ سجّل التاريخ في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ / 1932م تأسيس المملكة العربية السعودية بعد ملحمة من البطولات المتواصلة التي قادها الملك عبد العزيز على مدار 32 سنة.

وقد ترك الملك المؤسس – طيّب الله ثراه – رجالًا قادوا المملكة باقتدار وتابعوا المسيرة بقوة وعزيمة، حتى وصلنا إلى العهد الميمون في ظل القيادة الرشيدة لولاة أمرنا – حفظهم الله – خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، الذي أصبحت فيه المملكة دولة رائدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي؛ بفضل ما تحقق من نجاحات وإنجازات في كافة المجالات، وبما تمتلكه من دور محوري ومؤثر في صناعة القرار الدولي.

وفي هذه الذكرى المجيدة التي يحتفي فيها الشعب السعودي باليوم الوطني الذي يُمثل مناسبة للتعبير عن الولاء لهذا الوطن الغالي، واستذكار تضحيات الأجداد – رحمهم الله -، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير انطلاقًا مما يشهده الحاضر من تطور وتقدم وتنمية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، عرّاب رؤية المملكة 2030، فقد حرص مركز القرار للدراسات الإعلامية على مشاركة السعوديين احتفالاتهم، وذلك من خلال تحليل كلمات النشيد الوطني السعودي للكشف عن دلالاتها ومعانيها الرمزية والقيم الوطنية التي تحملها.

نتائج الدراسة

سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا

مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء

وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ

يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ

رَدّدِي الله أكْبَر

يَا مَوْطِنِي

مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين

عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ

 

  • “سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا”

يبدأ النشيد الوطني السعودي بكلمة سارعي والتي تدل على الحث والتحفيز والتصميم، إذ تحمل دعوة للأمة للعمل بجد واجتهاد وبكل ما أوتي أبناؤها من قوة لتحقيق “المجد”، والذي يُشير إلى العظمة والرفعة والشرف، وفي السياق الوطني فيُشير إلى المضي قدمًا لتحقيق الإنجازات، وكذلك “العليا” الدالة على المكانة الرفيعة وموقع الريادة بين الأمم.

وقد ربطت كلمات النشيد بين المجد والعليا، بل وقدّمت المجد على العليا، مما يعكس نهج المملكة العربية السعودية التي تتمسك بأصولها الأخلاقية النابعة من الدين الإسلامي والتقاليد العربية المتوارثة عبر الأجيال، وهي تسعى نحو تحقيق التقدم والتطور والنهضة.

  • “مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء”

وهي دعوة للثناء والاعتراف بفضل الله سبحانه وتعالى، وتعكس الأولوية التي يحتلها الدين لدى الوطن والمواطنين، والتأكيد على أن الفضل والمنّة لله وحدة جلّ جلاله. كما تُبرز ارتباط الهوية السعودية بالدين الإسلامي.

وتشير “خالق السماء” إلى الربط بين القدرة الإلهية وعظمة الكون، وتُدلل على الإيمان بالقدرة الإلهية المطلقة والسيادة على الكون، ومن ثمّ رعايته سبحانه وتعالى للوطن.

  • “وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ”

تحمل هذه الكلمات معاني الفخر والاعتزاز بالأخضر الذي يرمز إلى العلم السعودي، والدعوة إلى رفعه عاليًا ليرفرف في شموخ يعكس العِزة والشرف والسيادة وكرامة الوطن الغالي، وذلك من خلال التميز محليًا والريادة إقليميًا ودوليًا. وبالتالي تتمثل رمزية هذه الكلمات في الاعتزاز بالوطن والدعوة إلى العمل والاجتهاد لتعزيز مكانته المرموقة بين الأمم.

وتم استخدام كلمة “الأخضر” والتي يُسمى بها علم المملكة لأن هذا اللون يرمز إلى الخير والنماء والازدهار، ومن ثمَّ فإن الدعوة لرفع العلم السعودي عاليًا في السماء تنطلق من عدة ركائز، منها التعبير عن المكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية والحث على تعزيزها، وكذلك ما تمتلكه من خيرات أنعم الله بها عليها، وما تشهده من نماء وازدهار متواصل بفضل رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – وسواعد الشعب السعودي العظيم.

  • “يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ”

بالإضافة إلى أن الدعوة لرفع العلم السعودي خفاقًا في السماء تعكس العِزة والكرامة والسيادة، فإنها تُشير أيضًا إلى إظهار الهداية والإرشاد التي يحملها الدين الإسلامي كونه سراجًا يُنير الدروب، وقد رمز إليها بـ “النور”؛ أما “المسطّر” فيُشير إلى الشهادتين المكتوبتين على العلم، ويُؤكد مرة أخرى على المرجعية الإسلامية الراسخة في المملكة كدولة وكذلك في عقل ووجدان كل سعودي. وبالتالي ترمز هذه الكلمات إلى أن الدين الإسلامي هو أساس الهوية السعودية، ومصدر الإرشاد الذي تستنير به المملكة قيادة وشعبًا.

  • “رَدّدِي الله أكْبَر”

جاء استخدام هذه العبارة التي تدعو إلى تكرار التكبير والتمجيد لله سبحانه وتعالى، لإعادة التأكيد على المرجعية الدينية التي تُعد أساس الهوية الوطنية في المملكة، وكذلك الاستقواء بعظمة وقدرة الله عزّ وجلّ المطلقة، فسبحانه يملك كل شيء ويعلو على أي شيء.

  • “يَا مَوْطِنِي”

يُعبر هذا النداء عن شدة الحب للوطن والانتماء للأرض، وتُعد كلمة “موطني” أكثر قوة وتمثيلًا من “وطني” كونها تُؤكد على أن المملكة هي وطننا ومستقرنا والحاضنة لنا، أما وطني فيرمز إلى الانتماء فقط وليس المستقر أو مكان الوجود.

  • “مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين”

جاء تكرار استخدام كلمة “موطني” للتأكيد على قوة العلاقة التي تربط المواطنين بالوطن، وأعقبها كلمة تأكيدية “عشت” وتُشير إلى التاريخ الطويل والحافل للمملكة، ثم عبارة “فخر المسلمين” التي ترمز إلى المكانة الدينية التي تتبوأها المملكة كقبلة للمسلمين وموطن للحرمين الشريفين وقائدة للعالم الإسلامي.

  • “عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ”

تحمل عبارة “عاش الملك” دعاء بطول العمر لخادم الحرمين الشريفين، وتُؤكد على الولاء لولاة الأمر – حفظهم الله -.

وتم استخدام عبارة “للعَلم والوطن” للتأكيد على أن قادة المملكة هم – بعد الله سبحانه وتعالى – حماة العلَم الذي يرمز للسيادة والرفعة والاستقرار، والوطن الذي يتمثل في الشعب والأرض ومقدرات الدولة. كما تعكس الثقة في أن ولاة الأمر على استعداد للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل الحفاظ على الوطن والمواطنين. وإجمالًا، تعكس كلمات هذا البيت ثقة المواطنين وولاءهم التام لولاة أمرهم الذين لا يدخرون جهدًا في سبيل رفعة الوطن ورفاهية المواطنين.

القيم المتضمنة في النشيد الوطني

يُعد النشيد الوطني السعودي رمزًا وطنيًا يعكس مشاعر الفخر والانتماء للوطن، إذ يتضمن مجموعة من القيم التي تُعبر عن هوية المملكة العربية السعودية الدينية والسياسية، وعلاقة الشعب بالدولة وولاة الأمر – حفظهم الله -، ولذلك جاءت كلماته حماسية تكشف عن واقع المملكة ومكوناتها ودستورها.

ومن أبرز القيم المتضمنة في النشيد الوطني ما يلي:

  • الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن.
  • الدين الإسلامي هو الركيزة الأساسية للهوية السعودية.
  • قوة العلاقة التي تربط الشعب بولاة الأمر، وتنطلق من الثقة والولاء التام.
  • توحد واصطفاف الشعب خلف قيادته الرشيدة.
  • الاستعداد الدائم لقادة المملكة بالتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل رفعة الوطن ورفاهية المواطنين.
  • الوصول إلى الريادة هو الغاية الأولى والأخيرة للوطن والمواطنين.

ختامًا.. تُؤكد نتائج التحليل الدلالي أن كلمات النشيد الوطني السعودي تُمثل وثيقة دالة وكاشفة عن الهوية الوطنية، وتُبرز عمق الانتماء للوطن والتعلق بالأرض والولاء لولاة الأمر، كما تُجسد القيم والمبادئ التي ترتكز عليها الدولة والمجتمع وفي مقدمتها الاعتزاز بالدين والفخر بالوطن والقيادة.

زر الذهاب إلى الأعلى