في تكريس لنهج يتسم بالشفافية وتحفيز المجتمع على بلوغ مزيد من النجاحات والبناء على ما تحقق من إنجازات، جاء نشر التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024، الذي يغطي كافة القطاعات التي تعمل عليها الرؤية التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، قبل 9 سنوات لترسم معالم تحرك المملكة نحو المستقبل الواعد عبر مسارات واضحة، وبخطط استراتيجية مُحكمة، ومستهدفات مرحلية بتوقيتات زمنية محددة.
وقد أظهر التقرير حجم الإنجازات المتحققة بكفاءة وفاعلية التي استبقت جداولها الزمنية، في دلالة على إصرار القيادة الرشيدة والشعب السعودي على السير بعزم لا يلين نحو بلوغ الأهداف وتحويل التحديات إلى فرص، انطلاقًا من حقيقة مفادها أن المستحيل ليس سعوديًا، فالأرقام والإحصاءات الواردة بين دفتي هذا التقرير المُفصل تبّين أن طموح السعوديين لا سقف له وأن المملكة كانت وستظل – بمشيئة الله- في ضوء توجيهات القيادة الرشيدة وبسواعد السعوديين نابضة بالحياة والحركة والعمران، ونموذجا رائدا للتنمية، ووجهة عالمية في شتى القطاعات والمجالات.
- مسيرة تنموية نموذجية وفريدة
لم تكن الأعوام التسعة الماضية منذ إطلاق الرؤية خالية من التحديات العالمية الكبرى التي زعزعت استقرار العالم لعل أبرزها أزمة وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” والحرب الروسية الأوكرانية وشبح حرب تجارية عالمية يلوح في الأفق حاليًا، بالإضافة إلى مشهد إقليمي مضطرب للغاية في ظل بؤر صراع مشتعلة آخرها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن هذه الأوضاع لم تُعرقل عجلة الإنجاز أو تدفع لإبطاء وتيرة الجهود ذات الصلة بتنويع الاقتصاد السعودي، فقد واصلت المملكة السير في طريقها باستراتيجياتها التنموية طويلة المدى وزيادة رأس مال صندوق الاستثمارات العامة، مع الحرص على تقييم دوري للأداء ومرونة في التكيف مع المستجدات وقدرة على تعديل المسار لضمان النجاح والازدهار، مما جعلها تُسطر بحروف من نور مسيرة تنموية نموذجية وفريدة في مدى زمني قصير للغاية.
ويحفل التقرير بالعديد من المؤشرات الدالة على النجاحات الاقتصادية المتحققة ومنها ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2024 بنسبة 1.3% مقارنة بعام 2023 حيث سجلت الأنشطة غير النفطية النمو الأعلى بينها، وكذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي الحقيقي لعام 2024 بنسبة 3.9% مقارنة بعام 2023، مع بلوغ نسبة نمو الأنشطة غير النفطية 4.3%.
وانعكست تلك الطفرة الاقتصادية على سوق العمل نتيجة الفرص المتولدة من توسع الأنشطة الاقتصادية، حيث حقق معدل البطالة بين السعوديين لعام 2024 مستهدف عام2030 ببلوغه 7%. كما شهدت المملكة استقرارًا نسبيًا لمستويات التضخم، إذ بلغ معدل التضخم نهاية العام الماضي 1.7 % ليأتي ضمن الأقل بين دول مجموعة العشرين، وهو ما يؤكد انتهاج السعودية لسياسة اقتصادية متوازنة.
كما أبدت كبريات وكالات التصنيف الائتماني في العالم نظرة إيجابية ومستقرة، إذ جاء تصنيف وكالة “موديز” للمملكة عند “Aa3” مع نظرة مستقبلية “مستقرة”، ووكالة فيتش عند”A+” مع نظرة مستقبلية “مستقرة”، ووكالة “ستاندرد آند بورز” عند “A/A-1” مع نظرة مستقبلية “إيجابية”.
- إطلالة على حجم الإنجاز
شكل التقرير السنوي للرؤية في نسخته الأخيرة سجلًا توثيقيًا في مرحلة محورية في مسيرتها نحو عام 2030، مع اقتراب انتهاء المرحلة الثانية من الرؤية – تنتهي العام الحالي 2025- فهو يؤرخ لحقبة من النماء والتحديث مزجت بين الأصالة والمعاصرة والتطلع لمستقبل أكثر إشراقًا، فعززت كل خطوة تنموية من الهوية واستلهمت من الجذور الوطنية الراسخة القوة والعزم لتحقيق الإنجاز، فتجاوزت البرامج والخطط الاستراتيجية في قطاعات مختلفة المستهدفات، لتعزز من مكانة السعودية إقليميًا ودوليًا حتى باتت أرض الفرص الواعدة وحلم كل من يرغب في النجاح.
وقد حقق 299 مؤشرًا للرؤية مستهدفاته بشكل كامل -من بينها 257 مؤشرًا تخطى المستهدف، وهناك 49 مؤشرا قارب على تحقيق المستهدف بنسبة 85 أو 99%. أما على صعيد المبادرات فبلغت نسبة المبادرات المكتملة أو على المسار الصحيح 85%.
- مجتمع نشط منفتح على العالم
لما كان الإنسان هو محور وأساس التنمية في المملكة، فإن كل إنجاز وتطور جاء ليمكن أبناء المملكة من إطلاق العنان لإبداعاتهم للإسهام بفاعلية في مسيرة التطوير وتعزيز القدرة على المنافسة العالمية، وارتبط هذا المشهد ارتباطًا وثيقًا بإصلاحات اجتماعية واقتصادية أدت إلى تمكين المرأة كشريك أساسي في التنمية ومنح فرصة أكبر للشباب من أجل الانخراط في رسم ملامح المستقبل، وهو ما تم عبر خطوات عملية متعددة لبناء وتطوير مهارات القدرات الوطنية والاستثمار في رأس المال البشري وتنميته، وقد رسخ تلك القاعدة سمو ولي العهد في عبارته الشهيرة “المواطن السعودي أغلى ما تمتلكه المملكة، وهو أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح”.
ومن أجل ضمان حيوية المجتمع، أولت المملكة اهتمامًا بالغًا بملف الصحة كونه ركيزة أساسية للتنمية، فعملت على الارتقاء به عبر تعزيز الرعاية الصحية الوقائية والتنويع في الخدمات الرقمية، وتحقيق التكامل بين القطاعات الصحية المختلفة، وكان من الانعكاسات الإيجابية لتلك الجهود ارتفاع متوسط عمر الإنسان في المملكة إلى 78.8 سنة في عام 2024.
كما انتهجت المملكة مسارًا للتنمية العمرانية يحفظ الهوية ويواكب التحديث، ويصون البيئة ويعززها ويحسن منها في إطار مبادرات تعكس حرصا على التفاعل الإيجابي مع ملف المناخ وتغيراته وتقديم نموذج عالمي للتحرك المسؤول إزاء تلك القضية الحيوية.
من جهة أخرى، أظهر المجتمع السعودي انفتاحًا كبيرًا على العالم، بأكثر من صورة من بينها رواج حركة السياحة في المملكة واستقطاب الزوار من خلال أنشطة وفعاليات مُبهرة في مقدمتها موسم الرياض. كما أصبحت المملكة وجهة رئيسية أولى لتنظيم المؤتمرات والقمم الدولية في شتى المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو التكنولوجية أو العلمية، مما يعكس تعاظم مكانتها على الساحة العالمية.
- تفاعل السعوديين على منصة إكس مع التقرير
شهدت منصة “إكس” تفاعلًا واسعًا من جانب المستخدمين السعوديين مع هذا التقرير، وتصدرت مجموعة من الهاشتاقات قائمة الـ “ترند” للأعلى تداولًا في المملكة، ومنها (#رؤية_السعودية_2030)، (#رؤية_أنت_أساسها)، (#محمد_بن_سلمان)، (#ولي_العهد_الأمير_محمد_بن_سلمان)، (#الذكرى_التاسعة_للرؤية)، (#رمزنا_قايدنا_ملهمنا)، (#SaudiVision2030).
دلالات الهاشتاقات:
حملت أسماء الهاشتاقات المتضمنة في منشورات المستخدمين المتفاعلين مع التقرير مجموعة من الدلالات الكاشفة، أبرزها ما يلي:
- دعم وتأييد رؤية المملكة 2030.
- الثقة التامة في سمو ولي العهد – حفظه الله -.
- مكانة الأمير محمد بن سلمان كرمز ملهم للسعوديين.
- إرجاع الفضل لما تشهده المملكة إلى سمو ولي العهد بعد الله عز وجل.
انعكاس التقرير على المستخدمين:
أظهرت تفاعلات المستخدمين أن المزاج العام السعودي يتسم بالسعادة والتفاؤل الممزوجين بالفخر بما تُحققه المملكة من نجاحات في شتى المجالات، حيث تمحورت تفاعلاتهم حول مجموعة من الأطروحات الدالة والمبرهنة على هذا الشعور، أبرزها ما يلي:
- تشهد المملكة قفزات تنموية ضخمة وسريعة في كافة القطاعات.
- الطمأنينة لمستقبل أكثر ازدهارًا بعون الله في ظل القيادة الحكيمة – أيدها الله -.
- الفخر والتباهي بسمو الأمير محمد بن سلمان.
- الثقة بأن المملكة مُقبلة على مزيد من الإنجازات.
- التأكيد على الولاء والتوحد الشعبي خلف القيادة الرشيدة.
- النهضة التي تشهدها المملكة تُعززها لغة الأرقام والواقع المعيش.
- الرؤية تُمثل قصة نجاح سطرتها همّة قائد وإرادة شعب.
- تُحقق الرؤية نقلة تاريخية في مسيرة المملكة، وتُقدم نموذجًا يُلهم العالم.
- المملكة عزّزت مكانتها كقوة محورية ومؤثرة على الصعيد العالمي.
أبرز القيم المتضمنة
باتت طموحات السعوديين بلا سقف بعدما استطاع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تغيير الدلالة المباشرة والصريحة لكلمة (حلم) والتي تعني ضمنيًا هدفا صعب التحقيق، إذ أصبح المواطن السعودي على يقين بالله بأن كل هدف أو حلم هو في المتناول ويمكن تحقيقه في ظل وجود سمو ولي العهد – حفظه الله – الذي رسخ مبدأ “المستحيل ليس سعوديًا”.
وبناءً على ما تقدم، فقد عكست تفاعلات المستخدمين وجود كثير من القيم المتضمنة في منشوراتهم، التي تُشير في مجملها إلى سمات السعوديين وعلاقتهم بولاة أمرهم ووطنهم، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الولاء للقيادة الرشيدة.
- التوحد الشعبي.
- الثقة.
- العمل والتحدي.
- الفخر بالانتماء للوطن.
- الطمأنينة للمستقبل.
- القدرة على الإنجاز والإبداع.
- الإصرار والمثابرة.
وقبل كل ذلك، الإيمان بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
وختامًا، يمكن القول إن كل ما حققته الرؤية الطموحة على مدى السنوات التسع الماضية، هو نتيجة لجهود وتوجيهات قيادة حكيمة، لديها قناعة راسخة بقدرة أبناء هذا الوطن على بلوغ قمم المجد وتحقيق إنجازات متعددة في وقت قياسي، كما أن هذا الإنجاز يظهر التلاحم بين الشعب وقيادته الرشيدة من أجل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة.