ترجمات

كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على مستخدميها؟

 

سجل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي نموًا ملحوظًا على مدى السنوات القليلة الماضية، وأصبحت  جزءًا رئيسيًا في روتين الحياة اليومية للأشخاص حول العالم، فوفقا لبيانات منصة “Datareportal” لعام2025  فإن 5.07 مليار شخص يمثلون %62.6 من سكان العالم يستخدمون الآن وسائل التواصل الاجتماعي، كما دخل 259 مليون مستخدم جديد إلى شبكة الإنترنت خلال العام الماضي، فيما يبلغ  متوسط ​​الوقت اليومي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ساعتين و20 دقيقة.

وفي هذا الإطار، استعرض تقرير نشرته الجامعة الأمريكية العامة عددًا من التأثيرات الإيجابية والسلبية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت على النحو التالي:

  • الآثار الإيجابية، تشمل ما يلي:
  • تحسين الصحة النفسية للمستخدمين

خلصت دراسة أجرتها جامعة هارفارد إلى أن الاستخدام اليومي الروتيني لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط ارتباطًا إيجابيًا بـ “3 نتائج صحية: الرفاهية الاجتماعية، والصحة النفسية الإيجابية، والصحة الذاتية”. وبحسب الدراسة فإن التواصل الإيجابي بدوره يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية.

  • إتاحة نافذة للإبداع

تُتيح وسائل التواصل الاجتماعي وفرةً من العروض في مجالات الفن والابتكار والإبداع. ومن بين الروابط المعقدة التي تُتيحها هذه الوسائل فرص تبادل المعرفة حول أي موضوع تقريبًا، والمشاريع التعاونية، والمساعي الإبداعية سواء من خلال المنتديات الإلكترونية، أو مشاركة المستندات، أو المحادثات الجماعية، أو مقاطع الفيديو الإرشادية، حيث يمكن للأفراد العمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة، وإنشاء محتوى هادف، وحل المشكلات بشكل جماعي.

  • توفير فرص للتواصل المهني

تتيح منصات التواصل الاجتماعي فرصًا للأفراد لتوسيع شبكاتهم الاجتماعية وبناء علاقات جديدة مع أفراد آخرين حول العالم، ومن خلال توسيع دوائرهم المهنية، يمكنهم الوصول إلى وجهات نظر وتجارب وموارد متنوعة، مما يُثري حياتهم ويعزز رصيدهم الاجتماعي.

كانت هذه الفرصة للتطوير المهني هي الفكرة وراء انطلاق منصة “لينكدإن” التي شهدت توسعًا هائلًا خلال 22 عامًا، مما يدل على أهمية العلاقات المهنية للأفراد والشركات في السوق العالمية.

  • خلق الفرص التعليمية والوعي الاجتماعي

تُقدم المنصات موارد تعليمية، كالدورات والبرامج التعليمية مما يجعل التعلّم متاحًا لجمهور عالمي، وغالبًا ما يكون مجانيًا، ويسهم كثير من هذه الفرص التعليمية في تذليل الحواجز اللغوية.

إلى جانب الفرص التعليمية، تُقام مبادرات التوعية الاجتماعية وجهود المناصرة للقضايا الإنسانية والاجتماعية على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث يُمكّن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المناصرين من الوصول بسهولة أكبر إلى جمهور عالمي، ومناقشة حلول للقضايا الاجتماعية التي من شأنها تحسين الحياة، مثل زيادة النشاط البدني لتحسين الصحة والاستمتاع بالحياة.

  • بناء فرص عمل جديدة وقنوات تسويقية

يمكن للشركات الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي ذات الجمهور الواسع للترويج للعلامات التجارية، وحملات التسويق، والتفاعل مع العملاء. بمساعدة الذكاء الاصطناعي والخوارزميات، يتم توجيه نشاط بحث المستخدمين على موقع تجاري أو موقع بحثي إلى العلامات التجارية على صفحات التواصل الاجتماعي.

  • الجوانب السلبية وهي كالتالي:
  • التنمر الإلكتروني

تعد وسائل التواصل الاجتماعي بيئةً خصبةً للتنمر الإلكتروني، ويُعرّف مركز أبحاث التنمر الإلكتروني  التنمر الإلكتروني بأنه تعمد شخص ما مضايقة شخص آخر أو إساءة معاملته أو السخرية منه عبر الإنترنت أو أثناء استخدام الهاتف المحمول أو أي جهاز إلكتروني آخر.

ويمكن أن يتخذ التنمر الإلكتروني العديد من الأشكال مثل التعليقات المحرجة، والمنشورات أو الصور السلبية والصور المخلة بالآداب، ومقاطع الفيديو أو صفحات الويب المسيئة.

  • التشهير

يُطلق على هذا النوع من انتهاك الخصوصية الذي يُتيحه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اسم “التشهير”. ويُعرّف الخبير ماكس شيريدان التشهير بأنه “جمع معلومات تعريف شخصية أو مواد خاصة وتوزيعها علنًا لأغراض خبيثة”. وغالبًا ما يتم الحصول على المعلومات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويهدف التشهير الإلكتروني إلى إلحاق الأذى، وعادة ما يكون دافعه الانتقام أو الكراهية أو التنمر أو الإرهاب.

  • استغلال الأطفال

الجانب المظلم للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي هو استغلال الأطفال. فالنطاق العالمي وسرعة الاتصالات الرقمية مكّنا مُستغلي الأطفال من الازدهار خلف أقنعة رقمية وفي جماعات غامضة.

إن سهولة استخدام تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي على الأجهزة المحمولة تمكن البالغين من استغلال وابتزاز الأطفال من خلال الرسائل النصية والبث المباشر ومشاركة محتوى وصور غير أخلاقية. ومما يزيد من تعقيد الاستغلال أيضًا تزايد ظاهرة “المؤثرين الصغار”، وهم أطفال لديهم قنواتهم الخاصة ومتابعون على يوتيوب وتيك توك ومنصات مماثلة.

  • الإدمان

قد يكون الإفراط في استخدام منصات التواصل الاجتماعي ومساهمته في تدهور الصحة النفسية، وخاصةً لدى الشباب، مدعاةً للقلق. ووفقًا لمركز الإدمان في ولاية فلوريدا الأمريكية، لم يُشخَّص إدمان وسائل التواصل الاجتماعي رسميًا بعدُ كحالة تُلحق الضرر بالصحة النفسية للمستخدم، ولكنه مُعترف به بما يكفي لعلاجه وتغطيته من قِبل بعض شركات التأمين.

ويُعرف المركز هذا النوع من الإدمان بأنه حالة سلوكية، تتميز بـ “الاهتمام المفرط بوسائل التواصل الاجتماعي، مدفوعًا برغبة لا يمكن السيطرة عليها لتسجيل الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها، وتكريس الكثير من الوقت والجهد لها مما يُضعف مجالات الحياة المهمة الأخرى”.

بعبارة أخرى، يكون الشخص مهووسًا بعادات وسائل التواصل الاجتماعي مثل التمرير والرسائل النصية والنشر، ويقضي وقتًا على الإنترنت مع استبعاد أنشطة الحياة الأخرى، وقد يتجاهل أفراد الأسرة والأصدقاء.

ويُحفّز استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مراكز المتعة في الدماغ بشكل مفرط لدى البعض، فالتفاعل المُستمر مع منصة إلكترونية يُحفّز “منطقة المكافأة في الدماغ” كيميائيًا بنفس الطريقة التي تُحفّز بها المخدرات.

  • طرق الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي

وبحسب المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا ديفيس، توجد طرق رائعة لتحسين علاقة الفرد بوسائل التواصل الاجتماعي وتقليل آثارها السلبية، من خلال:

أ- تقليل الوقت اليومي على الشاشة، الأمر الذي يتطلب ما يلي:

  • وضع حدود زمنية لتطبيقات التواصل الاجتماعي من إعدادات الهاتف
  • تخصيص ساعات محددة لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي
  • حذف حسابات الأشخاص الذين يُشعرونك بالسوء تجاه نفسك
  • اكتشاف كيفية وضع الحدود وأهميتها للصحة النفسية

ب-البحث عن الرضا والسعادة خارج وسائل التواصل الاجتماعي

  • وضع أولوية للتواصل والأنشطة الشخصية لتحسين الصحة النفسية.
  • البحث عن أنشطة تُشعرك بالرضا بعيدًا عن الهاتف مثل المشي لمسافات طويلة، والنزهات مع الأصدقاء، والرسم، والقراءة، وكلها طرق رائعة للتواصل مع الآخرين.
  • ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها ستُحسّن صحتك البدنية والنفسية.

زر الذهاب إلى الأعلى