هاشتاق

هاشتاق #باربي_يهدم_مجتمعنا

أثار الإعلان عن فيلم “باربي” المزمع عرضه قريبًا في المنطقة العربية، حالة من الجدل بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين تداولوا شائعات تُفيد بمنع الفيلم في دول الخليج ومنها المملكة العربية السعودية، إضافة إلى عدد من الدول العربية، وأرجعوا سبب ذلك إلى أن الفيلم يحتوي على مشاهد تتعارض مع القيم والعادات العربية والإسلامية.

وقد حرص العديد من المستخدمين العرب على التعبير عن وجهة نظرهم تجاه الفيلم، إذ دشنوا هاشتاقًا يحمل اسم (#باربي_يهدم_مجتمعنا) جاء نشاطهم عليه كما يلي:

  • (1,330) ألف تغريدة.
  • (1,060) ألف مستخدم “فريد/غير مكرر” متفاعل على الهاشتاق.
  • (2,51) مليون معدل وصول.
  • (6,07) مليون معدل ظهور.
  • احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في قائمة الدول العربية الأكثر تفاعلًا على الهاشتاق.

 

ومن أجل التعرف على اتجاهات المستخدمين العرب نحو الفيلم ومدى تأثيره على مجتمعنا، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد وتحليل عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلاتهم على هاشتاق (#باربي_يهدم_مجتمعنا). وقد انتهت النتائج إلى ما يلي:

  • جنس المغرد

جاءت الإناث في المرتبة الأولى كأكثر المتفاعلين على الهاشتاق بنسبة 59%، تلاها وبفارق كبير الذكور بنسبة 23%، فيما حلّت فئة “غير محدد” في المرتبة الثالثة بنسبة 18%.

  • الاتجاه

على الرغم من أن الغالبية العظمى من التفاعلات جاءت مؤيدة سواء بشكل صريح أو ضمني لفكرة الهاشتاق والمتمثلة في أن فيلم باربي يُساهم بشكل أو بآخر في هدم المجتمع، فإن الاختلاف تمحور حول الاتجاه من منع الفيلم.

وفي هذا الصدد، عبّرت غالبية التفاعلات عن رغبتها في منع عرض الفيلم في الدول العربية وذلك بنسبة 83%، فيما جاءت التفاعلات الرافضة لفكرة المنع في المرتبة الثانية بنسبة 14، تلاها في المرتبة الثالثة فئة الرافضين للمنع ولكن بشرط أن يكون متوافقًا مع عادات وتقاليد وقيم مجتمعنا، مما يعني ضرورة تعديل المشاهد التي قد تكون خادشة للحياء ولا تتوافق مع النسق القيمي العربي والإسلامي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن رفض بعض التفاعلات منع عرض فيلم باربي لا يعني أنها مؤيدة للمحتوى غير الأخلاقي الذي يتضمنه الفيلم، أو تعتقد أن هذا النمط من المحتوى لا يهدم المجتمع، ولكنها ترى أن المنع ليس هو الحل الأمثل لمواجهة المشكلة، موضحة أن الحظر أو المنع لن يكون مجديًا وقد يأتي بنتائج عكسية تتمثل في زيادة الرغبة والإقبال على المشاهدة، وبالتالي تُطبق استراتيجية “الترويج أو التسويق العكسي” للفيلم بشكل غير مُتعمد.

 

وقد جاء اتجاه عينة الدراسة من منع عرض الفيلم وفقًا لجنس المغرد على النحو التالي:

 طبيعة التناول

حرصت النسبة الأكبر من التفاعلات على “وصف الحدث”، حيث اهتمت باستعراض ما يتضمنه فيلم باربي من مشاهد غير مناسبة لقيم المجتمع العربي وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. مشيرة إلى أن الحفاظ على الهوية والقيم الثقافية للمجتمعات تُعد من الشروط الأساسية لعرض الأعمال الفنية.

وحلّت في المرتبة الثانية فئة “نتائج الحدث”، وفيها عدّد المغردون المتفاعلون على الهاشتاق النتائج التي قد تترتب على عرض انتشار هذا النمط من الأعمال الفنية، لافتة إلى أن فيلم باربي يروج للفكر النسوي والمثلية الجنسية، الأمر الذي من شأنه التأثير سلبًا على القيم الأسرية، ويُشوه الإطار الأخلاقي في المجتمع، إضافة إلى زعزعة العلاقات القائمة في المجتمع عبر تغذية العنصرية ما بين الفكر الذكوري والنسوي.

فيما جاء في المرتبة الثالثة “اقتراح حلول”، إذ رأت هذه الفئة من التفاعلات أن الأعمال الفنية وخاصة الأجنبية يجب أن تخضع للرقابة قبل عرضها على المشاهد العربي، والتأكد من توافقها مع ثقافتنا وقيمنا المجتمعية، والعمل على تعديل ما يتعارض مع ذلك.

 

وقد جاءت طبيعة التناول وفقًا لنوع المستخدم المتفاعل على الهاشتاق على النحو التالي:

  • إطار التناول

تنوعت وتعددت أطر التناول التي ركّز عليها المتفاعلون على هاشتاق (#باربي_يهدم_مجتمعنا)، فتصدرها “الإطار المجتمعي” بنسبة 64%، وتمحورت أبرز استشهادات هذه الفئة حول ما يلي:

  • المجتمعات العربية محافظة بطبعها، وترفض العادات الغربية الغريبة عن ثقافتنا.
  • شيوع هذه النوعية من الأفلام يُهدد النسق القيمي وتقاليد المجتمعات العربية.
  • الأفلام الأجنبية التي تحمل رسائل تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا لها آثار وخيمة على الاستقرار الأسري والمجتمعي.

وجاء في المرتبة الثانية “الإطار الأخلاقي” بنسبة 15%، وفيه حذّر المغردون من التأثير السلبي لعرض فيلم باربي على النسق الأخلاقي في المجتمعات العربية وخاصة بين فئات المراهقين والشباب إضافة إلى النشء، وذلك بسبب الأفكار الشاذة والملغومة التي تحتويها هذه النوعية من الأفلام مثل محاولة الترويج للمثلية الجنسية.

وفي المرتبة الثالثة حلّ “الإطار الفني” بنسبة 10%، وأشارت فيه تفاعلات المستخدمين إلى أن باربي مجرد فيلم وعمل فني لا يستحق كل هذه الضجة والتهويل.

وجاء في المرتبة الرابعة “الإطار التربوي” بنسبة 8%، إذ ركّزت هذه الفئة من التفاعلات على إبراز دور الآباء الهام والمحوري في تأسيس النشء على المبادئ الأخلاقية الحميدة وتقاليد مجتمعنا العربي وتعاليم ديننا الإسلامي، ومتابعة استخدامهم للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والحرص على فتح قناة اتصال وحوار مستمر معهم من أجل تثقيفهم وتوعيتهم من مخاطر بعض المضامين التي قد يتعرضون لها، إضافة إلى غرس الاعتزاز بهويتهم.

أما “الإطار الديني” فحلّ في المرتبة الخامسة بنسبة 3%، حيث أوضحت هذه الفئة من التفاعلات أن بعض الأفكار التي يتضمنها فيلم باربي كالمثلية الجنسية تخالف تعاليم الدين الإسلامي.

 

وفيما يتعلق بإطار التناول وفق جنس المغرد فقد جاء على النحو التالي:

  • النتائج العامة

انتهى تحليل تفاعلات المستخدمين العرب على هاشتاق (#باربي_يهدم_مجتمعنا) إلى مجموعة من النتائج العامة، تمثلت فيما يلي:

  • تصدر السعوديون قائمة المغردين العرب المتفاعلين على الهاشتاق، تلاهم الإماراتيون، ثم وبفارق كبير توالى ترتيب باقي العرب.
  • أيدت النسبة الأكبر من المتفاعلين على هاشتاق (#باربي_يهدم_مجتمعنا) منع عرض الفيلم في الدول العربية.
  • على الرغم من اتهام البعض للفيلم بأنه يُروج للأفكار النسوية، فإن النسبة الأكبر من المغردين المتفاعلين على الهاشتاق كانت من النساء، والتي عبّرت أغلبهن عن تأييدهن لمنع عرض الفيلم.
  • انطلقت الفئة الرافضة لمنع عرض الفيلم من مبدأ قائم على أن الحظر أو المنع ليس الحل الأمثل خاصة في ظل البيئة الاتصالية الحالية، وبالتالي لن يكون مجديًا، بل قد يأتي بنتائج عكسية تتمثل في زيادة الرغبة والإقبال على المشاهدة، وذلك بتطبيق استراتيجية “الترويج أو التسويق العكسي” للفيلم بشكل غير متعمد.
  • التفاعلات الرافضة لمنع عرض فيلم باربي لم تكن مؤيدة للمحتوى غير الأخلاقي الذي يتضمنه الفيلم، أو ترى أن هذا النمط من المحتوى لا يهدم المجتمع.

 

ختامًا.. يمكن القول: إنه على الرغم من أن أغلب تفاعلات المستخدمين العرب جاءت مؤيدة لمنع عرض فيلم باربي في الدول العربية، فإن البيئة الاتصالية الحالية التي فرضت واقعًا رقميًا يتسم بالسيولة قد جعلت المنع أو الحظر أمرًا غير فعّال بشكل كبير، ولذا فإن الحل الأمثل يتمحور حول تضافر الجهود المؤسسية والذاتية، وذلك على النحو التالي:

أولًا: قيام المؤسسات المعنية بتطبيق الرقابة الصارمة على الأعمال الفنية خاصة الأجنبية، والعمل على تعديل ما يشوبها من مضامين ومشاهد لا تتوافق مع النسق القيمي في المجتمع قبل عرضها أمام المشاهدين.

ثانيًا: العمل على تثقيف النشء وتوعيتهم بمخاطر العولمة الثقافية، وقيام المؤسسات الإعلامية والتعليمية بغرس وتعزيز الهوية الثقافية والدينية لمجتمعنا العربي.

ثالثًا: يتحمل الآباء مسؤولياتهم تجاه أبنائهم، سواء من خلال المتابعة المستمرة لما يتعرضون له في الإعلام التقليدي والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أو الحرص على فتح قنوات حوار ونقاش مستمرة مع الأبناء، فضلًا عن تعزيز الفكر النقدي لديهم وتشجيع الرقابة الذاتية القائمة على الوازع الديني والأخلاقي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى