يعد إنشاء المحتوى ونشره عبر الحسابات المتعددة على منصات التواصل الاجتماعي مسألة تستغرق وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا من الشركات والعلامات التجارية، ومع التقدم التقني السريع ظهرت أدوات تساعد على تسهيل تلك المهمة تجسدت في أتمتة الوسائط الاجتماعية التي تفيد المسوقين والجماهير على حد سواء. وتساهم في توفير الوقت الذي تقضيه إدارات التواصل الاجتماعي في إعداد ونشر المحتوى، وتقليل وقت الاستجابة على استفسارات العملاء، فضلًا عن توفير البيانات اللازمة لإنشاء محتوى أكثر جاذبية.
يقصد بأتمتة وسائل التواصل الاجتماعي عملية استخدام أدوات برمجية لتقليل مقدار الوقت المستغرق في مهام تتعلق بإدارة الحسابات على تلك المنصات ولا تتطلب لمسة بشرية، ومن أمثلة ذلك جدولة المشاركات مسبقا، وتنظيم المحتوى لإعادة نشره، وحل استفسارات العملاء الروتينية، وإنتاج التقارير التحليلية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يجب أتمتة جميع المهام ذات الصلة بالوسائط الاجتماعية، وتجنب أي تكتيك أتمتة يجعل علامتك التجارية تبدو كسولة أو غير مرغوب فيها أو مزيفة، فعلى سبيل المثال، الروبوتات التي تقوم بإبداء الإعجابات والمتابعة والتعليق تكون واضحة بشكل مضر لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك يمكن أن توفر بعض الروبوتات الجيدة معلومات مفيدة للمتابعين. فالعنصر المفتاحي هنا أنيتم استخدام أتمتة الوسائط الاجتماعية بطرق تساعد في تعزيز مصداقيتك وعلاقاتك عبر الإنترنت وليس الإضرار بها.
يمكننا الإشارة إلى عدد من المهام اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجديرة بالأتمتة، وتتمثل فيما يلي:
وتجدر الإشارة هنا إلى أنك لست بحاجة إلى موظف للإجابة على أسئلة شائعة مثل “ما هي ساعات عملك؟” و“هل لديك أي قسائم متوفرة؟” وبالمثل، يمكنك أتمتة طلبات الخدمة المتعلقة بتتبع الحزمة وحالة استرداد الأموال وغيرها من المشكلات المرتبطة بإدارة العلاقات مع عملائك.
ونخلص مما سبق إلى أن أتمتة هذه المهام التي تستغرق وقتًا طويلاً تؤدي إلى توفير الحرية للعلامة التجارية لتكريس المزيد من الوقت لتصميم المحتوى.
- تجنب استخدام الروبوتات التي تعلق تلقائيًا على المنشورات الاجتماعية أو تعجب بها، فهي يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا لعلاقاتك مع الجمهور.
- لا تنشر نفس الرسالة على كل شبكة من شبكات التواصل الاجتماعي، فقد يبدو أن نشر نفس المحتوى على حسابات وسائط اجتماعية متعددة هو الخيارالأسهل، لكنه بالتأكيد ليس الأكثر فاعلية.
- الأنظمة الأساسية الاجتماعية لها نسب مختلفة لعرض الصور وعدد الكلمات، والجماهير على تلك المنصات لديهم توقعات، وخصائص ديموغرافية، وتفضيلات مختلفة، ومن المستبعد جدًّا أن تفي مشاركة واحدة بكل تلك المتطلبات والتوقعات المختلفة.
ولذلك، فمن الضروري تعديل رسالتك حسب جمهور كل منصة، ومراعاة التحقق من مواصفات الصورة (نوع الملف، الحجم)، عدد أحرف النصوص، الهاشتاقات (من حيث العدد والاستخدام)، تحديد أوقات النشر المناسبة لكل منصة اجتماعية.
وفي هذا الإطار، رصد موقع “Hootsuite” المتخصص في شؤون مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من أدوات أتمتة وسائل التواصل لمساعدة الشركات والعلامات التجارية على إدارة جهودها التسويقية بذكاء، ففيما يتعلق بمسألة النشر والجدولة تبرز أدوات مثل Hootsuite Publisher، وFacebook Business Suite، أما عن جمع البيانات وإعداد التقارير فأبرز الأدوات Hootsuite Analyze، وHeyday، وSparkcentral، وHootsuite Inbox. وبالنسبة للمراقبة والاستماع الاجتماعي توجد أداة Hootsuite Insights، وبخصوص إنشاء المحتوى توجد أداة Lately.
وتأسيسًا على ما سبق يمكن القول بأن أتمتة وسائل التواصل الاجتماعي باتت مكونًا رئيسيًّا في خطط وآليات التسويق وإدارة الوجود على المنصات والتفاعل مع العملاء بشكل أسرع، لكن الإفراط في توظيف تلك التقنية قد يأتي بنتائج عكسية.
