تقارير

7 صراعات ينبغي مراقبتها في عام 2026

ارتفع عدد النزاعات المسلحة النشطة بشكل كبير على مدار العقد الماضي، وكان العديد منها مميتًا للغاية. ومع ذلك ظلت نزاعات أخرى بعيدة عن العنف ولكنها إذا انفجرت في العلن فستُحدث تغييرًا جذريًا في منطقتها والعالم، وفيما يلي استعرضت مجلة “إيكونوميست” البريطانية 7 صراعات رأت أنه ينبغي مراقبتها خلال عام 2026.

  • روسيا وأوكرانيا

تشير التقديرات الآن إلى أن خسائر روسيا تفوق خسائر أمريكا في الحرب العالمية الثانية. ولم تستولِ قواتها إلا على 1.3% فقط من الأراضي الأوكرانية الإضافية منذ ديسمبر 2022. ويشير هذا الحساب للاستنزاف إلى أن عام 2026 سيشهد إما تقدمًا بطيئًا، أو صراعًا مُجمدًا من الإرهاق، أو نوعًا من التسوية.

وهناك احتمالان آخران: انهيار في الخطوط الأمامية الأوكرانية أو انهيار سياسي داخلي أوكراني، أما الاحتمال الآخر فيتمثل في انهيار الاقتصاد الروسي مع توقف صناعة النفط نتيجة الهجمات الجوية. وأي من هذين السيناريوهين ستكون له تداعيات هائلة على أوروبا والعالم.

  • إسرائيل وحماس

هل ستصمد الهدنة الهشة؟ إن غزة ترقد في حالة دمار، مع عشرات الآلاف من القتلى. ولا تزال القوات الإسرائيلية تسيطر على نصف القطاع، فيما لم تقم حركة حماس بنزع سلاحها بعد. وعلى الرغم من فظاعة الأمر، فإن استئناف الحرب ليس أمرًا مستبعدًا. فقد اتهم كل من الجانبين الآخر بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أكتوبر الماضي.

ومع ذلك، إذا ظل ترامب ملتزمًا بخطته للسلام، وتعاون الأطراف المعنيون، فهناك أيضًا بصيص أمل. فإذا خرجت قوة حفظ سلام دولية إلى حيز الوجود، فقد تنطلق أخيرًا عملية إعادة الإعمار على نطاق واسع. وسيكون بإمكان النازحين الغزّيين عندها العودة إلى ما تبقى من منازلهم.

لكن في الوقت الراهن، يبدو أن النتيجة الأكثر احتمالًا هي تلك المألوفة: أرض منقسمة، وشعب فلسطيني يعاني، وهدوء مؤقت للعنف إلى أن يتبدد.

  • السودان

لا تزال القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع عالقتين في حرب ضارية. تسيطر “الدعم السريع” على معظم دارفور وغرب السودان، بينما تسيطر القوات المسلحة السودانية على العاصمة والمناطق الشرقية، بينما ملايين المدنيين في حالة فرار، وكثيرون منهم يتضورون جوعًا.

من المرجح أن يستمر هذا الصراع -وهو أكبر أزمة إنسانية في إفريقيا- ولكن إذا رأى داعمو الجانبين حجم الخسارة، فقد يكون التوصل إلى اتفاق ممكنًا ورابحًا محتملًا. وبالنسبة لصانع سلام طموح مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوفر السودان كلًا من الثروات (الذهب والنفط وساحل استراتيجي) والفرصة لإنهاء ما قد يكون أعنف صراع نشط في العالم.

  • الصين وتايوان

هل يقدم الرئيس الصيني شي جين بينغ على خطوة تخلد إرثه؟ لقد راقب قادة الصين حرب روسيا في أوكرانيا، وربما استخلصوا دروسًا قيمة حول صعوبات الغزو. لكن التفاوت الهائل في القدرات العسكرية بين الصين وتايوان يعني أن بكين قد تميل إلى التحرك إذا بدا أن الدعم الأمريكي للجزيرة قد ضعف، أو انخفضت التكاليف الاقتصادية للعمل الهجومي. في الوقت الحالي، يبدو الحصار أكثر ترجيحًا من الحرب، مع أن ذلك ينطوي على مخاطر جسيمة، بما في ذلك التدخل العسكري والانتقام الاقتصادي من جانب أمريكا وحلفائها.

  • الهند وباكستان

لقد تم مؤخرًا إنقاذ العدوين اللدودين المسلحين نوويًا من حافة الهاوية بعد مناوشة مميتة لكن صراعهما الأساسي لا يزال دون حل. في أبريل الماضي، أدى هجوم في الهند إلى مقتل 26 سائحًا مما أثار أخطر أزمة منذ سنوات، مع ضربات عبر الحدود وأكثر من 50 قتيلاً على طول خط السيطرة في إقليم كشمير قبل إعلان وقف إطلاق النار.

يؤدي النمو الاقتصادي السريع للهند إلى توسيع الفجوة العسكرية التقليدية مع باكستان. ومع وجود خمس سكان العالم في البلدين، فإن الحفاظ على السلام في عام 2026 له أهمية كبيرة. هناك عاملان سيجعلان الأمر أكثر صعوبة إذ إن أمريكا، التي غالبًا ما تتدخل وسيطًا بين الطرفين، أصبحت على خلاف مع الهند بسبب حرب جمركية. كما أن الهند وباكستان أظهرتا في خلافهما الأخير قدرًا أقل من ضبط النفس مقارنةً بالماضي.

  • الكونغو ورواندا

تهدد التوترات المستمرة منذ عقود بشأن المظالم العرقية والثروة المعدنية في شرق الكونغو بالانفجار إلى حرب شاملة. ففي عام 2025 قامت رواندا بتسليح وإمداد وتوجيه متمردي حركة 23 مارس أثناء استيلائهم على غوما، وهي مدينة رئيسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأرسلت قواتها الخاصة أيضًا، وتضاعفت مناطق عمليات حركة 23 مارس في الكونغو.

لم يتضمّن الاتفاق الهزيل الذي وُقع في البيت الأبيض بين الرئيس الرواندي بول كاغامي ورئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي هذه المناطق. كما كثفت القوات الأوغندية أنشطتها في الكونغو، إذ تعمل كـ”شركاء أمنيين” للحكومة هناك.

ويشكل الذهب جزءًا من عوامل الجذب. فمع أن رواندا لا تمتلك الكثير منه محليًا، فقد أصبحت بطريقة غامضة مُصدرًا رئيسيًا له. كما تدخل في المشهد موارد أخرى مثل النفط والغاز ومعادن كالكوبالت، الضروري لإنتاج البطاريات.

  • فنزويلا

في إطار تركيزها المتجدد على الأمن في “نصف الكرة الأرضية”، حشدت إدارة ترامب قواتها قبالة فنزويلا، ووسعت نطاق التدريبات العسكرية، وضربت قوارب صغيرة تزعم أنها تُهرب المخدرات. قد يكون الهدف النهائي هو التعجيل بنهاية نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، على الرغم من أن حجم القوة التي تستعد أمريكا لاستخدامها غير واضح.

فالضربات الجوية أكثر احتمالًا من الغزو البرمائي. وقد ينشر ترامب قوة خاصة إذا رأى فرصة للقبض على مادورو أو قتله.

بالإضافة لذلك لدى رئيس فنزويلا أعداء كثيرون. فقد صعد مؤخرًا مطالبة فنزويلا، التي تعود إلى قرن من الزمان، بثلثي أراضي غيانا المجاورة (منطقة إسيكيبو الغنية بالنفط). وعلى الرغم من أوامر محكمة العدل الدولية بعدم القيام بذلك، أجرت فنزويلا في مايو الماضي انتخابات غير قانونية لاختيار حكام لـ”غويانا إيسيكويبا” وهي رقعة أرض لا تسيطر عليها أصلًا. ومع ذلك، فإن أي تحرك من فنزويلا تجاه غيانا الآن سيُشعل على الأرجح مواجهة مع الولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى