تستحوذ هذه الأيام منافسات أولمبياد طوكيو على اهتمامات السعوديين خاصة مع مشاركة المملكة ببعثة تضم 33 لاعبًا ولاعبة يُمثلون 9 رياضات مختلفة، وهو أكبر عدد من الرياضات تُشارك به السعودية على مدار تاريخها في الأولمبياد.
وقد شهد موقع التدوينات القصيرة “تويتر” خلال الساعات الماضية تفاعلًا كبيرًا من جانب المستخدمين السعوديين والعرب بشكل عام بسبب المواجهة المرتقبة بين لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني واللاعبة الإسرائيلية راز هيرشكو، بعدما أوقعتهما القرعة في مواجهة مباشرة يوم الجمعة القادمة. حيث قام المستخدمون بتدشين هاشتاقًا يحمل اسم (#تهاني_القحطاني).
النشاط على الهاشتاق
صعد الهاشتاق لقائمة الـ”ترند” للأعلى تداولًا في المملكة، خاصة بعد تداول شائعات عن إمكانية انسحاب البطلة السعودية، وعدم خوضها المواجهة أمام اللاعبة الإسرائيلية.
فخلال ساعة واحدة فقط، جاء النشاط على النحو التالي:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ(736) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (2.689.729) مرة.
• بلغ عدد مرات الظهور (3.227.811) مرة.
تحليل التفاعلات
ومن أجل التعرف على طبيعة واتجاهات المستخدمين السعوديين نحو خوض اللاعبة تهاني القحطاني للمباراة، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد وتحليل عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة متفاعلة على الهاشتاق، حيث أظهرت النتائج ما يلي:
الاتجاه
جاءت الغالبية العظمى من تفاعلات المستخدمين معارضة لفكرة انسحاب اللاعبة السعودية تهاني القحطاني من مواجهة اللاعبة الإسرائيلية، وذلك بنسبة 97%، مقابل 3% فقط عبروا عن رغبتهم في انسحابها.
وقد استند كل طرف إلى مجموعة من الحُجج الداعمة لموقفه، وذلك على النحو التالي:
• أولًا: الاتجاه المعارض:
تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات أهم من ترديد الشعارات.
انسحاب اللاعبة السعودية يعني خضوعها للضغوط التي يُمارسها البعض.
يجب دعم وتشجيع البطلة تهاني القحطاني أيًّا كانت نتيجة المباراة.
ضرورة السعي الدائم لإثبات الذات أمام كل المنافسين وفي جميع المحافل.
رفض تسييس المنافسات الرياضية، فالموضوع رياضي، ولن تزول إسرائيل بانسحاب البطلة السعودية.
• ثانيًا: الاتجاه المؤيد:
اعتمد أنصار فكرة الانسحاب على عدد من الحُجج القائمة على أسلوب الترهيب والاتهامات المرسلة والشعارات التي تستهدف دغدغة المشاعر والتحريض ضد اللاعبة، ومنها أن لعب المباراة يُعد خيانة وتطبيعًا مع إسرائيل ولا يُمثل الوطنية أو الإسلام، على حد تعبيرهم.
شخصية المغرد
لم تقتصر التفاعلات على المواطنين فحسب، بل تضمنت أيضًا شخصيات عامة يُمثلون قادة الرأي من كُتاب وإعلاميين ومثقفين، مثل:
1) محمد الساعد كاتب صحفي سعودي
2) عثمان العمير صحفي سعودي.
3) حمد المزروعي كاتب وناشط سياسي إماراتي
4) حليمة مظفر شاعرة وكاتبة صحفية وناقدة مسرحية سعودية.
5) جهاد العبيد محلل سياسي ومقدم دورات سياسية على قناة تفكير سعودي
6) عبد الرحمن اللاحم محام وكاتب سعودي
7) عبد الله البندر كاتب وصاحب محتوى سعودي.
8) ريان الجدعاني محرر صحفي سعودي.
9) قس بن ساعدة صانع محتوى سعودي.
10) خالد الزعتر كاتب ومحلل سياسي سعودي.
11) غادة غنيم آل غنيم دكتوراه في حل النزاعات وتحليلها ( مشاهير )
12) مشعل الخالدي (مشاهير) صانع محتوى
13) إبراهيم السليمان كاتب سعودي
14) هاني بن بريك نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني
15) فهد الجبيري رسام كاريكاتير سعودي.
16) تركي الحمد دكتوراه في العلوم السياسية
17) سلمان الدوسري كاتب في صحيفة الشرق الأوسط.
18) منى علي المطوع إعلامية بحرينية.
19) ناصر حبتر (مشاهير) صانع محتوى
20) هيلة المشوح كاتبة سعودية.
21) نايف العبد الله عضو هيئة الاتحاد الدولي للإعلاميين ومدير وكالة الشاهين الأردنية.
22) عبد الله العريفج صحفي سعودي.
23) نهلة حامد الجمال إعلامية ومستشارة تنمية موارد بشرية سعودية.
كما لم تقتصر التفاعلات على المستخدمين السعوديين فقط، بل تضمنت أيضًا متفاعلين من الدول العربية الشقيقة مثل مصر والبحرين والإمارات وفلسطين واليمن وعمان مثلوا 12% من إجمالي العينة.
وقد أعرب الأشقاء أن اللاعبة تهاني القحطاني لا تُمثل السعودية فقط، بل جميع العرب، ولذلك يجب أن تحظى بدعم الشعوب العربية كلها لأن إنجازها يُشرفهم جميعًا.
الأطر المرجعية
تنوعت الأطر المرجعية التي اعتمد عليها المستخدمون في تغريداتهم المتفاعلة على هاشتاق #تهاني_القحطاني، وجاءت نسبة ظهورها كما يلي:
1- مرجعية رياضية: اعتبر المستخدمون أن المواجهة بين البطلة السعودية ومنافستها الإسرائيلية رياضية، ولا يجب أن تخرج عن هذا السياق.
2- مرجعية وطنية: رأت هذه الفئة أن البطلة تهاني القحطاني تلعب باسم المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن فوزها سيُضاف إلى مسيرة النجاحات التي تشهدها المملكة في شتى المجالات ومنها الرياضية، كما سيُمثل نجاحًا للمرأة السعودية.
3- مرجعية سياسية: حرصت هذه الفئة على مخاطبة المطالبين بانسحابها بنفس منطقهم، وذلك عبر تفنيد حُججهم، وتوجيه سؤال رئيسي مفاده ماذا سيُضيف انسحاب القحطاني للقضية الفلسطينية؟ مؤكدين على ضرورة الفصل بين السياسة والمنافسات الرياضية المقامة في المحافل الدولية والتي أصبح تحقيق إنجازات بها بمثابة قوى ناعمة للدول.
4- مرجعية عربية: أكدت هذه الفئة أن البطلة السعودية مُمثلة للعرب جميعًا، وإنجازها فخر لكل الشعوب العربية، ولذلك يجب دعمها وتحفيزها وتشجيعها بكل قوة.
ورفض أنصار هذا الإطار أي إساءة للفتيات في السعودية، مشددين على وجود حملات ممنهجة تستهدف الشقيقات السعوديات.
ختامًا.. تضمن خطاب غالبية التفاعلات دعمًا معنويًا كبيرًا للاعبة تهاني القحطاني وحثها على ضرورة مواصلة نجاحاتها بتحقيق الفوز على منافستها الإسرائيلية.
وقد سيطر خطاب التمني على لغة التغريدات المتفاعلة على الهاشتاق، وانقسم إلى التمني بعدم انسحاب البطلة السعودية، والتمني بالفوز على منافستها الإسرائيلية.
كما سيطرت اللغة التحفيزية التشجيعية على خطاب التغريدات المتفاعلة على الهاشتاق، حيث سعى المستخدمون إلى محاولة تخفيف الضغوطات النفسية الواقعة على القحطاني، بعدما سعى البعض إلى محاولة تسييس وعسكرة المواجهة الرياضية، فحرص المستخدمون على التأكيد على دعمهم وتشجيعهم للبطلة السعودية سواء فازت أم خسرت المواجهة؛ الأمر الذي عكس وعيهم وفطنتهم وإدراكهم لكم الضغوطات التي تتعرض لها.
وتُظهر سحابة الهاشتاقات المرتبطة بهاشتاق #تهاني_القحطاني تضامن وتحفيز السعوديين والعرب للبطلة السعودية، مثل #كلنا_تهاني_القحطاني، #كلنا_معاك_يابطله.