الدراسات الإعلاميةهاشتاق

موجة استهجان واسعة على “تويتر” لتصريحات وزير الخارجية اللبناني المسيئة

أثارت تصريحات شربل وهبة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية خلال حوار تلفزيوني جمعه مع المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري، غضبًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، امتدت آثاره إلى الشخصيات العامة في المملكة ولبنان وعدد من الدول العربية أيضًا.

وعلى الرغم من حساسية المنصب الرسمي الذي يشغله وهبة، فإن لغة خطابه افتقدت إلى أبسط قواعد الدبلوماسية، حيث حملت إساءة للمواطن السعودي والشعب الخليجي بصفة عامة.

وفور هذا اللقاء، صعد هاشتاق #شربل_وهبة إلى قمة الـ “ترند” للأعلى تداولًا في المملكة، حيث تفاعل السعوديون على الهاشتاق بكثافة كبيرة للتعبير عن غضبهم ورفضهم لهذه التصريحات المسيئة.

النشاط على الهاشتاق:

جاء نشاط المستخدمين على الهاشتاق كثيفًا للغاية، الأمر الذي عكس اهتمامهم الكبير بالرد على تصريحات وزير الخارجية اللبناني.

فظهر النشاط على الهاشتاق خلال ساعة واحدة فقط كما يلي:

قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ (7536) تغريدة.

بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (32.561.272) مرة.

بلغ عدد مرات الظهور (40.942.389) مرة.

تحليل التفاعلات على الهاشتاق:

وانطلاقًا من اهتمام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد ومتابعة وتحليل اتجاهات الرأي العام بأسلوب منهجي، ووفق قواعد البحث العلمي، قام المركز برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين على هاشتاق #شربل_وهبة، وبإخضاعها لعملية التحليل بشقيه الكمي والكيفي، انتهت النتائج إلى ما يلي:

شخصية المغرد:

جاءت تفاعلات المواطنين على تصريحات وزير الخارجية والمغتربين اللبناني في المرتبة الأولى بنسبة 80%، وكانت أغلب هذه التفاعلات من جانب المستخدمين السعوديين ثم اللبنانيين، فضلًا عن بعض الأشقاء في الدول الخليجية والعربية.

وفي المرتبة الثانية جاءت تفاعلات الشخصيات العامة بنسبة 20%، وقد مثّل هذه الفئة أمراء سعوديون وسياسيون وإعلاميون ومشاهير في المملكة ولبنان.

الاتجاه:

على الرغم من تعدد وتنوع المتفاعلين على هاشتاق #شربل_وهبة سواء من حيث جنسياتهم أو مكانتهم الوظيفية والاجتماعية، فإنهم اتفقوا جميعًا على رفض وشجب وإدانة التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية اللبناني، ليس هذا فحسب، بل هاجموه بشكل صريح ومباشر.

لغة التغريد:

اتسمت لغة خطاب تغريدات المتفاعلين على الهاشتاق بالغضب نتيجة تصريحات الوزير اللبناني التي حاول من خلالها الإساءة إلى السعوديين، فاحتلت هذه اللغة المرتبة الأولى بنسبة 84%، تلاها في المرتبة الثانية لغة الخطاب الهادئة بنسبة 16%، وفيها فضل المستخدمون الرد على شربل عبر استعراض التطورات التي تشهدها المملكة في كافة مناحي الحياة، كرد عملي يُبرز مكانة السعودية.

وتعكس هذه النسب مدى حالة الغضب الشعبي والاستهجان تجاه شربل وهبة والتي لم تقتصر على السعوديين وحدهم بل شاركهم ذلك الشعور أيضًا الأشقاء في لبنان الذين عبروا بدورهم عن رفضهم واستنكارهم لما جاء على لسان وزير خارجيتهم، ووصل الأمر ببعضهم إلى التبرؤ منه ومن تصريحاته.

الهدف من التغريد:

تنوعت الأهداف التي حملتها التغريدات المتفاعلة على الهاشتاق، وذلك على النحو التالي:

جاء في المرتبة الأولى “إظهار الاعتزاز بالهوية” بنسبة 28%، وشكّل هذا الهدف أبلغ رد على وزير الخارجية اللبناني الذي اعتقد أن وصفه للسعوديين بالبداوة هو إساءة لهم، حيث حرصوا على التأكيد على هويتهم البدوية التي تُمثل عامل فخر واعتزاز لهم، وأنهم بفضلها أصبحوا دولة رائدة في المنطقة تُناطح الكبار على الصعيد العالمي، فضلاً عن تأكيدهم على أن السعودي لا ينسلخ من أصله أبداً بل يتباهى به أمام الجميع.

في المرتبة الثانية جاء التعبير عن “الخوف من التداعيات” بنسبة 26%، وقد اقتصرت التفاعلات في هذه الفئة على الأشقاء اللبنانيين الذين أوضحوا خشيتهم من أي رد فعل رسمي سعودي تجاه هذه التصريحات غير المسؤولة من جانب وزير خارجية بلدهم، خاصة وأن المملكة تحتضن على أراضيها جالية لبنانية ضخمة تلقى أفضل معاملة ورعاية. ومن أمثلة تخوف المستخدمين اللبنانيين ما يلي:

التخوف من أن يتطور الأمر إلى أزمة دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية.

الخوف من تأثر العاملين في المملكة بعد تصريحات الوزير اللبناني غير المسؤولة.

إمكانية اتخاذ المملكة إجراءات عقابية ضد لبنان على خلفية هذه التصريحات.

أما المرتبة الثالثة فحصلت عليها فئة “إظهار الغضب من تصريحات الوزير” بنسبة 23%، وخُصصت تغريدات هذه الفئة بالإشارة إلى بعض السمات الشخصية لشربل وهبة الذي يفتقد إلى أدنى مستويات الدبلوماسية والمسؤولية، وأنه لا يُعلي مصلحة لبنان بل مصلحة حلفائه في حزب الله. وفي هذا الصدد، أكد المستخدمون اللبنانيون أن هذا الوزير لا يُمثلهم ولا يتحدث بلسانهم.

“استعراض إنجازات المملكة” احتل المرتبة الرابعة كهدف للتغريد بنسبة 16%، وفيها سعى المستخدمون السعوديون إلى إبراز ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تطورات وإنجازات في مختلف مناحي الحياة، كنوع من الرد الساخر على العقلية الساذجة التي تحدث بها الوزير اللبناني.

وفي المرتبة الخامسة جاء “التذكير بفضل المملكة” كهدف بنسبة 7%، حيث سعى المغردون اللبنانيون إلى التأكيد على فضل المملكة عليهم في توفير فرص وظيفية لهم ولغيرهم من مواطني الدول العربية، وأنهم لاقوا أفضل معاملة في السعودية سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، مؤكدين أن المملكة ستظل دائمًا بلد الخير والعطاء.

الإطار:

تأكيدًا على النتيجة السابقة، فقد احتل إطار “الفخر” المرتبة الأولى بنسبة 39%، حيث عكست تفاعلات المستخدمين السعوديين اعتزازهم بهويتهم، وفخرهم بدولتهم وقيادتها الرشيدة التي تسعى دائمًا وأبدًا إلى تحقيق كل ما من شأنه رفعة ورفاهية السعوديين.

وفي المرتبة الثانية، جاء إطار “الشخصية” بنسبة 23%، وفيها تناول المستخدمون السعوديون واللبنانيون على حدّ سواء شخصية وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة بشكل سلبي للغاية، مشيرين إلى أنه تابع لحزب الله اللبناني ويأتمر بأمره، ولا يمتلك أي مقومات تُؤهله لتولي هذا المنصب، لافتين إلى أنه يحمل الحقد والكره لدول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

يُذكر أن شربل المنتمي للتيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله عليه العديد من علامات الاستفهام، ومنها تورطه في العمل مع شركاء دوليين مطلوبين على قائمة أمريكية بسبب الاتجار في المخدرات.

أما إطار “الآثار السياسية” فجاء في المرتبة الثالثة بنسبة 21%، وقد تنوعت التفاعلات في هذا الصدد ما بين مطالبة المملكة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان، واتخاذ مجلس التعاون لدول الخليج العربية موقفا موحدا تجاه هذه التصريحات العدائية. في المقابل حرص اللبنانيون على التأكيد على رفضهم لهذه التصريحات، مشددين على أن الشعبين السعودي واللبناني كشعب واحد.

وجاء إطار “النتائج الاقتصادية” في المرتبة الرابعة بنسبة 17%، وفيه تناول المستخدمون اللبنانيون الآثار الاقتصادية التي قد تعود على لبنان كدولة ومواطن بالسلب إذا اتخذت المملكة إجراءات عقابية كرد فعل على هذه التصريحات غير المسؤولة.

ختامًا.. فقد أثارت تصريحات وزير الخارجية والمغتربين اللبناني شربل وهبة غضبًا شعبيًّا واسعًا أجبره على التراجع عنها، حيث أصدر بيانًا رسميًا قدم فيه اعتذاره عن التصريحات، قائلا إن بعض العبارات غير المناسبة التي صدرت عنه كانت في معرض الانفعال!

وجاء ذلك بالتزامن مع تبرؤ الرئاسة اللبنانية من تصريحات وهبة وتأكيدها على موقف الدولة والرئاسة الرافض لما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عمومًا، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصًا.

إلا أن هذا التراجع لم يكن له أي صدى على المواطن السعودي، الذي أظهرت تفاعلاته على هاشتاق #شربل_وهبة، أنه لا يتهاون مع الإساءة أبدًا.

كما حملت هذه التفاعلات رسالة غاية في الأهمية، أظهرتها سحابة الهاشتاقات المرتبطة، تتمثل في “فخر واعتزاز السعوديين بهويتهم الوطنية”.

زر الذهاب إلى الأعلى