الدراسات الإعلاميةهاشتاق

هاشتاق “#رفع_تعليق_السفر”.. السعوديون يستقبلون القرار بالترحيب وروح المسؤولية

موضوع الهاشتاق:
مطلع الأسبوع الحالي، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اعتماد سريان رفع تعليق سفر المواطنين إلى خارج المملكة وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية بشكل كامل، وذلك ابتداءً من الساعة 1:00 من صباح يوم الاثنين 5 شوال 1442هـ الموافق 17 مايو 2021م، وذلك للمواطنين المحصنين الذين تلقوا جرعتي اللقاح كاملتيْن، وكذلك الذين تلقوا جرعة واحدة، شريطة أن يكون قد مر 14 يومًا على تطعيمهم بالجرعة الأولى بحسب تطبيق (توكلنا).
وكذلك للمواطنين المتعافين من كورونا، شريطة أن يكونوا قد أمضوا أقل من 6 أشهر من إصابتهم بالفيروس، وأيضًا للمواطنين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، شريطة أن يقدموا قبل السفر بوليصة تأمين معتمدة من البنك المركزي السعودي، تغطي مخاطر خارج المملكة، وفقًا لما تعلنه الجهات المعنية من تعليمات.
وقد أكدت السلطات السعودية على عدد من المعطيات الرئيسية للمسافرين، من أبرزها:
التأكيد على ضرورة الحرص واتباع الإجراءات الاحترازية.
التحذير من التهاون، وذلك كي لا يتم فهم القرار على أنه رسالة طمأنة بانحسار خطورة جائحة كورونا في العالم.
إخضاع القرار للمتابعة والتقييم الدوري المستمر، مع إمكانية إضافة تعديلات عليه تبعًا للتطورات الميدانية داخل وخارج المملكة.
وأظهرت لغة القرار رسالة ضمنية غاية في الأهمية عكستها هذه الشروط والضوابط، تتمثل في أن هذا القرار جاء تسهيلًا ومراعاةً للفئات التي ترغب في السفر خارج المملكة اضطراريًّا أي لأسباب قهرية ضرورية مثل الدراسة أو العلاج أو إنهاء الأعمال، وليس من أجل السياحة والترفيه في ظل ما يشهده العالم من موجة ثالثة لجائحة كورونا.
تحليل الهاشتاق:
فور الإعلان عن هذا القرار، تفاعل المستخدمون السعوديون بكثافة على هاشتاق يحمل اسم “#رفع_تعليق_السفر”، حتى تصدر قائمة الـ”ترند” للأعلى تداولًا في المملكة، كون القرار يمس شريحة كبيرة من المجتمع السعودي.
ومن أجل التعرف على اتجاهات الجمهور السعودي إزاء قرار رفع تعليق سفر المواطنين، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين السعوديين على الهاشتاق، وبإخضاعها للتحليل بشقيه الكمي والكيفي، أظهرت النتائج ما يلي:

1) الاتجاه:
جاءت أغلب تفاعلات عينة البحث مؤيدة ومتضامنة مع القرار، فاحتلت المرتبة الأولى بنسبة (58%)، وقد تملكهم شعور بالتفاؤل نتيجة هذا القرار، مؤكدين ثقتهم في التقديرات التي استندت إليها القيادة السعودية في إصدارها للقرار.
واحتلت فئة التخوف من مدى التزام الأفراد، المرتبة الثانية بنسبة (22%) من إجمالي العينة، وهنا يجب التأكيد على أن غالبية تفاعلات هذه الفئة لم تكن معارضة أو متخوفة من القرار في حد ذاته، بل انصب تخوف هذه الفئة بشكل أساسي على تهاون المواطنين في اتباع إرشادات الجهات المعنية في المملكة، والتعليمات المتبعة في الدول الأخرى.
أما الفئة التي أظهرت موافقة مشروطة فجاءت في المرتبة الثالثة بنسبة (20%)، وقد عبّرت عن موافقتها للقرار، شريطة ضمان ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية، وعدم التهاون فيها، والبعد تمامًا عن قصد البلاد الموبوءة أو التي صنفتها وزارة الداخلية السعودية باللون الأحمر لعدم استقرار أوضاعها الصحية.
ومن اللافت أن أنصار هذا الاتجاه كانوا في أغلبهم من فئة الأطباء في المملكة العربية السعودية ما يعكس حرصًا وتضامنًا بين مواطني المملكة.
وبناءً على ما سبق، يتضح أن الغالبية العظمى من التفاعلات كانت مرحبة بالقرار، ورأت فيه أن الدولة تسعى إلى التسهيل على المواطنين قدر المستطاع، مع التأكيد على عدم التساهل أو التهاون في الحفاظ على سلامتهم وسلامة المجتمع.

2) الهدف من التغريد:
• جاء التفاعل بهدف الإخبار والإعلام في المرتبة الأولى بنسبة (31%)، حيث ركزت تغريدات هذه الفئة على ما يلي:
نشر البيانات التي صدرت عن وزارة الداخلية ومؤسسات الدولة على خلفية إصدار القرار سواء المتعلقة بالفئات المسموح لها بالسفر أو الإجراءات الواجب اتباعها أثناء السفر، أو القيود المفروضة في دول العالم.
الثناء على ما قامت به الدولة من إجراءات شهد لها العالم في تعاملها مع فيروس كورونا، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على هذه المنجزات.
تقديم النصح للمواطنين بأهمية التريث قبل اتخاذ قرار السفر، وتأكيدهم على أن السفر لا يكون إلا للضرورة القصوى.
ارتباطًا بالنقطة السابقة، فقد واجهت هذه الفئة بشكل استنكاري بعض الأطروحات التي قدمها قِلّة من المستخدمين بشأن الاستعداد للسفر إلى الخارج بهدف السياحة، مؤكدة أن الظروف الحالية للدول لا تتلاءم ولا تُشجّع على هذا الإجراء، مشددة على أن فلسفة القرار لا تستهدف السفر لغير الضروريات، وأوضحت أن المملكة تمتلك كل المقومات السياحية للاستمتاع والترفيه.
وفي هذا الصدد، عقد المغردون استطلاعات للرأي على خلفية القرار تستفسر عن الوجهات التي سيقصدونها لقضاء إجازة العيد بعد قرار رفع تعليق السفر، وجاءت أغلبها رافضة للسفر إلى الخارج.

أظهرت تفاعلات هذه الفئة أنها سعت إلى تقديم المعلومات للمواطنين في صورة تحذيرية؛ خوفًا على سلامتهم، وتأكيدًا على المغزى الأساسي من قرار رفع تعليق سفر المواطنين.
احتل هدف التعبير عن الفرح بالقرار المرتبة الثانية في تفاعلات المستخدمين على الهاشتاق بنسبة 26%، حيث أظهرت لغة تغريداتهم شيوع خطاب التفاؤل والثقة في المملكة وقياداتها فيما يتعلق بمستقبل الجائحة في السعودية.
وجاء تفاعل المستخدمين على هاشتاق #رفعتعليقالسفر بهدف إظهار التخوف من التخوف من مدى التزام الأفراد في المرتبة الثالثة بنسبة 22%، وعلى الرغم من إظهار هذه الفئة لثقتها فيما تتخذه الدولة من إجراءات، فإنها في الوقت ذاته عبّرت عن تخوفها من إمكانية تساهل المواطنين في اتباع الإجراءات الاحترازية والإرشادات التي تصدرها الجهات المختصة في المملكة أو تلك المتبعة في الدول الأخرى، مما قد يُشكّل تهديداً لسلامتهم، وينعكس بالسلب على محيطهم عقب عودتهم إلى أرض الوطن.
كما عبّروا عن تخوفهم من إمكانية عدم توفر الإمكانيات التي تقدمها الدولة السعودية لمصابي كورونا إذا تعرض أحد المواطنين المسافرين – لا قدر الله – للإصابة أثناء سفره.
وفي المرتبة الرابعة جاء التفاعل على الهاشتاق من منظور الترفيه والفكاهة بنسبة 21%، حيث ارتبط هذا الهدف بأسلوب ساخر من موقف من لم يتلقوا اللقاح على اعتبار أنهم حرموا أنفسهم من إمكانية السفر.

3) الإطار:
احتلَّ إطار “المسؤولية” المرتبة الأولى في تفاعلات المستخدمين على الهاشتاق بنسبة (46%)، وركّز أصحاب هذا الإطار على مبدأ “تحمل المسؤولية” وأن كل شخص يقرر السفر على خلفية قرار رفع تعليق السفر هو مسؤول مسؤولية وطنية واجتماعية تجاه نفسه وبلده ومواطنيه، وعزز ظهور هذا الإطار في المرتبة الأولى التأكيد على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية وعدم التهاون فيها.
في المرتبة الثانية جاء إطار “القضية” بواقع (29%) وقامت هذه الفئة من المغردين بالتركيز على القرار في حد ذاته وفلسفته الأساسية والتي تقوم على التسهيل للمواطنين السعوديين مع التاكيد على عدم التهاون، وقدمت النصح بالتريث وعدم السفر إلا بعد التأكد من استقرار الأوضاع الصحية في البلاد التي سيقصدها السعوديون، على أن يكون ذلك للضرورة، مع الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية وعدم التهاون فيها إذا قرر الشخص السفر.
جاء إطار “الثقة والتأييد” في المرتبة الثالثة بنسبة (25%)، وفيه تناولَ المستخدمون السعوديون القرار من عدة منطلقات، أهمها:
التعبير عن التأييد للقرار والثقة في ولاة الأمر، حيث أكدوا على قناعتهم بأنهم لن يصدروا هذا القرار إلا بعد تحليل دقيق ودراسة للمخاطر والتبعات المحتملة.
التعبير عن الشكر والامتنان للقيادة السعودية بسبب هذا القرار الذي يعكس حرصها على التسهيل على المواطنين.
الدعاء لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، لما يقوم به من مجهودات وما يتخذه من إجراءات تصب جميعها في صالح المواطن، ومنها قرار رفع تعليق السفر.

ختامًا.. أظهرت تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق #رفعتعليقالسفر تأييدهم للقرار الذي رأوا فيه أنه يأتي تسهيلاً على المواطن السعودي، ومستهدفاً لمصلحته قبل أي شيء، ومنبع هذا التأييد هو ثقتهم في ولاة الأمر – حفظهم الله – وقناعتهم في أنهم يضعون نصب أعينهم مصلحة المواطن أولًا وأخيرًا.
كما عكست التفاعلات أيضًا وعي المستخدمين السعوديين وإدراكهم لفلسفة القرار الذي سمح بالسفر وفق شروط وضوابط محددة، وبالتالي كانت رسالته الضمنية مفادها أن السفر متاح ولكنه مصحوب بمسؤولية تقع على عاتق المواطن، تجعل تنفيذ القرار للضرورة، وليس للسفر من أجل الترفيه والسياحة، لذلك أغلب التفاعلات أظهرت أن الغالبية لا تعتزم السفر في ظل الوضع الراهن لوباء كورونا حول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى