الدراسات الإعلاميةهاشتاق

هاشتاق #اوقفوا_تسميم_الكلاب يتصدر تويتر

تداول المستخدمون على منصة تويتر مقطع فيديو، قالوا إنه لمجموعة من الكلاب الضالة التي تم التخلص منها عن طريق التسميم.
وعقب نشر الفيديو تفاعل السعوديون على هاشتاق يحمل اسم (اوقفوا_تسميم_الكلاب) والذي وصل إلى قائمة الـ “ترند” للأعلى تداولاً في المملكة.

النشاط على الهاشتاق:
جاء حجم النشاط على الهاشتاق خلال ساعة واحدة فقط كما يلي:

• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ (971) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (1.421.506) مرات.
• بلغ عدد مرات الظهور (1.874.968) مرة.

تحليل التفاعلات:
انطلاقاً من اهتمام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد وتحليل اتجاهات الرأي العام السعودي حول القضايا والموضوعات المثارة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد قام المركز برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين على هاشتاق (اوقفوا_تسميم_الكلاب)، وبإخضاعها لعملية التحليل بشقيه الكمي والنوعي، انتهت النتائج إلى ما يلي:
انقسمت تفاعلات المستخدمين على الهاشتاق إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية:
أولاً: الاتجاه غير المؤيد للهاشتاق
احتل الاتجاه غير المؤيد لـ”إيقاف تسميم الكلاب”المرتبة الأولى بنسبة 62%، وقد تمثّل الطرح المركزي لهذه الفئة في أن خطورة الكلاب الضالة تتطلب ضرورة القضاء عليها بأي وسيلة، مُستندين على مجموعة من الحُجج الداعمة لموقفهم، أهمها:
– تُشكل الكلاب الضالة خطرًا كبيرًاعلى حياتنا.
– تسميم الكلاب العقورة ليس حرامًا شرعًا، مستشهدين بتفسيرات دينية لآيات وأحاديث نبوية شريفة.
– أصبحت الكلاب الضالة ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء المملكة، بما فيها الأحياء السكنية.
الأطر المرجعية:
اعتمدت هذه الفئة على الأطر المرجعية التالية:
1- اعتمدت هذه الفئة على إطار مرجعي إنساني في المقام الأول بنسبة 84%، حيث سعت إلى تناول الموضوع من زاوية الخوف على الحياة بسبب تهديد الكلاب الضالة، مؤكدة على حق الإنسان في أن يعيش حياة آمنة دون خوف، وأن حياة الطفل أهم من حياة الكلاب الضالة، ولذلك فالكائن الضار يجب قتله.
2- جاء الإطار الديني في المرتبة الثانية كإطار مرجعي لهذه الفئة المؤيدة لتسميم الكلاب الضالة وذلك بنسبة 13%، حيث فرّقت بين الرأي الشرعي في قتل الحيوانات الأليفة والضارة منها، مؤكدة على أن قتل الكلاب الضارة أمر واجب؛ تنفيذاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- أما الإطار المرجعي التاريخي فقد احتل المرتبة الثالثة بنسبة 3%، فحرصت هذه الفئة على ذكر بعض الحوادث التي وقعت سابقًا بفعل الكلاب الضالة، والتي أسفرت عن ترويع أو إصابات أو وفيات بين المواطنين.
اللغة المستخدمة:
جاءت اللغة المستخدمة من جانب هذه الفئة متساوية إلى حد كبير ما بين هادئة 55% وحادة 45%، حيث لجأ البعض إلى عرض وجهة نظره المتمثلة بأنه ليس لديه مانع من فكرة تسميم الكلاب الضالة التي تُشكل خطراً على الناس، بينما لجأ البعض الآخر إلى استخدام لغة حادة تدعو الناس إلى تسميم الكلاب الضالة وقتلها إذا لم تقم بذلك السلطات المعنية، وهاجم من لا يؤيد تسميمها أو أظهر تعاطفًا معها.

الاستمالات المستخدمة:
احتلت الاستمالات العاطفية المستخدمة من جانب هذه الفئة المرتبة الأولى بنسبة 48%، حيث ركزت على إثارة عاطفة الخوف عند المواطنين من الخطر الذي يُحيط بهم في ظل وجود هذه الكلاب الضالة.
وفي المرتبة الثانية جاء الاعتماد على الاستمالات العقلانية بنسبة 31%، وكان من أهمها التأكيد على أن ديننا الإسلامي لا يُحرم قتل هذه النوعية الضارة من الحيوانات، مؤكدين أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بضرورة الحفاظ على النفس البشرية.
بينما خلت 21% من التفاعلات من أي استمالات.

ثانياً: الاتجاه المؤيد للهاشتاق
احتل الاتجاه المؤيد لـ “وقف تسميم الكلاب” المرتبة الثانية بنسبة 26%، معتمداً على طرح مركزي مُتمثل في رفض قتل الكلاب، مستندًا على مجموعة من الحُجج تمحورت حول ضرورة الرفق بالحيوان.
الأطر المرجعية:
اعتمد المطالبون بوقف تسميم الكلاب في المقام الأول على حقوق الحيوان كإطار مرجعي، وذلك بنسبة 77%، فركزوا على حق الكلاب في العيش بأمان لأنها أرواح، ودافعوا عنها من منطلق أنها كائنات ضعيفة تتصرف بفطرتها.
أما المرجعية الدينية فجاءت في المرتبة الثانية في تفاعلات هذه الفئة بنسبة 23%، وفيها لجأ المغردون إلى التأكيد على أن ديننا الإسلامي نهانا عن قتل الحيوان، مستشهدين بوصايا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
اللغة المستخدمة:
اعتمدت هذه الفئة على اللغة الهادئة، فجاءت في المرتبة الأولى بنسبة 61%، حيث لجأت إلى إلقاء اللوم على الأهالي في الحوادث التي يتعرض لها الأطفال.
وفي المرتبة الثانية جاءت اللغة الحادة بنسبة 39%، حيث طغى خطاب الغضب على لغة هذه الفئة بسبب الفيديو المتداول عن تسميم الكلاب، إذ هاجمت من قام بهذه الفِعلة ومن يُؤيدها.
الاستمالات المستخدمة:
اعتمدت هذه الفئة على الاستمالات العاطفية في المقام الأول بنسبة 50%، حيث سعت إلى إثارة العاطفة لدى المستخدمين عبر عرض صور ومقاطع فيديو لكلاب تحتضر بعد تناولها السم، مؤكدة أن ذلك يتنافى مع إنسانيتنا.
وفي المرتبة الثانية جاءت الاستمالات العقلانية بنسبة 38.5%، وفيها لجأ المغردون إلى تبرير وجهة نظرهم من منطلق أن تسميم الكلاب يتعارض مع أنظمة الرفق بالحيوان المعمول بها في دول مجلس التعاون الخليجي، كما استشهدوا ببعض آيات القرآن الكريم التي تحُث على الرحمة، مؤكدين أن حماية الأطفال مسؤولية الوالدين.

ثالثاً: الاتجاه الثالث (الوسطي)
احتل الاتجاه الوسطي المرتبة الثالثة بنسبة 12%، حيث عبر أنصار هذا الاتجاه عن رفضهم لتسميم الكلاب الضالة، إلا أنهم في الوقت ذاته أكدوا على ضرورة إيجاد أساليب بديلة تكون أكثر رحمة وتضمن حل هذه المشكلة.
الأطر المرجعية:
اعتمد أنصار هذا الاتجاه على حقوق الحيوان كإطار مرجعي في المقام الأول بنسبة 92%، بينما اعتمدوا على الدين كإطار مرجعي في المرتبة الثانية بنسبة 8%.
وقد مزجت تفاعلاتهم بين الإطارين المرجعيين، فأكدوا على أن كل مخلوقات الله عز وجل لها الحق في الحياة، ولكن شريطة عدم إيذاء أي منها للآخر، كما أوضحوا أن ديننا الإسلامي يحُثنا على الرحمة والرفق بالحيوان.
اللغة المستخدمة:
جاءت لغة خطاب هذه الفئة هادئة في جميع تغريداتها وبنسبة 100%، كما اعتمدت على الاستمالات العقلانية بنفس النسبة في البرهنة على وجهة نظرها.
وقد قدم أنصار هذا الاتجاه مجموعة من المقترحات كحل لمشكلة الكلاب الضالة بعيدًا عن تسميمها، ومنها:
تعقيم الكلاب لمنع تكاثرها ووضعها في أماكن بعيدة عن المساكن.
القضاء على الكلاب ولكن بطريقة رحيمة.
قيام الجهات المعنية بجمع الكلاب الضالة ووضعها بمحميتين منفصلتين، إحداهما للإناث والأخرى للذكور.
إنشاء مركز متخصص في اصطياد الكلاب والعناية بها وتربيتها، مع إمكانية بيعها لمن يريد استخدامها للحراسة أو الصيد.

ختامًا.. يمكن القول إن أغلب التفاعلات على هاشتاق (#اوقفوا_تسميم_الكلاب) اتفقت على ضرورة إيجاد حلول فعّالة لمشكلة انتشار الكلاب الضالة، ولكن الاختلاف كان في الكيفية.
ولُوحظ وجود لغط واختلاف في وجهات النظر حول الرأي الشرعي في قتل الكلب العقور، حيث سعى كل طرف إلى تبني التفسير الذي يتوافق مع رأيه.

زر الذهاب إلى الأعلى