في خضم الثورة المعلوماتية الهائلة التي يمر بها العالم، تظهر مئات التطبيقات والشبكات الإلكترونية، التي تسهّل التواصل الاجتماعي وتسويق المنتجات، باستخدام الكلمة والصوت والصورة.
“بنترست” أخذ في الانتشار مؤخراً وامتلك ملايين المشتركين حول العالم، وأصبح منافساً قوياً لـ”إنستغرام”
ويعتبر موقع “بنترست” أحد أهم الشبكات الاجتماعية الهامة في مجال مشاركة وتبادل المحتويات على شبكة الإنترنت، على هيئة صور وفيديوهات، والذي أخذ في الانتشار مؤخراً، وامتلك ملايين المشتركين حول العالم، وأصبح منافساً قوياً لتطبيقات مشابهة أخرى خاصة “إنستغرام”.
ما هي شبكة “بنترست”
“بنترست” هو عبارة عن شبكة اجتماعية، تعمل بنظام برمجي مصمّم لتمكين اكتشاف المعلومات على الإنترنت باستخدام الصور، وعلى نطاق أصغر صور GIF ومقاطع الفيديو، وتم تأسيس الموقع على يد “بن سيلبرمان” و”بول سيارا” و”إيفان شارب”، فيما يقع المقرّ الرئيس للشبكة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقد وصل عدد مشتركيها إلى 291 مليون مستخدم نشط شهرياً، اعتباراً من مايو 2019.
ويعتبر “بنترست” في الوقت الحالي واحداً من أهم 5 شبكات اجتماعية في العالم، ويتم وصفه بأنه لوحة إعلانات تمتلك عدداً من المميزات، المتمثلة في رفع الصور والفيديوهات عليها، ويمكن للآخرين المشاركة في الإعجاب بها والتعليق عليها، وإعادة نشرها.
يركز أغلب مستخدمي “بنترست” على عملية الترويج للمنتجات، ما يجعله أحد أهم الشبكات الترويج في العالم
ولخّص الرئيس التنفيذي للشركة “بن سيلبرمان” فكرة الشبكة، بأنها “كتالوج للأفكار” التي تُلهِم المستخدمين بدلاً من كونها شبكة اجتماعية قائمة على الصور، حيث يركز أغلب مستخدمي “بنترست” على عملية الترويج للمنتجات، ما يجعله أحد أهم الشبكات الترويج في العالم.
“بنترست” من التأسيس إلى العالمية
بدأ العمل على موقع “بنترست” في ديسمبر 2009، وتم إطلاق النسخة التجريبية منه في مارس 2010، وبعد تسعة أشهر من إطلاق الموقع، كان هناك 10 آلاف مستخدم، وقال سيلبرمان إنه شخصياً كتب إلى أول 5000 مستخدم للموقع يعرض رقم هاتفه الشخصي، حتى يجتمع مع بعض مستخدميه، وقام سيلبرمان وعدد قليل من المبرمجين بتشغيل الموقع من شقة صغيرة حتى صيف عام 2011.
وبدأت الشبكة في الانتشار إلى أن حمل يوم 10 أغسطس 2011 خبراً ساراً لها، حيث صنفت مجلة تايم “بنترست” ضمن أفضل 50 موقعاً لعام 2011، وفي ديسمبر من نفس العام، أصبح الموقع واحداً من أكبر 10 خدمات للشبكات الاجتماعية، مع وجود 11 مليون زيارة إجمالية في الأسبوع.
وفي يناير 2012 ذكرت شركة “كوم سكور” المتخصّصة في الحسابات على الإنترنت، أن الموقع كان لديه 11.7 مليون زائر فريد في الولايات المتحدة.
في أكتوبر 2012 أعلنت “بنترست” عن ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن الآخرين بسبب نشاطهم السلبي أو المسيء
وفي 17 مايو 2012 حدثت نقلة نوعية لـ”بنترست”، حيث أعلنت شركة التجارة الإلكترونية اليابانية “راكوتن” أنها تستثمر بقيمة 100 مليون دولار في “بنترست”، إلى جانب مستثمرين آخرين، من بينهم آندرسن هورويتز وبسمر فينشر بارتنرز وفيرست مارك كابيتال، وفي 10 أغسطس 2012 غيرت الشبكة سياستها، بحيث لم يعد هناك حاجة لطلب أو دعوة للانضمام إلى الموقع، بالإضافة إلى ذلك تم إطلاق تطبيق “بنترست” لأجهزة “أندرويد” و”آي باد” في 14 أغسطس 2012.
وفي أكتوبر 2012، أعلنت “بنترست” عن ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن الآخرين بسبب نشاطهم السلبي أو المسيء، أو حظر المستخدمين الآخرين إذا كانوا لا يرغبون في عرض المحتوى الخاص بهم، وقالت “بنترست” إنهم يريدون الحفاظ على مجتمعهم “إيجابياً ومحترماً”، وفي أكتوبر من نفس العام، أطلقت الشبكة حسابات تجارية تسمح للشركات إما بتحويل حساباتها الشخصية الحالية إلى حسابات تجارية، أو البدء من نقطة الصفر.
في عام 2014 بدأت “بنترست” في فرض رسوم على المعلنين للترويج لمنتجاتهم
وفي أغسطس 2012 تجاوزت “بنترست” موقع المدوّنات الصغيرة “تمبلر” للمرة الأولى من حيث عدد الزوار الشهريين الفريدين، وفي فبراير 2013 ذكرت وكالة رويترز أن “بنترست” لديها 48.7 مليون مستخدم على مستوى العالم، وكشفت دراسة نشرت في يوليو 2013 من قبل وكالة التواصل الاجتماعي الفرنسية “سيميوكاست Semiocas”، أن الموقع يمتلك 70 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2014 بدأت “بينترست” في فرض رسوم على المعلنين للترويج لمنتجاتهم، ثم في 2016 قدرت الإعلانات على الموقع بـ 500 مليون دولار، حيث أصبح لـ”بنترست” 150 مليون مستخدم نشط شهرياً، 70 مليون منهم في الولايات المتحدة، و80 مليون خارجها، وفي أبريل 2017، ارتفع هذا العدد إلى 175 مليون مستخدم نشط شهرياً، وفي سبتمبر 2018 ارتفع إلى 250 مليون مستخدم، وجاء أغلب هذا النموّ خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال تلك الفترة قامت “بنترست” بالاستحواذ على العديد من الشركات والمؤسسات الأخرى، ففي مارس 2013 استحوذت على “لايف ستار Livestar”، وفي أوائل أكتوبر 2013 استحوذت على “هاكر ميتير Hackermeter”، وانضم مؤسسا شركتي Lucas Baker و Frost Li، إلى “بنترست” كمهندسين، وفي أبريل 2015 استحوذت على فريق من Hike Labs، الذي كان يعمل على تطوير تطبيق يسمى Drafty، وفي 8 مارس 2017 استحوذت على Jelly Industries، وهي شركة محرك بحث صغيرة أسستها Biz Stone.
أدوات “بنترست”
توجد العديد من الأدوات المستخدمة على “بنترست” كما هو الحال في تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى، وأهم الأدوات هي:
Pin
يمكن اعتبار “بن” الخطوة الأساسية على “بنترست”، وهي تشبه المنشور على فيس بوك، والتغريدة على تويتر، ويتم عمل “بن” للمحتوى المطلوب مشاركته، ويمكن عمله بطريقتين:
الأولى: رفع الصورة من الجهاز مباشرة سواء كان هاتفاً أو حاسوباً.
الثانية: يمكن رفع الصورة من موقع على الإنترنت أو من خلال رابط له.
Board
يعتبر “بورد” الحائط الذي يتم نشر البن عليه، وهدفه هو تنظيم المنشورات، وعند إنشاء الحساب لأول مرة يتم تدشين عدد من البوردات الخاصة به.
Following
يمكن من خلال هذه الخاصية متابعة الحسابات، ومعرفة ما يتم نشره في الحسابات المتابعة أولاً بأول، وعند عمل الحساب لأول مرة، سيتم اقتراح عددٍ من الحسابات لمتابعتها.
إيجابيات “بنترست”
عدَّدت المواقع الإلكترونية المتخصّصة في الشبكات الاجتماعية إيجابيات “بنترست” وأهمها:
متوسط عمر المنشور على “بنترست” يصل إلى 3.5 شهر
– استمرار المنشورات في جذب الزوار لفترة طويلة، فمتوسط عمر المنشور على “بنترست” يصل إلى 3.5 شهر، على عكس فيس بوك الذي يصل إلى 90 دقيقة، وعلى تويتر 24 دقيقة.
– يمكن إرفاق روابط نشطة تؤدي إلى مواقع خارج الشبكة، وهو ما يكون غير متاح على “إنستغرام”.
– سهولة التعامل مع “بنترست”، وفي عملية رفع المحتويات ومشاركتها.
– يعتبر “بنترست” محرك بحث قوياً ومتطوراً، يظهر نتائج بحث جديدة كل يوم.
سلبيات “بنترست”
يمكن رصد العديد من السلبيات الخاصة بــ”بينترست”، وأهمها:
التركيز الكامل داخل الموقع على اللغة الإنجليزية، جعل من الصعب انتشاره في المناطق الناطقة باللغة العربية
– أن العدد الأكبر من مستخدمي الشبكة يوجد داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فعندما كان عدد مستخدميها 150 مليوناً، كان 70 مليوناً منهم داخل الولايات المتحدة.
– التركيز الكامل داخل الموقع على اللغة الإنجليزية، ما يجعل من الصعب ترويج الموقع في المناطق الناطقة باللغة العربية، أو حتى اللغات الأخرى.
– الانتشار الواسع لتطبيقات معينة على غرار “فيس بوك” و”تويتر” و”إنستغرام”، قلّل من شعبية “بينتريست” في البلاد العربية.
الاختلاف بين “بنتريست” و”إنستغرام”
مع وجود تشابهات كثيرة بين “بنترست” و”إنستغرام”، يمكن توضيح عدد من الفروق بين الاثنين، وأهمها:
المستخدم في “بنترست” يميل إلى التركيز على اكتشاف و معالجة محتويات الآخرين
-عنما يتم تحميل محتوى على “بنتريست” من شبكة الإنترنت يجب تثبيت “دبوس”، لينقل المشاهد إلى موقع إلكتروني خارج الشبكة، والوصول إلى المكان الأصلي للمحتوى، ولا يتيح إنستغرام ذلك.
– إنستغرام يتيح للمستخدمين التقاط الصور والفيديوهات من هواتفهم المحمولة، ومشاركاتها، ما يُعتبر من أفضل طرق مشاركة المحتويات على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن المستخدم في “بنترست”، يميل إلى التركيز على اكتشاف ومعالجة محتويات الآخرين.
– التفاعل على إنستغرام أكثر بكثير من على “بنترست”، كما أن الجمهور المستخدم لكلا الشبكتين مختلف تماماً، حيث أن أغلب مستخدمي “بنترست” هم من النساء، كما أن ما يقرب من نصف المشتركين فيه يعيشون في الولايات المتحدة، على عكس إنستغرام الذي ينتشر جمهوره في أنحاء العالم قاطبة، وبشكل متوازن بين الرجال والنساء.
“بينترست” ومشاكل قانونية
في مارس 2017 منعت السلطات الصينية “بنترست” ولا يزال الحظر سارياً
-في الهند قام مزوّدو خدمات بحظر “بنترست” بعد صدور أمر من المحكمة العليا بـ”مدراس” في يوليو 2016، بحظر قائمة تضم حوالي 225 موقعَ ويب، متهمة بالانخراط في القرصنة عبر الإنترنت، وانتهاك حقوق الطبع والنشر.
– في مارس 2017 منعت السلطات الصينية “بنترست”، ولا يزال الحظر سارياً، ولم يتم تقديم تفسير لذلك، لكن لا يتم حظره في هونغ كونغ.
-قامت “بنترست” بحظر وحذف عددٍ من المستخدمين في الأمور المتعلقة بمخالفة القوانين والقواعد، أبرزها في فبراير 2019، عندما قام برقابة نتائج البحث على اللقاحات لإزالة محتوى مضاد للتطعيم، وفي 11 يونيو 2019، تم حظر مجموعة “Live Action” المناهضة للإجهاض بشكل دائم، بسبب نشرها نظريات اعتُبِرت تضليلاً.
لكن رغم ذلك، يظلّ بنترست من أسرع المواقع نمواً، وأصبح ثالثَ أكبر شبكة اجتماعية في الولايات المتحدة منذ مارس 2012، خلف “فيس بوك” و”تويتر”.
