الدراسات الإعلاميةملف خاص

تناول قناة الجزيرة للقضايا السعودية.. دراسة تحليلية لآليات التحريض الإعلامي في حسابها على تويتر

مقدّمة..

تشهد المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة على وجه التحديد، طفراتٍ نوعيةً استتبعتها تحولاتٌ جذرية طالت مختلف قطاعات الدولة، حيث وضعت قيادة المملكة خطة تنموية شاملة، تهدف إلى تعزيز مكانتها بين الدول الكبرى.

وفي الوقت الذي شهد فيه العالم أجمع النجاحات المتتالية التي تُحقّقها المملكة، استمرّت بعض الأطراف الإقليمية في استهداف المملكة، خاصة بعدما انتهجت السعودية سياسةَ المكاشفة، وتعرية الجهات الساعية إلى زعزعة أمنها واستقرارها، ومنها دولة قطر، التي سَخَّرت قناتها “الجزيرة”، لمحاولة النيل من المملكة، وتشويه صورتها.

مشكلة الدراسة:

تُمثّل قناة الجزيرة إحدى أدوات التحريض والهدم في المنطقة العربية، واعتادت دولة قطر على استخدامها كسلاح يستهدف زعزعة أمن واستقرار الدول والجهات التي تختلف مع سياساتها ومشروعها المريب في المنطقة.

وقد سعت بعض الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إلى محاولة إقناع الدوحة بالعدول عن موقفها المناوئ للمصالح العربية، والذي يُهدّد الأمن الإقليمي والعربي، ووقف دعمها للجماعات الإرهابية، وإيقاف أبواقها الإعلامية عن التحريض ضد دول المنطقة، إلا أن هذه المحاولات قُوبلت بتعنّت قطري، وإصرار على المضي في سياساتها التخريبية، مما اضطر المملكة وبعضَ الدول العربية الأخرى، إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة في يونيو 2017م.

ومنذ قرار المقاطعة، كثّفت قناة الجزيرة سياساتها التحريضية ضد السعودية بشكل خاص، وسخّرت كلّ أدواتها في سبيل ذلك.

وبناءً على ذلك، يمكن تحديد مشكلة الدراسة في الكشف عن آليات التحريض الإعلامي في خطاب قناة الجزيرة تجاه المملكة العربية السعودية، عبر رصد وتحليل المواد المنشورة على حسابها الرسمي في منصة “تويتر” بشأن المملكة.

أهداف الدراسة:

  1. التعرّف على حجم تغطية قناة الجزيرة للمحتوى الخاص بالمملكة العربية السعودية.
  2. استكشاف مجالات تغطية القناة للمحتوى الخاص بالمملكة.
  3. التعرّف على القضايا والموضوعات التي ركزت عليها الجزيرة في هذا الإطار.
  4. رصد أطر تناول الجزيرة للقضايا والموضوعات الخاصة بالمملكة.
  5. التعرّف إلى الأشكال الفنية التي اعتمدت عليها القناة في تقديم المحتوى الخاص بالسعودية.
  6. رصد المصادر التي اعتمدت عليها الجزيرة في استقاء معلوماتها.
  7. استكشاف اتجاه خطاب قناة الجزيرة نحو القضايا والموضوعات الخاصة بالمملكة.
  8. التعرّف على درجة الاستثارة في خطاب قناة الجزيرة بشأن المحتوى الخاص بالسعودية.
  9. رصد توازن العرض في تغطية القناة القطرية لقضايا وموضوعات المملكة.

الإطار النظري للدراسة

تهتمّ نظرية الأطر الإعلامية أو “التأطير الإعلامي” بدراسة أثر الوسيلة، حيث تقوم النظرية على فرضية أساسية مفادها أن لوسائل الإعلام قدرةً عالية على اختزال الوقائع والأحداث، وتقديمها للجمهور من خلال أطر “Frames” محدّدة، تَحمل معاني وأفكار تُساعد الجمهور على إدراك تلك الوقائع والأحداث، بشكل يتوافق مع توجّهات الوسيلة الإعلامية.

فالأطر الخبرية إحدى الأدوات المهمة التي تُستخدم في تنفيذ السياسات التحريرية للمؤسسات الإعلامية، وتُجسّد المبادئ والقيم التي تَتحكّم في عرض الأحداث والقضايا المختلفة، عبر مجموعة من الآليات، مثل “الانتقاء، الاستثناء، التأكيد، الإبراز، التهميش، والتجاهل”. ما يعني أن الأطر تُستخدم في تنظيم المحتوى الذي تُقدّمه الوسيلة الإعلامية للجمهور.

من هذا المنطلق، فإن نظرية الأطر تُعنى بدراسة الجوانب التي رَكّزت عليها الوسيلة الإعلامية في تناولها للأحداث والوقائع المختلفة عبر مستويين..

الأول: من خلال اختيار هذه الوسائل لأحداث معيّنة، والتركيز عليها دون غيرها.

أما الثاني: فمن خلال دراسة الجوانب التي سَعَت الوسيلة إلى إبرازها أثناء تناولها للأحداث.

وفي هذا الصدد، يُنبّهنا “والتر ليبمان Walter Lipmann”، إلى ضرورة التمييز بين الحقائق كما تجري على أرض الواقع “Truth”، وما تبثه وسائل الإعلام من معلومات حولها “News”، بمعنى أن الوقائعَ المجرَّدة تَختلف عما تَنقله وسائل الإعلام، لأنه وبمجرد تَدخُّل هذه الوسائل في صياغتها، تَخرج عن إطار الحياد والموضوعية.

وقد استَخدمت الدراسةُ نظريةَ الأطر، بهدف الكشف عن كيفية تأطير قناة الجزيرة لمحتواها الخاصّ بالمملكة العربية السعودية، والتعرّف على أهم القضايا والموضوعات التي ركزت عليها القناة في تناولها، فضلاً عن طبيعة هذا التناول.

مجتمع وعيّنة الدراسة:

قامت الدراسة بتحليل محتوى الحساب الرسمي لقناة الجزيرة على تويتر، خلال الربع الأول من العام الجاري (1 يناير – 31 مارس 2020)، وذلك من خلال المسح الشامل لجميع الموادّ المنشورة على الحساب خلال هذه الفترة.

ويَشهد العام الحالي منذ بدايته، العديد من الأحداث المحلية والإقليمية والدولية، التي لاقت تفاعلاً كبيراً من قبل وسائل الإعلام العالمية، كما تتزامن هذه الفترة مع تحقيق المملكة العربية السعودية عدداً من المنجزات على الساحتين الإقليمية والدولية، مثل اختيار الرياض عاصمةً للمرأة العربية لعام 2020م تحت شعار “المرأة.. وطن وطموح”، ورئاسة المملكة لمجموعة العشرين، وانطلاق فعاليات مواسم السعودية.

ولذلك كان من المهم التعرّف على كيفية تناول قناة الجزيرة لهذه النجاحات، من أجل استكشاف مدى التزامها بالتوازن والحيادية في تناولها لمختلف الأحداث المتعلقة بالمملكة.

أدوات التحليل:

اعتمدت الدراسة على عدد من أدوات التحليل..

أولاً: تحليل المضمون، وذلك بهدف التحليل الكمي لنسبة الموضوعات المتعلقة بالسعودية، والتي نشرها حساب قناة الجزيرة، مقارنة بإجمالي ما تمّ نشره على الحساب خلال فترة الدراسة.

ثانياً: التحليل النقدي للخطاب، وذلك من أجل التحليل الكيفي للخطاب، عبر تحديد السمات العامة للخطاب الإعلامي للقناة، والتعرف على طبيعة تناول الحساب للموضوعات المتعلقة بالمملكة، والتي نشرها خلال فترة الدراسة، فضلاً عن الأساليب التي اعتمد عليها لمحاولة إقناع المتلقي بمحتواه. وكذلك من خلال استخدام “المربع الإيديولوجي” للعالم الهولندي “توين فان دايك”، للتعرّف على (أنا والآخر) في خطاب حساب قناة الجزيرة على تويتر، ورصد الأساليب المستخدمة لمحاولة تشويه صورة المملكة العربية السعودية (الآخر) في القناة القطرية.

البيئة السياسية المحيطة:

شهد العام 2020م منذ بدايته العديد من الأحداث الإقليمية والدولية التي استحوذت على اهتمام العالم أجمع، وأصبحت مادةً يومية في وسائل الإعلام الدولية، فاتسمت فترةُ إجراء الدراسة بكثافة الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية، التي لم يَقتصر تأثيرها على مكان وقوع الحدث فقط، بل امتدّ ليُلقي بظلاله على ما هو أبعدُ من ذلك.

ويمكن تقسيم تلك الأحداث إلى نوعين..

1-    أحداث آنية، مثل:

  • تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية عملية أدت إلى مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
  • ظهور فيروس كورونا (كوفيد-19) في الصين، وانتشاره في أغلب دول العالم.
  • إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
  • إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا.

2-    أحداث متجدّدة، وهي تلك التي وقعت في وقتٍ سابق، ولكنها ما زالت مستمرة حتى الآن، مثل:

  • الصراع في سوريا.
  • الصراع في ليبيا.
  • الحركات الاحتجاجية والتطوّرات السياسية في العراق ولبنان والسودان.

للإطلاع على نتائج الدراسة يمكنكم النقر على هذه الصورة 

زر الذهاب إلى الأعلى