الدراسات الإعلامية

اسأل التاريخ عن سر الرجال.. عمل وطني يُبرز عوامل قوة المملكة

يُعد الشعر والغناء من أبرز أدوات التعبير في حياة الإنسان عمومًا والسعوديين على وجه الخصوص، من خلال ما يُتاح من حيز واسع لبث المشاعر والمعاني التي ترتبط بالأحداث والمواقف المختلفة، ويُشكلان صورة حية تعكس الانفعالات والأحاسيس.

وتُمثل الأشعار والأغاني الوطنية مكونًا أصيلًا وموروثًا ثقافيًا حاضرًا مع كل الأحداث والمتغيرات التي مرت بها المملكة العربية السعودية، ويكتسب هذا النمط من الأعمال الفنية أهميته كونه يُؤرخ لتاريخ المملكة ويوثق حاضرها، ويُعزز الانتماء والفخر بالهوية والأصول، ويشحذ الهمم، كما يُواجه محاولات استهداف المملكة وإضعاف عزيمة أبنائها.

ويتميز الفنانون السعوديون بإحساس عالٍ ومشاعر فياضة ساعدت على تقديم الأشعار والأغاني الوطنية، التي أسهمت بدورها في توثيق لحظات خالدة في تاريخ وذاكرة الوطن الغالي.

وانطلاقًا من أهمية الأغاني الوطنية في مسيرة المجتمعات، سعى مركز القرار للدراسات الإعلامية إلى تحليل أغنية “اسأل التاريخ عن سر الرجال” من كلمات الشاعر عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ، وألحان راشد القعود وأداء كورال، وذلك باستخدام منهج التحليل السيميولوجي، لاستكشاف الرسائل والمعاني المباشرة والضمنية لهذا العمل الوطني.

 

نتائج التحليل:

المستوى الوصفي:

يؤصل العمل للنهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في كل المجالات، بفضل من الله عزّ وجلّ ثم مجهودات وتميز أبنائها، ويؤكد أن تلك النهضة تُعد نتاجًا لقوة المملكة وحالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها منذ تأسيسها على يدي الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – مرورًا بملوك المملكة – طيّب الله ثراهم – ووصولًا إلى العهد الميمون الذي نعاصره الآن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظهما الله -.

 

الإطار الزماني والمكاني:

تضمن العمل العديد من اللقطات التي تُوثق أحداثًا داخلية وخارجية خلال فترات زمنية مختلفة، أبرزها ما يلي:

  • مُشاركة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، في فعاليات منتدى مبادرة مُستقبل الاستثمار الذي أُقيم في الرياض في الفترة من 24-26 أكتوبر
  • قيام رائدي الفضاء السعوديين علي القرني وريانة برناوي بمهمة علمية في محطة الفضاء الدولية عام 2023م.
  • حصول طلاب وطالبات أكاديمية طويق ومدارس مسك، الذين مثلوا المملكة في المعرض الدولي للاختراعات والابتكارات والتقنية بماليزيا “آيتكس 2024“، على 10 ميداليات و11 جائزة.
  • مصافحة بين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والمبعوث الأمريكي للمناخ “جون كيري”، على هامش قمة “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد” في باريس يونيو 2023، ونظرة حادة من سمو ولي العهد لكيري حملت دلالات هامة تعكس قوة المملكة وقيادتها الرشيدة.
  • فوز المنتخب السعودي للعلوم والهندسة بـ 27 جائزة في آيسف 2024 الذي أقيم في مايو 2024م بلوس أنجلوس.

بالإضافة إلى لقطات أخرى تنقل العديد من المشاهد منها على سبيل المثال:

  • ملوك المملكة على مر العصور.
  • استعراض القوات المسلحة السعودية وأفراد من الأمن السعودي.
  • المناطق الأثرية بالمملكة كالدرعية والعُلا، وكذلك المناطق السياحية.
  • نماذج للنهضة العمرانية السعودية.
  • الإنجازات الرياضية التي تُحققها المملكة.

 

المستوى الأيقوني:

  • الأشياء: وتتعلق بدلالات ورمزية بعض العلامات التي ركّزت عليها مشاهد العمل، وأهمها:
  • العلم السعودي: والذي برز على سارية عالية وشامخة للتدليل على استقرار وسيادة المملكة. كما ركّزت عليه بعض المشاهد التي تُظهر حرص أبناء المملكة على اصطحاب العلم السعودي على منصات التتويج فخرًا واعتزازًا منهم بهويتهم وانتمائهم لوطنهم الغالي.
  • شعار المملكة: والمتمثل في سيفين متقاطعين للدلالة على القوة والمنعة والتضحية، ويعلوهما نخلة والتي ترمز للحيوية والنماء والرخاء.
  • كما تضمنت بعض المشاهد عناصر أخرى دالة، مثل طائرات القوات الجوية الملكية السعودية للتدليل على قوة وجاهزية واستعداد القوات المسلحة السعودية لصد أي خطر يُهدد أمن وسلامة المملكة ووحدة أراضيها؛ وكذلك المباني الشاهقة التي تعكس النهضة العمرانية الحديثة في المملكة، فضلًا عن العُرضة السعودية التي ترمز إلى الاعتزاز بالهوية والأصالة.

 

  • الأشخاص:

ظهر في العمل الفني العديد من الشخصيات، أبرزها ما يلي:

  • ملوك المملكة بدءًا من الملك المؤسس، عبد العزيز آل سعود – رحمه الله -، ووصولًا إلى الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظهما الله -، مما يعكس التواصل والاستمرارية على النهج، واعترافًا وعرفانًا بالجميل لكل ولاة الأمر.
  • أبناء المملكة من المتميزين في مختلف المجالات: للتدليل على قدرة السعوديين على التفوق والإبداع ليس على الصعيد المحلي وحسب، ولكن على الصعيد الدولي أيضًا.
  • عناصر القوات المسلحة السعودية والأمن: ومدلولها قدرة المملكة على حماية أمنها وسلامتها ضد أي خطر سواء داخليًا أو خارجيًا.

وكان من اللافت أن الأشخاص (الملوك والمواطنين) الذين ظهروا في أغلب المقاطع كانت الابتسامة تكسو وجوههم، مما يعكس التفاؤل والثقة والطمأنينة.

 

المستوى التضميني:

يتعلق هذا المحور من التحليل السيميولوجي بالمعاني الضمنية والصريحة التي يحتويها العمل الفني سواء في كلماته أو المشاهد المصاحبة لها، حيث اتسم العمل بتكامل الكلمة والصورة، فتم توظيف المقاطع المصورة لتكون بمثابة أداة برهنة على مضمون الكلمات؛ ولذلك لم يكن شعر عبد اللطيف آل الشيخ مجرد عبارات لدغدغة المشاعر، بل هي نقل دقيق وواقعي عبر فن الشعر لما شهدته المملكة ولا تزال من نقلات نوعية ونهضة في مختلف المجالات.

ويمكن بلورة أبرز المعاني المتضمنة بالعمل الفني والتي شكّلت عناصر قوة المملكة، في الأطروحات التالية:

 

  • الأمن والاستقرار أساس التنمية: سعى العمل من خلال التكامل بين كلمات الشاعر عبد اللطيف آل الشيخ واللقطات المصاحبة لها إلى التأكيد على أن الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما المملكة بفضل الله تعالى ثم جهود القوات المسلحة والداخلية السعودية، كان ذلك ولا يزال من ركائز تحقيق التنمية الشاملة والتطورات المتلاحقة التي تشهدها بلادنا الغالية.
  • السعوديون هم أساس قوة المملكة: شكّل هذا الطرح إحدى الأفكار المحورية التي قام عليها العمل الفني، الذي حرص على التأكيد على أن القوة الحقيقية للمملكة تكمن في أبنائها وليس مواردها، وأن السعوديين هم المحرك الرئيسي لمسيرة النهضة والتحديث التي يشهدها الوطن في المجالات كافة. وفي هذا الصدد، أبرز العمل تشاركية المرأة والرجل في تطور المملكة من خلال نقل نجاحات السعوديين من الجنسين.
  • تميُز السعوديين في مختلف المجالات: حرص العمل على إبراز هذا التميز في المراحل العمرية المختلفة، وقدرتهم على اعتلاء منصات التتويج الدولية، مع تسليط الضوء على الفئة العمرية الصغيرة للإشارة إلى المستقبل الأكثر إشراقًا الذي تنتظره المملكة بفضل سياسات القيادة الرشيدة التي تُولي أهمية خاصة للعلم والتعليم وفق أحدث الأساليب المتبعة عالميًا.
  • الاعتراف بالفضل والعرفان بالجميل: وذلك من خلال اهتمام العمل الفني باستذكار ملوك المملكة – المغفور لهم بإذن الله -، الأمر الذي يحمل إشارة ضمنية بأن المملكة العربية السعودية تسير على نهج استراتيجي يرتكز على تواصل الأجيال، وأن ما تشهده المملكة حاليًا من إنجازات يعود لفضل الله عز وجل ثم جهود القيادة الرشيدة مُمثلة في الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان – أيدهما الله -، ويعد امتدادا للمسيرة التي بدأها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود – طيّب الله ثراه -.
  • الفخر والاعتزاز بالهوية: ووضح ذلك من خلال عدة مظاهر أكدت على اعتزاز السعوديين بماضيهم، الذي يُعد عنصر فخر بسبب قدراتهم الجبارة التي حوّلت الصحراء إلى دولة ذات نهضة عمرانية فريدة ومتميزة تُضاهي أفضل بلاد العالم، وأن ما وصلت إليه المملكة وشعبها العظيم أصبح مثالًا للأمم يُحتذى به، خاصة بعدما أصبحت السعودية في مقدمة الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في مختلف المجالات.

ومن مظاهر الفخر والاعتزاز بالهوية أيضًا، ما يحظى به تراث وحضارة المملكة من أهمية خاصة لدى القيادة الرشيدة – أيدها الله – التي اتخذت من الأصالة نقطة للانطلاق نحو العالمية والوصول للحاضر المزدهر والمستقبل الأكثر إشراقًا بعون الله.

  • مكانة المملكة على الصعيد الدولي: وتم إبراز ذلك من خلال عدة مشاهد تُجسد قوة المملكة على الأصعدة كافة سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية، فضلًا عن قدرة أبنائها على تحقيق إنجازات علمية ورياضية وما إلى ذلك في المنافسات العالمية.

 

ختامًا.. يُعد العمل الفني الذي كتب كلماته الشاعر عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ مثالًا لتوظيف الفن بشكل عام والشعر على وجه الخصوص في تأصيل الواقع وتثبيت المعاني والأفكار، حيث استطاع آل الشيخ بكلماته تجسيد واقع المملكة العربية السعودية، الدولة العظيمة التي ترتكز في المقام الأول على قدرات أبنائها فهم أغلى ثرواتها. وأن ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بمجهودات ولاة الأمر، والشعب السعودي، تنعم المملكة بالأمن والاستقرار، وتشهد نهضة تنموية في جميع المجالات جعلتها من الدول الرائدة على الصعيد العالمي.

لمزيد من التفاصيل يمكنكم زيارة الرابط أدناه:

اسأل التاريخ عن سر الرجــــــــــال

 

زر الذهاب إلى الأعلى