موضوعُ الهاشتاق:
منذُ تنبيه واتساب التابع لشركة فيسبوك على مستخدميه البالغ عددهم ملياري مستخدم حول العالم إلى ضرورة تحديث سياسة الخصوصيّة الخاصّة بالتطبيق، والتي تُتيح له تشارك المزيد من البيانات مع فيسبوك، والإشارة إلى أنّ الرافضين للشروط الجديدة سيتم منعهم من استخدام حساباتهم اعتباراً من الثامن من فبراير 2021م.. فإن الجدل ما زال مستمرًّا بين المستخدمين حول موقفهم المستقبليّ من التعامل مع واتساب.
وفي هذا الصدد دخل هاشتاق (#وش_بديل_الواتساب) قائمة الـ “ترند” للأعلى تداولًا في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي دفع مركز القرار للدراسات الإعلامية إلى رصد وتحليل تفاعلات المستخدمين السعوديين على هذا الهاشتاق، وذلك من أجل استكشاف الإجابة عن سؤال مركزيّ، هل المستخدمون السعوديون على استعداد للتخلي عن خصوصيتهم، أم أنهم سيبحثون عن بديل آخر لتطبيق واتساب؟ وما هي أهم خياراتهم البديلة؟
نتائجُ تحليل العيّنة المرصودة:
بإخضاع عينة عشوائية قوامها (100) تغريدةٍ من تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق #وش_بديل_الواتساب لعمليّة التحليل بشقيها الكميّ والكيفي، أظهرت النتائج ما يلي:
الموقف من تطبيق واتساب:
• 85% من المستخدمين المتفاعلين على الهاشتاق “يبحثون عن بديل” لتطبيق واتساب، بعد إعلان الشركة المالكة نيّتها في إحداث تغييرات تتعلق بخصوصيّة المستخدمين.
• 15% من المستخدمين “مستمرّون في استخدام واتساب”، ويُمكن تقسيمهم إلى:
– 9% أكدوا أنّ استمرارهم نابع من إعجابهم بالتطبيق، وأصبحت توجد لديهم علاقة من الارتباط والتعود مع واتساب.
– 6% أعلنوا أن نيتهم للاستمرار في استخدام التطبيق اضطرارية؛ نتيجة عدم ظهور بديل كفء ومناسب حتى الآن.
الدوافعُ:
1- اكتفت غالبية التغريدات عيّنة الدراسة، والتي أظهرت رغبتها في البحث عن بديل لواتساب باقتراح البدائل الأنسب من وجهة نظرها دون التطرق إلى أسباب اختيارها لها، وحصلت هذه الفئة على المرتبة الأولى بنسبة 66%.
2- ركّزت فئة من المستخدمين بلغت نسبتها 19% على تناول أسباب اختيارها لبديل يحلّ محل تطبيق واتساب، وتمحورت أهم هذه الأسباب حول:
أ- ستُصبح البدائل أفضل من واتساب بسبب توفيرها لقدر أكبر من عوامل الخصوصيّة والأمان.
ب- بعض البدائل أثبتت مُؤخرًا جدارتها، مثل تليجرام.
ت- سهولة التعامل مع البدائل.
ث- عبّر البعض عن نيته في العزوف عن وسائل التواصل الاجتماعيّ بشكل عام بسبب تسببها في ضياع الوقت، والتخوف من انتهاك خصوصيتهم.
ج- توجد بدائل تُتيح المكالمات الصوتيّة بشكل نقي ومجاني.
ح- امتلاك بعض البدائل لنفس مميزات واتساب، وربما تتفوق عليه كتطبيق تليجرام الذي يُتيح المحادثات المشفرة بين الطرفيْن.
وكان من اللافت أنّ التركيز الأكبر من جانب المستخدمين كان مُنصبًّا على ذكر مميزات البدائل الأخرى وخاصة تطبيق تليجرام.
3- في المرتبة الثالثة جاءت فئة المستخدمين التي تناولت “أسباب الاستمرار في استخدام واتساب” وذلك بنسبة 15%، حيث ساقت مجموعة من الدوافع، أهمها:
• لا يوجد بديل لتطبيق واتساب يمتلك نفس إمكانياته.
• لم يُثبت حتى الآن أن واتساب ينتهك الخصوصية.
• يُعد واتساب التطبيق الأشمل حتى الآن.
البدائلُ:
أظهرت تفاعلات المستخدمين على هاشتاق #وش_بديل_الواتساب حرص العديد منهم على عرض بديل لتطبيق واتساب، كما اهتمّ بعضهم بذكر أكثر من بديل في تغريدته.
ومن خلال رصد محتوى التغريدات عينة الدراسة، تبيّن أن نسب ظهور البدائل جاءت على النحو التالي:
يتضح من الشكل السابق أن تطبيق تليجرام كان الأكثر حضوراً كبديل لتطبيق واتساب في تفاعلات المستخدمين السعوديين، تلاه سناب شات، ثم سيجال وأخيرًا إنستجرام.
وقد أكد عدد من المستخدمين على أهمية وضرورة الاعتماد على تطبيق محلي سعودي، وذلك من أجل ضمان المزيد من الموثوقيّة والخصوصيّة، وتوفير عوامل الحماية والأمان لهم من استغلال الشركات الاحتكارية الكبرى لبياناتهم لأغراض تجارية بشكل انتهازي.
أما الفئة الأخرى التي حصلت على نسبة 14% من إجمالي عينة الدراسة، فقد جاء تناولها مختلفًا ومتنوّعًا، فبعض المستخدمين تفاعل بشكل ساخر مع موضوع الهاشتاق مثل الاعتماد على الحمام الزاجل، فيما عبّر آخرون عن نيتهم ترك جميع وسائل التواصل الاجتماعيّ، والاستفادة من وقتهم في القراءة أو الاسترخاء أو العبادات.
خِتامًا.. فبحسب التقرير الصادر عن مؤسسة الأبحاث التسويقية “Hootsuite” ومؤسسة « We are social» المعنية بالدراسات حول استخدامات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعيّ في يناير 2020، تحت عنوان ” Digital 2020″ يعد واتساب ثاني أكثر منصة للتواصل الاجتماعي استخدامًا في المملكة بنسبة 71%، بعد موقع يوتيوب الذي يحتل المرتبة الأولى بنسبة 76%.
ووفقًا لتقديرات المؤسستين ذاتهما في أكتوبر من العام نفسه بلغ عدد مستخدمي تطبيق “واتساب” على مستوى العالم 2 مليار مستخدم.
وبالرغم من الإقبال الضخم على تطبيق واتساب، والذي يُعد ميزة غاية في الأهمية لمستخدميه، لكون واتساب يضمن لهم بشكل كبير إيجاد الطرف الآخر الذي يرغبون في التواصل معه مستخدمًا لهذا التطبيق، إلا أنّه يتّضح من النتائج السابقة أنّ الغالبية العُظمى من عينة الدراسة بدأت بالفعل في استكشاف بديل لواتساب، مما يُؤكد أنّ عوامل الخصوصية والأمان تظل إحدى العناصر الأساسيّة التي تحكم لجوء المستخدم إلى تطبيق دون غيره.