يُعد التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي شكلًا من أشكال التسويق عبر الإنترنت، حيث يتضمن إنشاء محتوى ومشاركته على هذه المنصات من أجل تحقيق أهداف تسويقية للعلامة التجارية، ويتضمن ذلك الجهد العديد من الأنشطة مثل نشر التحديثات النصِّيَّة والصور، ومقاطع الفيديو، وغيرها من أنماط المحتوى التي تُحفِّز تفاعل الجمهور، بالإضافة إلى إعلانات وسائل الإعلام الاجتماعية المدفوعة.
وقد أضحى ذلك النمط من التسويق وسيلة فعَّالة للشركات على اختلاف أحجامها من أجل الوصول إلى العملاء، وإيجاد حالة من التفاعل بينهم وبين العلامات التجارية الخاصة بالشركة أو المؤسسة، مما يسهم في خلق قاعدة جماهيرية للعلامة التجارية وتنشيط حركة المبيعات.
كما أنه أصبح واقعًا يفرضه تنامي حجم مستخدمي تلك المنصات، إذ يوجد، وفقًا لتقدير موقع “استاتيكا” المختص في الإحصاءات، أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط على وسائل التواصل الاجتماعي شهريًّا، وهو ما يعادل أكثر من ثلث سكان العالم.
وبحسب شركة “Fast Company” المعنية بالتسويق الرقمي، فإن 93% من المسوِّقين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهم، ومن هذا المنطلق إذا كانت منشأة أو مؤسسةٌ ما لا تسلك ذلك المسار الخاص بالتسويق، فإنها على الأرجح تفتقد جزءًا كبيرًا من المستهلكين المستهدفين.
مبادئ وقواعد صياغة خطة التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي
يحقق التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأي مؤسسة أو شركة مجموعة من المكاسب، منها زيادة حركة المرور على الموقع الخاص بالمؤسسة أو الشركة، ورفع الوعي بالعلامة التجارية، وإنشاء هوية العلامة التجارية ورسم صورة إيجابية عنها، وتحسين التواصل والتفاعل مع الجماهير.
ببساطة، كلما كان جمهور العلامة التجارية أكبر وأكثر تفاعلًا على شبكات التواصل الاجتماعي، كان من الأسهل تحقيق كل أهدافها التسويقية.
ويعتبر التفكير في أهداف النشاط التجاري متطلبًا رئيسيًّا قبل البدء في إنشاء حملات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأن بدء حملة التسويق دون وضع استراتيجية للتحرك، واضحة المعالم ومحددة الأهداف، أشبه بالتجول في غابة دون خريطة، فقد تكون مستمتعًا ولكنك على الأرجح ستضيع.
وعلى هذا، توجد مجموعة من الأسئلة يجب طرحها عند وضع خطة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها:
- ما الذي تأمل في تحقيقه من خلال التسويق عبر هذه الوسائل؟
- من هو جمهورك المستهدَف؟
- كيف يستخدم هذا الجمهور وسائل التواصل الاجتماعي؟
- ما الرسالة التي تريد إيصالها إلى جمهورك من خلال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
وعقب الإجابة عن تلك التساؤلات تأتي مرحلة الإعداد للاستراتيجية التسويقية والتي تتضمن عددًا من الخطوات المتدرجة التي استعرضها موقع “تريند ميديا” المتخصص في الإعلان الرقمي، كالتالي:
اختيار منصة التواصل الاجتماعي الأكثر ملاءمة
مع وجود أكثر من 75 تطبيقًا لوسائل التواصل الاجتماعي يمكنك الاختيار من بينها، قد يبدو اختيار التطبيقات المناسبة لعملك أمرًا مربكًا، ولكن يمكن استخدام البيانات الديموغرافية المتاحة لمعرفة أين يقضي جمهورك المستهدف معظم وقته.
وبالإمكان كذلك استخدام منصات اجتماعية متعددة للتواصل مع شرائح متعددة من الجماهير بما يحقق أهداف العلامة التجارية. وفي هذا السياق، تشير مجلة “هارفارد بيزنس ريفيو” المتخصصة في مجال التسويق، إلى أهمية التعامل مع كل منصة ككيان منفصل، بمعنى تعديل الاستراتيجية اعتمادًا على جمهور المنصة، فعلى سبيل المثال موقع “لينكد إن” يميل إلى أن يكون لديه جمهور أكثر تركيزًا على البحث عن محتوى تعليمي متعمق، مقارنة بموقع إنستغرام الذي لديه جمهور يبحث عن محتوى مرئي جذاب، ممَّا يستوجب ضرورة الانتباه إلى تفضيلات وسمات المتابعين لكل منصة من منصات التواصل الاجتماعي وتقديم محتوى يروق لهم.
التعرُّف إلى الجمهور المستهدَف
من أجل استهداف الجمهور، عليك أن تفهم مَن هو جمهورك، ويمكن استخدم التحليلات لتجميع البيانات عن العملاء الحاليين بناء على سلوكهم عبر الإنترنت وعمليات البحث التي يتم الكشف عنها بشكل متكرر، وبمجرد الحصول على صورة أوضح، يتم الشروع في وضع خطة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف جذب المزيد من العملاء.
تحديد قالب عرض المحتوى
وفقًا لخوارزميات النظام الأساسي في منصتي إنستغرام وفيسبوك، فإن الغالبية العظمى من المستخدمين يفضلون المحتوى الذي يكون في صورة مقاطع الفيديو عن تنسيقات المحتوى الأخرى. كما أن المنشورات التي تحتوي على صور عبر فيسبوك تحصل على تفاعل أكبر بمعدل 2.3 مرة عن المنشورات التي لا تتضمن صورًا.
أمَّا عن معدل النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن حقيقة امتلاك أغلب المستهلكين الهواتف الذكية تعني أن أمام العلامات التجارية فرصة الوصول المباشر والمتكرر لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذا لا يعني أنه يجب عليك النشر باستمرار، حيث تختلف المعايير الخاصة بكثافة النشر عبر كل منصة، فعلى سبيل المثال إذا كنت تستخدم فيسبوك وإنستغرام فيكفي النشر مرة أو مرتين يوميًّا، بينما يعد نشر محتوى مرة واحدة يوميًّا هو المعدل الأمثل بالنسبة لمنصة مثل “لينكد إن”، وفقًا لموقع business.com المتخصص في الإعلام الرقمي.
التفاعل مع المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي
يشير هذا البعد إلى الرد على جميع المشاركات على حساب العلامة التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالقدر ذاته مراقبة تفاعل الجمهور مع المحتوى المعروض وكذلك التفاعل بين الجمهور حول ذلك المحتوى مع استعداد دائم للتدخل عند الضرورة.
وإذا قام زائر بالتعليق على منشور للعلامة التجارية عبر فيسبوك أو تغريدة على تويتر ولم يتلقَّ ردًّا، ستفقد العلامة التجارية أو الشركة ثقة ذلك العميل المحتمل وتدفعه للتحول إلى منافسيها للبحث عن إجابات لأسئلته، وفي المقابل عندما تقدِّم ردًّا مدروسًا في الوقت المناسب، فإن الزائر يشعر بالاهتمام وتحظى العلامة التجارية بإعجابه وتقديره.
ولتعزيز حالة الرضا بين زائري الحسابات الخاصة بالعلامة التجارية أو الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي لا بد من اتباع الآتي:
- تعيين شخص أو أكثر يتولى مسؤولية إدارة الحسابات الخاصة بالعلامة التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي تكون مهمته، نشر المحتوى والاستجابة والتفاعل مع الجمهور.
- الحرص على استكشاف الأخطاء وحل الشكاوى التي تظهر بحيث يضمن ذلك معالجة المشكلة بشكل صحيح وفي الوقت المناسب.
- الإبداع عبر استخدام الهدايا لاشتراك المتابعين في الخطة التسويقية وتحويلهم إلى مروِّجين للعلامات التجارية بشكل مجاني.
- عدم تجاهل أي تعليق يتم نشره على حسابات العلامة التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كان إيجابيًّا أو سلبيًّا.
إرشادات حول التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
يلعب المحتوى دورًا محوريًّا في نجاح خطة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تعثُّرِها، ومن هذا المنطلق قدَّم موقع “Word Stream” المتخصص في التسويق، عددًا من النصائح والإرشادات حول تلك العملية، وذلك على النحو التالي:
التخطيط الجيد للمحتوى التسويقي عبر الوسائط الاجتماعية: يعد متطلبًا ضروريًّا، لذا لا بد من البحث عن الكلمات الرئيسية المفتاحية الجاذبة للجمهور، والتفكير الدائم في التوصل لطرق وأساليب جديدة لطرح محتوى قادر على إثارة اهتمام الجمهور المستهدف للحيلولة دون تحوُّلِه نحو الشركات أو المؤسسات المنافسة.
ثراء المحتوى بالمعلومات: يجب التأكد من النشر بانتظام وتقديم معلومات قيِّمة يجدها العملاء مفيدة ومثيرة للاهتمام، ويمكن أن يتضمن المحتوى الذي تشاركه على شبكات التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو ورسومًا بيانية.
تقديم صورة متسقة للعلامة التجارية: وتعني عرض صورة متسقة للعلامة التجارية عبر مجموعة متنوعة من منصات الوسائط الاجتماعية المختلفة، ففي حين أن لكل منصة سمات مميزة لها من حيث طريقة العرض وأدواته، يجب أن تظل الهوية الأساسية لنشاط المؤسسة أو العلامة التجارية عبر كل المنصات واضحة وتحقق عنصرَي الإمتاع والثقة.
مشاركة روابط خارجية: إذا كانت هناك مصادر أخرى توفر معلومات رائعة وقيِّمة يُعتقد أنها ستمتع الجمهور المستهدَف، فلا يجب التردد في مشاركة تلك الروابط، حيث يعمل التنسيق والربط بمصادر خارجية على تحسين الثقة والموثوقية.
وأخيرًا، من الأهمية بمكان مراقبة المنافسين، فإذا كانوا يستخدمون قناةً أو أسلوبًا معينًا للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي يحقق مكاسب ملحوظة، يمكن للمؤسسة أو الشركة استخدامه أيضًا ولكن مع تطويره على نحو أفضل.
فضلًا عن أهمية تقييم أداء استراتيجية التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إجراء تحليل للبيانات، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام أداة “جوجل أناليتيكس- Google Analytics ” فهي تساعد على قياس أكثر تقنيات التسويق فعالية، وكذلك تحديد الاستراتيجيات الواجب التخلِّي عنها. ويجب التأكد أيضًا من استخدام البيانات التحليلية المتاحة داخل كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي للحصول على مزيد من المعلومات حول المحتوى الذي يحقق أفضل أداء مع الجمهور.
ويعد امتلاك العلامة التجارية لخطة طوارئ تحدد الأدوار والمسؤوليات خلال الأوقات التي تشهد فيها مواقع وسائل التواصل الاجتماعي أزمات، ميزة مهمة تسهم في الحفاظ على جهودها التسويقية، ويفترض أن تضمن تلك الخطة أمثلة على أسوأ المشكلات والأزمات التي قد تحدث، ونصائح حول كيفية التعامل معها.