أزمة كورونا في مقالات الرأي بالصحف السعودية

ملخّص تنفيذي:

لم يعد فيروس كورونا مجرد وباء ينتشر في إحدى الدول لفترة زمنية وينتهي، بل تحوّل إلى جائحة عالمية أصابت أعداداً كبيرة من البشر حول العالم، وأودت بحياة كثيرين منهم، وامتدت آثارها السلبية إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما دفعالدولإلى السعي لمحاولة التغلب على هذا الفيروسوإنهاء تداعياته على الإنسان والمجتمعات.

وتُعدّ وسائل الإعلام إحدى أهمّالأدوات المجتمعية التي ساهمت في جهود مجابهة هذا الوباء، حيث تقع على عاتقهامسئولية كبيرة في التوعية بالمخاطر، والتوجيه والإرشاد ودعم القرارات والإجراءات.

وللكشف عن مدى التزام الصحف السعودية بدورها في هذه الأزمة، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية، بإجراء دراسة تحليلية لمقالات الرأي في عَيّنة من الصحف السعودية خلال شهر مارس 2020، وكشفت الدراسة وجود اهتمام واضح ومتوازن بأزمة فيروس كورونا، كما أظهرت النتائجُ تَفوُّقَ البُعد الاجتماعي في تناول مقالات الرأيللأزمة، من خلال الأساليب المنطقية، وعبر رؤية تُبرِز الجوانبَ الإيجابية بشكل أكبر، ما يُظهِر تَميّز مقالات الرأي في الصحف السعودية، والتزامَها بنهج إعلامي مُخطّطٍ وفاعل.

مقدّمة..

استحوذ فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) منذ انتشاره خارج الصين وانتقاله إلى دول العالم، على اهتمام عالمي، نظراً لسرعة انتشاره وعدم التوصل إلى علاج فعّال له حتى الآن، مما سَبّب حالةً من الخوف الشديد بين أفراد المجتمعات.

وفي ظل هذه المخاوف، برز دور وسائل الإعلام المهمّ في إدارة الأزمة والسيطرة عليها، من خلال الدور التوعوي المتعلّقبالممارسات الصحية السليمة، وتوجيه الأفراد للالتزام بالإجراءات الوقائية المناسبة، في ضوء توجهات الدول وسياساتها، وهو الدور المتوازي مع التغطية الإعلامية الواسعة والمستمرّة لأخبار الفيروس.

ومع بدء ظهور تلك الأزمة، اتخذت المملكة إجراءات حازمة لحماية مواطنيها والمقيمين على أرضها، منها تعطيل المدارس والجامعات، والإيقاف المؤقت للعمرة والزيارة، ومنع السفر إلى عدد من الدول أو استقبال مواطني هذه الدول، وفرض منعالتجوّل بشكل صارم، وغيرها من الإجراءات الاحترازية، وقامت وسائل الإعلام بدور داعم ومهمّفي إطار هذه الإجراءات، وإمداد المجتمع بالمعلومات اللازمة،بكافة أشكالها ووسائلها المقروءة والمسموعة والمرئية.

موضوع الدراسة:

قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد وتحليلأبعاد الإدارة الإعلامية للأزمة، للوقوف على نقاط القوة والضعف في التناول الإعلامي،وعوامل تحسين وتطوير الإدارة الإعلامية للأزمة،حتى تكتمل الرؤية القيادية للمملكة في اجتيازها بشكل أمثل وبأقلّ قدر من الخسائر.

وفي هذا الإطار ترصد الدراسة التناولَ الإعلامي للأزمة،من خلال موادّ الرأي المنشورة في الصحف السعودية، من خلال تحليل كيفي وكمي لعيّنة من مقالات الكُتّاب السعوديين الذين تمّ اختيارهم بطريقة عمدية،وبأسلوبِ المسح الشامل لكافة المقالات المنشورة لهؤلاء الكتاب بشأن أزمة كورونا،خلال شهر مارس 2020، والذي يمثل ذروة الأزمة، بُغيةَرصد وتحليل آليات معالجة الأزمة، وطبيعة تناولها وفقاً لوجهات نظر كتّاب رأي الصحف السعودية.

للإطلاع على نتائج الدراسة يمكنكم النقر على هذه الصورة