في عالم الإعلان الرقمي المتطور باستمرار، لم تعد منصات التواصل الاجتماعي تُستخدم للبحث فحسب، بل أيضًا لتحفيز الاكتشاف والإلهام واتخاذ القرارات، حيث تحرص الشركات والعلامات التجارية على استخدام المنصات ضمن مزيجها التسويقي الخاص بعرض منتجاتها أو خدماتها على الجمهور.
وقد رصدت العديد من الأبحاث أيضًا تأثير تلك المنصات على خيارات الشراء لدى العملاء. وخلال السنوات القليلة الماضية، أتاح صعود هذه الوسائل لمحترفي التسويق فرصة الوصول إلى عملائهم بشكل أسرع. كما استفادت الحملات الترويجية للشركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الميزات الإقناعية التي توفرها قنوات الوسائط المتعددة المختلفة.
كما تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للعلامات التجارية والمسوقين تقديم ردود فعل متواصلة على العملاء، مما يعزز ثقتهم، وتساعد منصة خدمات العملاء الفعّالة على اتخاذ قرارات شراء إيجابية كما تلعب منصات التواصل دورًا قويًا في التسويق الفيروسي والاتجاهات مما يسلط الضوء بشكل أكبر على أهميتها في التأثير على أنماط سلوك المستهلك.
وثمة تأثيرات متعددة لوسائل التواصل الاجتماعي على العملاء، فهي منصة توفر خيارات متنوعة للمستخدمين، كما تتيح لهم فرصة التعبير عن آرائهم وتبادل الأفكار ومشاركة المعلومات من خلال المراجعات لكثير من الأشخاص.
وفي هذا الإطار، يلعب سناب شات دورًا بارزًا في هذا المشهد المتطور، حيث يربط الناس بالأشياء التي يُعجبون بها من خلال أدوات إبداعية وعلاقات تُجدي نفعًا. وسواءً كان اكتشاف المنتج عبر القصص أو الواقع المعزز ومحتوى المبدعين، يُمكن لمستخدمي سناب شات إكمال رحلات الشراء دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق.
ووفقًا لأحدث بحث صادر عن منصة سناب شات، بالشراكة مع Publicis Media”” و”NRG”، أفاد ما يقرب من 94% من المشاركين في الاستطلاع بالسعودية بأنهم يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لاكتشاف وتحديد أماكن تناول الطعام والتسوق والسفر، حيث يقول 83% من متسوقي الإلكترونيات و79% من عملاء مطاعم الخدمة السريعة إنهم يشترون عبر منصات التواصل الاجتماعي.
- القوى الدافعة لرحلة الشراء
واستندت النتائج إلى أربع دراسات متخصصة حيث استطلعت كل دراسة آراء ما بين 575 و625 مستهلكًا في السعودية، تتراوح أعمارهم بين 13 و60 عامًا، ممن أجروا مؤخرًا عملية شراء من مطاعم الخدمة السريعة، أو قاموا بشراء ملابس، أو إلكترونيات استهلاكية أو سافروا.
وتُقدم هذه الرؤى مجتمعة رؤية واضحة لكيفية تزايد اعتماد مسار الشراء في المملكة على التكنولوجيا الرقمية، وتوجهه الاجتماعي، وتأثره بالتكنولوجيا والتأثير الشخصي.
وقد أبرزت الدراسة أربعة اتجاهات مترابطة تُشكل طريقة تسوق الأشخاص:
- المنصات الاجتماعية تُحفز الاكتشاف:
أصبحت المنصات نقطة انطلاق رحلة التسوق، حيث يقول 94% من المسافرين إنهم يكتشفون وجهات جديدة أولًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بينما ذكر 93% من زبائن مطاعم الخدمة السريعة أن رؤية الطعام على الإنترنت تدفعهم إلى تقديم طلب.
- الأصدقاء والعائلة هم المحركون للقرارات:
في عالم يزخر بالخيارات، تبقى العلاقات الشخصية هي التأثير الأقوى، إذ يعتمد أكثر من 90% من المستهلكين في قراراتهم الشرائية على آراء معارفهم وخبراتهم.
- الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز يُخففان من حدة الارتباك:
تُبسط التقنيات الناشئة كل خطوة؛ من تجارب الأزياء الافتراضية إلى تصوّر الإلكترونيات في المنزل. فعلى سبيل المثال، يُشير 87% من متسوقي الملابس إلى أن الواقع المعزز يُساعدهم في اتخاذ القرارات عبر الإنترنت، ويقول 89% منهم إن ميزة “المشاهدة من غرفتك” تُعزز الثقة قبل الشراء.
- المبدعون يُؤثرون على القرارات:
يلجأ المستهلكون بشكل متزايد إلى المبدعين للحصول على الإلهام والتوصيات الموثوقة. ويشير 91% من متسوقي الإلكترونيات إلى أنهم يثقون بتقييمات المؤثرين أكثر من المصادر التقليدية، ويقول 89% من المسافرين إن المبدعين يُعرّفونهم بخيارات جديدة لم يكونوا ليجدوها لولا ذلك.
- قراءة عامة في النتائج
يكشف هذا البحث عن كيفية إعادة تعريف مسار الشراء عبر أربع فئات استهلاكية رئيسية في المملكة وهي: مطاعم الخدمة السريعة، والإلكترونيات الاستهلاكية، وتجارة الملابس بالتجزئة، والسفر.
وقد سلطت النتائج الضوء على تحول كبير في سلوك المستهلك، فسواء كان الأمر يتعلق بطلب وجبات الطعام، أو شراء ملابس جديدة، أو تحديث التكنولوجيا، يتجه المستهلكون في السعودية إلى منصات التواصل الاجتماعي حيث ينقلهم الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والأصوات الموثوقة من الاهتمام إلى الفعل.
وبالنسبة للمعلنين، يُقدم البحث استنتاجًا واضحًا حول مسار الشراء الآن الذي يعتمد على التواصل الاجتماعي أولًا، ويقوده الهاتف المحمول، ويعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا والثقة.
وعلى هذا النحو، تتمتع العلامات التجارية- سواء من خلال التسوق المدعوم بالواقع المعزز، أو الشراكة بين المبدعين أو المشاركة بين الأقران- بفرص جديدة للظهور حيث يتم اتخاذ القرارات والقيام بذلك بأهمية ومصداقية.
وختامًا، يمكن القول إنه مع استمرار تطور سلوك المستهلك عند تقاطع التكنولوجيا والثقافة، من الضروري أن تفهم العلامات التجارية كيفية اتخاذ القرارات ومكانها، إذ وفر هذا البحث رؤى عملية حول مسار الشراء الذي أصبح أكثر اجتماعية وترابطًا وفورية من ذي قبل.