يلعب المحتوى القصير والطويل عبر منصات التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في عالم التسويق الرقمي، وفي حين قد يبدو أن الجمهور يقبل أكثر على المحتوى الأقصر الذي يواكب طبيعة الحياة السريعة وطريقة استهلاك منصات التواصل الاجتماعي، فإن المحتوى الطويل يمكن أن يتعمق في موضوع ما لإشباع حاجات المستخدمين ويحولهم إلى عملاء للشركة أو العلامة التجارية صاحبة المحتوى.
وفي هذا الإطار، نشر موقع “Hootsuite” المتخصص في شؤون التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي تقريرًا حول هذا التصنيف لأنواع المحتوى، نستعرض أبرز ما جاء فيه على النحو التالي:
- ما المحتوى القصير؟
يتضمن المحتوى القصير مقاطع فيديو أو صورًا أو نصوصًا موجزة، بعبارة أخرى، قطعة من المحتوى يمكن استهلاكها وفهمها في فترة زمنية قصيرة.
ويحقق المحتوى القصير أداءً جيدًا بشكل عام على تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام وإكس وهي منصات تغذي المستخدمين السريعين وتتطلب توصيلًا سريعًا للمعلومات. في الواقع، يبلغ متوسط طول تيك توك، على سبيل المثال، 42.7 ثانية.
ووفقًا لدراسة أجرتها منصة “Statista” نُشرت العام الماضي، يعد تيك توك التطبيق الأكثر شهرة لمشاهدة المحتوى القصير لمستخدمي الولايات المتحدة (يفضله 40% من المستجيبين عن المنصات الأخرى). وبينما قد يُعرف يوتيوب بأنه مركز للمحتوى الطويل، فإن YouTube Shorts (تبلغ مدتها 60 ثانية) جاءت في المرتبة الثانية.
أما عن مميزات المحتوى القصير فتتمثل فيما يلي:
- سهولة إنشائه: المحتوى القصير سهل من حيث التصميم، وهذا يضمن استثمارك للوقت بشكل جيد.
- منخفض التكلفة: صحيح أنه ليس كل المحتوى القصير منخفض التكلفة، ولكن معظمه كذلك.
- سهولة مشاركته: يمكن مشاركته على جميع منصات التواصل الاجتماعي تقريبًا، بغض النظر عن القيود المفروضة على عدد الأحرف أو طول الفيديو.
- سهولة استهلاكه: غالبًا ما تكون مقاطع الفيديو السريعة، والمجموعات الصغيرة من الصور، والنصوص القصيرة هي الوسيلة المفضلة للحصول على المعلومات في ظل فترات انتباهنا المتقلصة.
وفيما يتعلق بعيوب المحتوى القصير، فهي:
- محدودية الطول: قد يكون من الصعب توصيل أفكار معقدة أو سرد قصص أطول.
- صعوبة تحقيق الدخل منه: يقضي المستخدمون وقتًا أقل في مشاهدة المحتوى القصير، وتتطلب العديد من المنصات قدرًا معينًا من وقت المشاهدة لتحقيق الدخل من حساب التواصل الاجتماعي الخاص بك.
- ما المحتوى الطويل؟
تقدم المحتويات الطويلة — مثل منشورات المدونات ومقاطع الفيديو على يوتيوب والندوات عبر الإنترنت — معلومات وتحليلات متعمقة. ويلعب المحتوى الأطول أيضًا دورًا رئيسيًا في جهود تحسين محركات البحث، وخاصة عند استهداف كلمات رئيسية محددة لتصنيفها في محركات البحث. كما يمكن لعدد الكلمات والمحتوى عالي الجودة في المقالات الطويلة أن يدفع حركة المرور إلى موقعك، مما يزيد من ظهورك في نتائج تحسين محرك البحث (SEO) وصفحات نتائج محرك البحث.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل مقاطع الفيديو والمقالات الطويلة على تحسين الروابط الخلفية وتوفر فرصًا لإعادة استخدام المحتوى. كما أنها تدعم استراتيجية تسويق المحتوى الخاصة بك ويمكن أن تصبح صفحات أساسية تغذي أشكالًا أخرى من المحتوى عبر جهودك التسويقية.
وتساعد هذه الموارد المتعمقة في بناء الوعي بالعلامة التجارية ورعاية العملاء المحتملين وزيادة معدلات التحويل.
أما عن مميزات المحتوى الطويل فتتمثل في الآتي:
- مساحة أكبر لمزيد من المعلومات والترفيه: يمنحك المحتوى الطويل مساحة أكبر للعب، كما يمكنك من تضمين المزيد من المعلومات وسرد قصة أفضل.
- يزيد من متابعيك الأكثر إخلاصًا: سيحب معجبوك المتحمسون المحتوى الطويل؛ فهو طريقة رائعة لرد الجميل للأشخاص الذين يهتمون بك وبعلامتك التجارية.
- أسهل في تحقيق الدخل: تتطلب مقاطع الفيديو غالبًا مدة معينة أو مدة مشاهدة معينة لتحقيق الدخل. ويترك المحتوى الطويل مساحة أكبر للإعلانات.
وبالنسبة لعيوب المحتوى الطويل فتتمثل فيما يلي:
- يستغرق إنشاء المحتوى الطويل وقتًا أطول وجهدًا أكبر.
- قد يفقد المشاهدون اهتمامهم: فمن المؤكد أنك ستخسر بعض الأشخاص بسبب المحتوى الطويل، بغض النظر عن مدى روعته، فبعض المستخدمين لا يفضلون المحتوى الطويل.
- صعوبة المشاركة عبر منصات متعددة: فلدى جميع المنصات مقاييس قصوى يجب وضعها في الاعتبار، والمحتوى الطويل “يعمل” على عدد أقل من التطبيقات مقارنة بالمحتوى القصير.
- كيف تقيم ما إذا كان المحتوى القصير أو الطويل مناسبًا لك؟
استعرض موقع “Hootsuite” مجموعة من المحددات التي يمكنك من خلالها تحديد أيهما الأنسب معك المحتوى القصير أم الطويل وجاءت كالتالي:
- افهم جمهورك: إن معرفة جمهورك أمر ضروري عند اتخاذ أي قرار تسويقي، وهو أمر مهم بشكل خاص عند تقييم شكل المحتوى الذي يجب عليك تقديمه. ويمكن أن تساعدك أدوات مثل “Hootsuite” على فهم جمهورك بشكل أفضل من خلال تقديم مقاييس مفيدة وسهلة التفسير لمنشوراتك الاجتماعية.
- فكر في المنصة: سواء اخترت محتوى قصيرًا أو طويلًا، من المهم فهم الفروق الدقيقة لكل منصة تنشر عليها، فلكل منصة ثقافتها الخاصة، ويتفاعل المستخدمون مع المحتوى بطرق مختلفة.
- فكر في رسالتك: إن أحد الأسئلة الأساسية التي يجب أن تطرحها على نفسك عند اتخاذ القرار بين المحتوى الطويل والقصير هو ما مدى تعقيد الرسالة التي تحاول توصيلها؟
- قم بتقييم ميزانيتك: ما مقدار المال الذي ترغب في تخصيصه لإنشاء المحتوى؟ قد تساعدك ميزانيتك في اتخاذ القرار والعكس صحيح بالنسبة للمحتوى الطويل.
- قم بتقييم قدراتك: يعد الالتزام بالوقت عاملًا مهمًا، وغالبًا ما يتطلب المحتوى القصير المرونة وأوقات رد الفعل السريعة والنشر الفوري.
وأخيرًا، يمكن القول بأن الطريقة الوحيدة لتحديد الشكل الأفضل لمحتوى علامتك التجارية هي إنشاء المحتوى ونشره، ثم مراقبة نتائج التحليلات، فالمؤشرات الرقمية لا تكذب، وبناء على ذلك عزز الممارسات الناجحة، وقلص الأخرى الأقل فاعلية في تحقيق أهدافك.