قراءات

رسائل القمة العربية في المنامة

في توقيت بالغ الأهمية على صعيد التطورات التي تشهدها المنطقة لا سيما تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر، اختتمت أعمال القمة العربية الـ33 التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، وعدد من القادة والملوك والرؤساء العرب، بدعوة إلى وقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزة، ونشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.

ومن خلال قراءة تحليلية لمخرجات القمة فيما يتعلق تحديدًا بالقضية الفلسطينية، يتضح أن البيان الختامي رسم مسارات متتالية لمعالجة الوضع الراهن، بدءًا بمسار إنساني عاجل يتصل بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وتوفير حماية دولية للفلسطينيين، ومسار دبلوماسي يتمثل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومسار تفاوضي لاحق يتعلق بالدعوة لاستئناف عملية السلام على أسس جادة من خلال مؤتمر دولي.

  • أبرز مضامين إعلان البحرين

وفيما يلي نستعرض أبرز المضامين ذات الصلة بالقضية الفلسطينية من واقع البيان الختامي “إعلان البحرين”: 

  • ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فورًا، وخروج قوات الاحتلال من جميع مناطق القطاع ورفع الحصار المفروض عليه، وفتح جميع المعابر أمام إدخال مساعدات إنسانية كافية لجميع أنحائه.
  • تمكين منظمات الأمم المتحدة، وخصوصا وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من العمل، وتوفير الدعم المالي لها للقيام بمسؤولياتها بحرية وبأمان.
  • الإسراع بإنشاء وتفعيل الآلية الأممية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتغلب على كل العراقيل التي تفرضها إسرائيل أمام دخول المساعدات بالكم الكافي للاستجابة للكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
  • الإدانة الشديدة لعرقلة إسرائيل لجهود وقف إطلاق النار في غزة، وإمعانها في التصعيد العسكري من خلال إقدامها على توسيع عدوانها على مدينة رفح الفلسطينية رغم التحذيرات الدولية من العواقب الإنسانية الكارثية لذلك.
  • الرفض القاطع لكل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني باعتباره خرقًا واضحًا للقانون الدولي، مع التأكيد على التصدي لذلك جماعيًا.
  • الدعوة مجددًا إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مع تأييد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لعقد مؤتمر دولي للسلام.
  • تنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
  • قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة دولة مستقلة كاملة السيادة كغيرها من دول العالم.
  • مخاطبة المنظومة الأممية

شكلت مخاطبة المجتمع الدولي قاسمًا مشتركًا في كلمات القادة والملوك والرؤساء العرب خلال أعمال القمة، من منطلق ما تمثله الأوضاع في غزة من اختبار حقيقي لعدالة النظام الدولي ومؤسساته، كما تضمن البيان الختامي سلسلة من المطالبات والدعوات التي اختص بها على وجه التحديد مجلس الأمن الدولي بوصفه الجهاز التنفيذي في منظومة الأمم المتحدة الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين، وتمثلت فيما يلي:

  • مطالب مجلس الأمن بتنفيذ قراراته المتعلقة بالوقف الدائم لإطلاق النار في غزة، والحيلولة دون تفاقم الأزمة وتوسع رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
  • الدعوة لنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
  • تأكيد مسؤولية مجلس الأمن عن اتخاذ إجراءات واضحة لتنفيذ حل الدولتين، مع ضرورة وضع سقف زمني للعملية السياسية.
  • مطالبة المجلس بإصدار قرار تحت الفصل السابع بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة والمتواصلة الأراضي، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء أي وجود للاحتلال على أرضها، مع تحميل إسرائيل مسؤولية تدمير المدن والمنشآت المدنية في قطاع غزة.
  • رسالة إلى الفصائل الفلسطينية

في ذات الإطار، تضمنت القمة دعوة لوحدة الصف الفلسطيني إدراكًا لأهمية ومحورية ذلك في تهيئة كافة العوامل لتحقيق هدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ جاء في نص البيان الختامي ما يلي:

  • دعوة كافة الفصائل الفلسطينية للانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
  • ضرورة التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة لتكريس الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته الوطنية المستقلة.

ختامًا، يمكن القول بأن “إعلان البحرين” وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته من خلال مخاطبته بالكثير من البنود استنادًا لأحكام القانون الدولي، وخاصة تجاه قضيتي التهجير القسري للفلسطينيين وإيصال المساعدات الإنسانية، كما أكد على التمسك العربي بإحلال السلام وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002، وأن القضية الفلسطينية هي عصب السلام والاستقرار في المنطقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى