تحليل

خطاب كُتّاب الرأي السعوديين تجاه الحرب على غزة.. داعم للقضية ورافض للمزايدات

ردًّا على عملية طوفان الأقصى، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان غاشم على قطاع غزة، أسفر عن عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين ما بين شهيد وجريح ومشرَّد.

وأمام هول أعداد الضحايا وحجم المآسي التي يُواجهها سكان القطاع، تصاعدت موجات الغضب العربية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي ضد جرائم الحرب التي تُرتكب بشكل ممنهج من جانب جيش الاحتلال بحق المدنيين العُزل.

في المقابل، سعت بعض الأطراف خاصة المنتمية إلى ما يُسمى بتيارات الإسلام السياسي إلى استغلال معاناة الأشقاء الفلسطينيين والمتاجرة بها لتأجيج المشاعر والمزايدة على مواقف عدد من الحكومات والشعوب العربية عبر حملات تشويه ممنهجة.

وفي ظل هذه الكارثة الإنسانية وما صاحبها من مزايدات، تبرز أهمية النخب الإعلامية التي تتحمل مسؤولية تشكيل وعي ومدارك الجمهور، من خلال تفنيد المواقف بشكل مجرد، وكشف الأهداف الخفية للأطراف التي تُحركها أجندات خاصة.

من هذا المنطلق، رصد مركز القرار للدراسات الإعلامية عددًا من مقالات كُتّاب الرأي السعوديين التي تناولت عملية طوفان الأقصى وتداعياتها، وذلك من أجل تحليل خطاباتهم للتعرف على أطروحاتهم المركزية، ومسارات البرهنة التي اعتمدوا عليها، واستكشاف القوى الفاعلة وأدوارها وسمات هذه الأدوار، فضلًا عن الأطر الإعلامية التي تناولوا من خلالها موضوع الدراسة، والاستمالات الإقناعية التي استخدموها في مخاطبة الجمهور.

وقد تمثّلت عينة الدراسة في (15 مقالًا) تضمنت (52 فقرة/ وحدة تحليلية)، وتم اختيارها بشكل عمدي خلال الفترة الممتدة من 7 أكتوبر 2023 وحتى 31 ديسمبر 2023م.

وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، جاءت على النحو التالي:

  • ميّز الكُتّاب بين موقفهم الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من جانب، وموقفهم الرافض لسياسات ما يُطلق عليها حركات الإسلام السياسي ومنها حماس من جانب آخر.
  • لم يتأثر كُتّاب الرأي السعوديين بحملات المتاجرة والمزايدة التي تقودها بعض الأطراف لتحقيق مصالحها الخاصة عبر استغلال معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
  • أكد الكُتّاب على أن المملكة العربية السعودية هي الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية.
  • رأى كُتّاب المقالات أن السعودية تتحرك في مسارين:
    • الأول: استراتيجي، ويتمثل في الوصول إلى السلام العادل والشامل من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة.
    • الثاني: مرحلي، ويتعلق بتطورات الأحداث التي تُفرض على الفلسطينيين، كما يحدث الآن من عدوان إسرائيلي غاشم على الشعب، فيسعى إلى وقف نزيف الدم الفلسطيني، وتوفير متطلبات الحياة الأساسية للحفاظ على أرواحهم. ويرتبط ذلك بالمسار الأول عبر العمل على تهيئة الأجواء للعمل السياسي، واستئناف مفاوضات السلام الجادة والصادقة.
  • حرص كُتّاب المقالات على إبراز جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المحتل الذي يفتقد إلى الإنسانية، ومنها الإبادة الجماعية، والتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
  • سلّط الكُتّاب الضوء على خلل النظام العالمي، وكشفوا ازدواجية معايير المجتمع الغربي مدعي الإنسانية والتحضر.
  • أظهر الكُتّاب السعوديون أن الدعم الأمريكي اللامحدود واللا مشروط لإسرائيل شجّع الأخيرة على التمادي في جرائمها، ووفّر لها الحماية من المحاسبة على تلك الجرائم، وأن ذلك يُعد امتدادًا لسياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي ساهمت في تنصل تل أبيب المتكرر من التزاماتها، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
  • أوضح الكُتّاب أن موقف الإدارة الأمريكية المخزي من العدوان على قطاع غزة أفقدها ثقة العالم، كما أفقدها المصداقية على الصعيد الداخلي.

لمزيد من التفاصيل يمكنكم الزيارة الرابط أدناه:

Saudi writers and Gaza

 

زر الذهاب إلى الأعلى