دراسات

تطبيق “ماي يو” كشبه منصة تواصل اجتماعي ما بين القائم بالتدريس والطالب

يعد التواصل عبر الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من العلاقة بين الطالب والمعلم في عصر الإعلام الرقمي، فمع الاستخدام المتزايد لتقنيات التواصل، مثل البريد الإلكتروني والمراسلة الفورية، تحول التواصل بين المعلم والطالب من التواصل التقليدي وجها لوجه إلى تواصل افتراضي.

وفي الوقت الحالي أصبحت رسائل البريد الإلكتروني أحد أشكال التواصل الشائعة بين المعلمين والطلاب، إذ تشير دراسات إلى تفضيل الطلاب البريد الإلكتروني كأداة اتصال بسبب إمكانية إرفاق الملفات، لكن توجد بعض المشكلات المتعلقة بالتواصل عبر البريد الإلكتروني، مثل تأخر ردود المعلمين، وخطر فقدان رسائل البريد الإلكتروني في صندوق الوارد المزدحم.

أما عن استخدام تطبيق “واتساب” كأداة اتصال في التعليم العالي، فعلى الرغم من مميزاته الكثيرة، لكن تصاحبه مجموعة من العيوب، أبرزها إمكانية تشتيت الانتباه وانخفاض الإنتاجية، فقد يصبح الطلاب غارقين في الإشعارات المستمرة وربما يجدون صعوبة في إدارة وقتهم بفاعلية إذا كانوا متصلين بالتطبيق باستمرار، بجانب عيب آخر يتصل بمسألة الخصوصية والسرية للطلاب، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انهيار الثقة بين الطلاب والأساتذة، وربما التأثير على جودة التواصل ونتائج التعلم.

وفي هذا الإطار، نشرت مجلة “أريد الدولية للدراسات الإعلامية وعلوم الاتصال”، دراسة بعنوان “تطبيق ماي يو كشبه منصّة تواصل اجتماعي ما بين القائم بالتّدريس والطلاب ومقارنته بوسيلتي الواتساب والبريد الإلكتروني”، في عددها الصادر في يوليو 2023، من إعداد الدكتورة غيداء عبد الله الجويسر، الأستاذ المساعد بكلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز، والتي نستعرضها على النحو التالي:

  • منهج وعينة الدراسة

اعتمدت الدراسة على “المنهج المزجي التتابعي” من خلال مقابلات نوعية عبر منصة “زووم” مع 3 مشاركين في الفترة ما بين 15 سبتمبر 2021 و27 يناير 2022، ثم مجموعة تركيز واحدة (5 مشاركين)، يليها استخدام أداة كمية “استبانة إلكترونية” تم ملؤها بواسطة 365 طالبا جامعيا ممن يستخدمون تطبيق “ماي يو–MyU”، في السعودية والكويت خلال الفترة من 11 إلى 18 أبريل 2023.

وقد شكلت الإناث 80% من العينة مقابل 20% من الذكور، أما عن توزيع العينة من حيث الفئة العمرية، فتصدرتها الفئة من 20 إلى 30 سنة بنسبة (59.7%) ثم فئة أكثر من 30 سنة (25%)، ثم فئة أقل من 20 سنة (15.3%). كما شكّل الطلاب خلال مرحلة البكالوريوس نسبة 91.1%، مقابل 7.5% لمرحلة الدراسات العليا.

  • نتائج الدراسة

أظهرت نتائج الدراسة أن 35.8% من عينة الدراسة يستخدمون تطبيق “ماي يو –MyU” منذ 3 إلى 4 سنوات، و36.1% يستخدمونه منذ سنة إلى سنتين، و22.2% يستخدمونه منذ أقل من سنة واحدة، و5.8% يستخدمونه منذ 5 سنوات فأكثر.

كما أفادت النتائج بأن 90% من عينة الدراسة تعرفوا على التطبيق من خلال أساتذتهم، و7.8% عبر الزملاء، و1.9% من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، و0.3% من آخرين.

ووفق الدراسة، تمثلت حدود استخدام التطبيق فيما يلي: هناك عدد قليل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس يعرفون تطبيق “ماي يو–MyU” (بانحراف معياري 1.21)، ثم “من الصعب على الطلاب ذوي اللغة الإنجليزية الضعيفة استخدام التطبيق” (1.19)، ثم “إحدى الصعوبات في استخدام التطبيق هي أنه لا يحتوي على ملف واجهة باللغة العربية (جميع الأيقونات والخيارات باللغة الإنجليزية)” (1.17)، ثم “آمل في إتاحة نسخة عربية من التطبيق” (1.00)، و”يجب أن يكون  التطبيق معروفًا على نطاق واسع” (0.95)، وأخيرًا “أتمنى أن يعرف جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن التطبيق” (0.94).

وخلصت الدراسة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين طول مدة استخدام تطبيق “ماي يو- MyU ” ومدى معرفة مميزات التطبيق، وبالتحديد: اختيار صورة الملف الشخصي وتسجيل الرسائل الصوتية وحظر المستخدمين وخيار معرفة ما إذا كانت الرسالة قد تمت قراءتها في المحادثات الخاصة أم لا.

وأظهرت نتائج الدراسة أن 87% من العينة يرون أن إحدى مزايا تطبيق “ماي يو–MyU” هي القدرة على الانضمام إلى مجموعة المقرر الدراسي، ورأى 67% من العينة أنه إذا كان عليهم الاختيار بين استخدام التطبيق واستخدام “واتساب” للتواصل مع أساتذتهم، فسوف يختارون “ماي يو–MyU”، مقارنة بـ 92% ذكروا أنهم سيختارون “ماي يو–MyU” إذا كان عليهم الاختيار بينه وبين البريد الإلكتروني للتواصل مع أساتذتهم.

  • توصيات الدراسة

أوصت الدراسة بأن تتناول الدراسات المستقبلية تجارب أعضاء هيئة التدريس مع “تطبيق “ماي يو- MyU” مقارنةً بالمنصات ووسائل الاتصال الأخرى مع الطلاب، كما دعت مطوري تطبيق “ماي يو- MyU” لتصميم نسخة عربية لغير الناطقين باللغة الإنجليزية.

ورأت الدراسة أن هناك حاجة لمزيد من البحث حول القدرة على وضع حدود بين التواصل الرسمي وغير الرسمي وحماية خصوصية المستخدمين.

وختاما، يمكن القول بأن كل منصة من المنصات الرقمية توفر مزايا فريدة في التواصل بين المعلم والطالب، والتي يجب استخدامها بحكمة لتعظيم فوائدها في تعزيز الأداء الأكاديمي للطلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى