يعتبر الذكاء الاصطناعي عنصرًا رئيسيًا في جميع استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي من أدوات الكتابة والنشر مثل “OwlyWriter AI” إلى روبوتات إنشاء الصور مثل “Midjourney”، كما يتم إطلاق أدوات جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي يوميًا.
وفي حين أن أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت شائعة، ما زال هناك الكثير من الأشياء المجهولة عندما يتعلق الأمر بسلامة الذكاء الاصطناعي وأمانه وخصوصيته، لذلك بينما نتبنى توظيف واستخدام الذكاء الاصطناعي في المنصات الاجتماعية، من المهم أن نظل على دراية بالمخاطر واتخاذ خطوات لحماية أنفسنا وعلامتنا التجارية، وهو ما سلط موقع “Hootsuite” المتخصص في شؤون مواقع التواصل الاجتماعي عليه الضوء في التقرير التالي.
- ما هو الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي؟
يشير الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمساعدة المستخدمين على توفير الوقت وزيادة المشاركة والتميز على المنصات الاجتماعية. حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المهام، مثل: أتمتة الكتابة، وإنشاء وتحرير الصور ومقاطع الفيديو، وتطوير جداول النشر، وإدارة المحادثات مع العملاء والمتابعين، وتحليل البيانات حول تفضيلات المستخدم أو سلوكه.
- كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في منصات التواصل؟
باستخدام الأدوات والموارد المناسبة، يمكنك إطلاق العنان لثروة من البيانات والرؤى حول جمهورك، وإنشاء تجارب أكثر تخصيصًا تتحول إلى مبيعات. وفيما يلي بعض الاستخدامات الأكثر شيوعًا للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي:
- كتابة التسمية التوضيحية: يمكن إنشاء تسميات توضيحية إبداعية وجذابة في وقت قصير عبر أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Hootsuite’s OwlyWriter AI””، وما عليك فعله هو إدخال عنوان “URL” أو الهاشتاق، وسيقوم كاتب التسميات التوضيحية بالذكاء الاصطناعي بإضفاء تعليق آسر يتناسب مع النغمة والصوت الذي تحدده.
ويتيح لك “OwlyWriter AI” أيضًا إعادة توظيف المنشورات عالية الأداء، وإنشاء تسميات توضيحية من منشورات المدونة ومصادر المحتوى الأخرى.
- إنشاء الصور: يعد توفير مصادر المحتوى أحد أكبر التحديات التي تواجه المسوقين ومديري حسابات التواصل الاجتماعي، إذ يكون المطلوب إيجاد وإنشاء صور تتناسب مع جمالية علامتك التجارية، ثم إعادة توظيفها لكل منصة، لذا يمكن أن تساعدك روبوتات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي مثل “”Midjourney و”Dall-E” و”DreamStudio” على إنشاء مواد مرئية في لمح البصر. وكل ما تحتاجه هو فكرة وستحولها الروبوتات إلى صورة مذهلة، فعلى سبيل المثال يمكن لـ”Midjourney” إنشاء صور مخصصة من الصور ومقاطع الفيديو وملفات GIF”” وتراكبات النص والرسوم التوضيحية من دون أي أعمال تصميم يدوية.
- توفير نصائح استراتيجية: في بعض الأحيان، يكون من الصعب أن تعرف بالضبط ما هو المحتوى الذي سيكون له صدى لدى جمهورك. وبالتأكيد يمكنك قضاء بعض الوقت في اختبار استراتيجيات مختلفة واستخدام التحليلات لمعرفة ما ينجح، ولكن هذا قد يستغرق الكثير من الوقت.
بينما يمكن أن تساعدك الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “Brandwatch” و”Hootsuite Insights” في الحصول على رؤى عميقة لأفكار ومشاعر جمهورك المستهدف، وبذلك يمكنك الاطلاع على تحليل المشاعر في الوقت الفعلي حتى تعرف الموضوعات التي يجب التعامل معها والأخرى التي يجب تجاهلها.
ويمكنك أيضًا معرفة من هم المؤثرون في أي محادثة، وكيفية تخصيص المحتوى الخاص بك لتحقيق أقصى قدر من المشاركة. بالإضافة إلى مراقبة اتجاهات الصناعة وأنشطة منافسيك تلقائيًا، بحيث تكون دائمًا في صدارة المحادثات.
- التفكير في المحتوى: يمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي على ابتكار أفكار محتوى مصممة خصيصًا لجمهورك المستهدف. وهنا ما عليك سوى إدخال بعض الكلمات الرئيسية أو الموضوعات، وسيقوم المحرك بتوليد أفكار جديدة للمقالات ومنشورات المدونات والرسوم البيانية ومقاطع الفيديو، وذلك بناءً على الاتجاهات السائدة في مجالك.
ويمكنك أيضًا استخدام الأدوات الفنية التوليدية لتصور أفكار حملتك ومشاركتها مع فريقك، وهذه طريقة رائعة لتطوير الأفكار قبل نشرها.
- إدارة الإعلانات: لطالما استخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الحملات الإعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء من خلال استهداف الجمهور المناسب أو إدارة الميزانية. ويمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي أيضا في زيادة عائد الاستثمار والعثور على التصميم المناسب وكتابة الإعلان وتتبع الأداء.
- فوائد الذكاء الاصطناعي لوسائل التواصل الاجتماعي
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في طريقة تفاعل الشركات مع العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعله مهمًا بالنسبة لأي شركة تريد أن تظل قادرة على المنافسة، وفيما يلي أبرز فوائده:
توفير الوقت: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام العادية، مثل إنشاء المحتوى وجدولة النشر وخدمة العملاء، مما يوفر لك الوقت للتركيز على استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك والابتكار.
تقديم تجارب أكثر تخصيصًا: تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي على فهم احتياجات العميل وتفضيلاته بشكل أفضل، وبالتالي التمكن من تقديم تجارب أكثر جدوى وذات صلة.
تعزيز الإبداع: تساعد أدوات الوسائط الاجتماعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على توليد أفكار جديدة بشكل أسرع، مما يفتح الباب أمام المزيد من حملات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر إبداعًا وتأثيرًا.
نمو وصولك: يساعد الذكاء الاصطناعي على المراقبة والتعلم من المحادثات التي تحدث عبر منصات متعددة، بحيث يمكنك تخصيص المحتوى الخاص بك لتحقيق أقصى قدر من المشاركة.
توفير في التكاليف: يوفر الذكاء الاصطناعي الوقت والمال من خلال التخلص من تكاليف العمالة اليدوية المرتبطة بإنشاء المحتوى وتحسين الحملات على منصات التواصل الاجتماعي.
زيادة الدقة: يمكن أن تساعدك الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات أكثر دقة بناءً على البيانات والرؤى. وهذا يعني استهدافًا أفضل وعائد استثمار أعلى لحملاتك.
- تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي
استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي شأنه كأي تقنية أخرى، كما له مزايا تقترن به مجموعة من التحديات والمخاطر المحتملة، فيما يلي أبرزها:
- المعلومات المضللة: مع القدرة على إنشاء وإنتاج المحتوى بسرعة أكبر، تأتي مخاطر نشر معلومات قد تكون مضللة أو خاطئة. فعلى الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون دقيقة بشكل لا يصدق، فإنها تميل أيضًا إلى اختلاق الحقائق والإحصاءات وغيرها من المعلومات. لذلك عليك التحقق دائمًا من الانتحال قبل نشر محتوى مدعوم بالذكاء الاصطناعي، وكذلك التحقق جيدًا من أي معلومات أو أرقام.
- الامتثال: من المهم مراجعة الإدارات القانونية وقواعد الامتثال قبل البدء في استخدام المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي أو إعطاء إذن للروبوت للتفاعل مع العملاء عبر الإنترنت، حيث سيساعدك هذا على تجنب أي تضارب محتمل في المصالح أو انتهاك للوائح الصناعة الخاصة بك.
- خصوصية البيانات: يتم تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي بواسطة البيانات، والتي يمكن أن تشكل خطرًا أمنيًا إذا تركت من دون حماية، وهذا مهم بشكل خاص إذا كنت تتعامل مع بيانات العميل الحساسة، مثل بيانات الرعاية الصحية أو البيانات المصرفية أو المعلومات الشخصية الأخرى، لذا تأكد من وجود سياسة وسائط اجتماعية شاملة قبل استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث سيساعدك هذا على حماية بيانات العملاء من التعرض للاختراق من قبل الجهات الضارة والتأكد من احترام خصوصية المستخدمين.
- التحيز: هناك خطر تكرار التحيزات البشرية في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، لذلك من المهم مراجعة المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطته بعين ناقدة وإذا لاحظت أي تحيزات محتملة، فارجع إلى مصدر المواد وقم بتعديلها حسب الحاجة.
- القضايا القانونية والأخلاقية: في بعض الحالات يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى انتهاك الخصوصية والتلاعب بسلوك المستخدم، لذا يجب أن تكون الشركات على دراية بالآثار القانونية المحتملة والاعتبارات الأخلاقية المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
- إرشادات لاستخدام آمن للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي
للتأكد من أنك تستخدم الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مسؤولة، إليك بعض النصائح:
- قم بالمراجعة والتحقق من صحة أي محتوى يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي قبل النشر
- التحلي بالشفافية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي
- تعيين شخص مسؤول عن ملف الذكاء الاصطناعي
- مراقبة ملاحظات المستخدمين
- ضمان الامتثال وخصوصية البيانات
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن مسألة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة الحسابات عبر منصات التواصل الاجتماعي تحتاج إلى تأهيل فريق العمل القائم على التسويق في المؤسسة أو العلامة التجارية، وتوخي الحذر وتحري الدقة في مخرجات الذكاء الاصطناعي عبر مراجعة بشرية لاحقة، وهو ما يؤكد حقيقة أن التطور التكنولوجي عامل مُيسر للأعمال وموفر في حجم الاستعانة بالعمالة البشرية، لكنه لن يلغي مطلقًا الحاجة للوجود البشري لا سيما في المهن الإبداعية ككتابة المحتوى والتسويق.