الدراسات الإعلامية

آثار الإفراط في متابعة مشاهير سناب شات على الشباب السعودي

أتاحت منصة سناب شات الفرصة للمؤثرين والمتابعين للتفاعل غير المباشر والذي يطلق عليه “التفاعل شبه الاجتماعي” ويقصد به معايشة المتابع عن بُعد لحياة المؤثر، حيث يعلق على سلوكه وتصرفاته وتصريحاته بطرق مختلفة كإبداء الإعجاب أو عدم الإعجاب أو النشر أو كتابة تعليق وغيرها من الوسائل.

ولذلك فإن متابعة المشاهير لها أبعاد مختلفة وتأثيرات متعددة تتخطى تحقيق التسلية والاستمتاع للمتابع، والمال والشهرة للمؤثر، فهي عملية تفاعلية ينتج عنها تأثيرات إدراكية وأخلاقية ونفسيه وسلوكية.

وفي هذا الإطار، نشرت مجلة اتحاد الجامعات العربية لبحوث الإعلام وتكنولوجيا الاتصال في يناير 2023 دراسة بعنوان “الآثار الناجمة عن الإفراط في متابعة مشاهير السناب شات على الشباب السعودي الجامعي”، من إعداد الباحثين محمد العتيبي ومنصور السلمي. وقد سعت الدراسة إلى التعرف على مدى متابعة الشباب السعودي لمشاهير سناب شات في المملكة، ومدى وجود تفاعل شبه اجتماعي بين هؤلاء المشاهير وبين الشباب، والتأثيرات الناجمة عن ذلك.

  • عينة الدراسة

تمثلت عينة الدراسة في 493 مفردة من طلاب جامعة الملك عبد العزيز، بلغت نسبة الذكور فيها 57.2% مقابل 42.8% للإناث، وشكّل الحاصلون على البكالوريوس غالبية العينة بنسبة 70.6%  تلاهم الحاصلون على دبلوم بنسبة 20.5% ثم الدراسات العليا بنسبة 8.9%.

وفيما يتعلق بالفئات العمرية للعينة، فجاء في المرتبة الأولى الفئة من 18 إلى 23 سنة بنسبة 38.9%، ثم الفئة من 35-44 سنة بنسبة 27.6%، تلاهم الفئة من 45 سنة فأكثر بنسبة 16.8%، وأخيرا الفئة من 24-34 سنة بنسبة 16.6%.

  • نتائج الدراسة

أظهرت نتائج الدراسة أن 48.9% من الشباب الجامعي اشتركوا في موقع سناب شات منذ “أكثر من 3 سنوات”.

وبحسب الدراسة، فإن 40.8% من العينة يتصفحون سناب شات من “ساعة إلى ساعتين” يوميا، يليهم الذين يتصفحونه من “نصف ساعة إلى ساعة” بنسبة 34.1%، واتضح وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين التخصص (العملي والنظري) وعدد ساعات التصفح اليومي، كما تبين تفوق أصحاب التخصص النظري على العملي في فئتي “نصف ساعة إلى ساعة” ومن “ساعة إلى ساعتين”.

وأوضحت نتائج الدراسة أن 41.5% يتصفحون موقع سناب شات “3 مرات فأكثر” يوميًا، فيما تقاربت نسبتا الذين يتصفحونه مرة واحدة ومرتين لتبلغ 29.4% و28.8% على الترتيب، كما انتهت الدراسة إلى أن 40.8% من العينة مفرطون في تصفح سناب شات.

وأظهرت النتائج أن 50.3% من عينة الدراسة يتابعون “5” مشاهير على سناب شات، يليهم الذين يتابعون من “6-10” مشاهير بنسبة 22.7% ومعنى ذلك أن أغلب العينة يتابعون عددًا محدودًا من المشاهير (أقل من 10) على سناب شات، كما تبين وجود علاقة ارتباط دالة بين العدد والنوع وأن الإناث أكثر متابعة من الذكور.

كما تفوقت أعداد متابعة المشاهير السعوديين على المشاهير الآخرين في كل المجالات، وجاء مشاهير الدين والإعلام السعوديون في المقدمة، بنسبتي 47.9% و44.2% على التوالي، كذلك تفوق عدد الذكور الذين يتابعون مشاهير الدين السعوديين أو مشاهير الإعلام على الإناث.

وفيما يخص مشاهير العرب، جاء مجال السفر والسياحة في المقدمة بنسبة متابعة 16.6% وتفوق أيضا عدد المتابعين من الذكور على عدد المتابعات من الإناث. وعلى النطاق العالمي كان الاهتمام بمشاهير الأزياء والموضة بنسبة 17.8% وهنا تفوق عدد الإناث في المتابعة على عدد الذكور.

وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين كل مجال من مجالات مشاهير سناب شات وجنسية المشهور. وقد تقاربت نسب أنواع تفاعل العينة مع ما ينشره مشاهير سناب شات، فجاءت “المناقشة مع الأصدقاء” في مقدمة هذه الأنواع بنسبة 55.44%، تلاها “حفظ المنشور” بنسبة 51%، وجاء “كتابة تعليق” في المركز الأخير بنسبة 44.28%. واستنتجت الدراسة أن العينة لا تفضل التفاعل الإلكتروني مع ما ينشره مشاهير سناب شات، وإنما تستلهم منه أفكارًا لتكون موضوعات للمناقشة مع زملائهم وأصدقائهم، كما تبين ضعف التفاعل شبه الاجتماعي بين عينة الدراسة والمشاهير، وأنه لا توجد علاقة ارتباط بين النوع أو التخصص أو المؤهل وبين مستويات التفاعل شبه الاجتماعي مع مشاهير سناب شات وإن كانت هناك علاقة بين العمر ومستويات التفاعل.

وفيما يخص تأثيرات التفاعل شبه الاجتماعي، جاءت عبارة “أتمنى أن أكون أحد مشاهير سناب شات يوما” في مقدمة هذه التأثيرات بنسبة 56.93%، تليها بنسبة متقاربة جدًا عبارة “أتمنى أن أعيش نفس حياة المشاهير التي يعيشونها” بنسبة 56.32%، وجاءت في المركز الأخير عبارة “لدي نفس المشاكل التي تمر بها الشخصية المفضلة لي” بنسبة موافقة على العبارة بلغت 47.66%.

وأظهرت الدراسة أن “ملء الفراغ” هو أول أسباب متابعة العينة لمشاهير سناب شات بنسبة 73.8%، يليه “معرفة الجديد” بنسبة 66.5%، وجاء “لأن أصحابي وأقاربي يتابعونهم” في المركز الأخير بنسبة 22.3%. كما اتضح أن الذكور أكثر متابعة للمشاهير بهدف ملء الفراغ أو معرفة الجديد بينما الإناث أكثر متابعة لإعجابهن بالمشاهير وبأفكارهم.

أما عن التأثيرات الإدراكية لمشاهير سناب شات على عينة الدراسة نتيجة للتفاعل شبه الاجتماعي، جاءت عبارة “مشاهير سناب شات ينشرون بعض المعلومات المغلوطة” في المقدمة تليها عبارة “مشاهير سناب شات يصورون لنا حياة غير واقعية”، مما يشير إلى أن عينة الدراسة لديها إدراك سلبي عن مشاهير سناب شات.

وفيما يتعلق بالتأثيرات السلوكية لمشاهير سناب شات على عينة الدراسة نتيجة التفاعل شبه الاجتماعي، احتلت عبارة “أتناقش مع أسرتي وأصدقائي حول الأفكار التي يطرحها مشاهير سناب شات” مقدمة التأثيرات السلوكية لمشاهير سناب شات على الشباب السعودي بنسبة 62.9%، تليها عبارة “أشتري المنتجات التي يعلن عنها مشاهير سناب شات” بنسبة 56.3%، في حين جاءت عبارة “أفعل الإيماءات وحركات الجسد والوجه التي تفعلها الشخصية المشهورة” في المركز الأخير بنسبة 44.89%. وبتصنيف التأثير السلوكي للمشاهير على عينة الدراسة نتيجة التفاعل شبه الاجتماعي إلى مستويات، تبين أن فئة التأثير السلوكي الضعيف يحتل المركز الأول بنسبة 73.4%، يليه التأثير المتوسط بنسبة 17.6% ثم القوي بنسبة ضئيلة لم تتعد 8.9%.

  • توصيات ومقترحات الدراسة

قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات على رأسها تثقيف الطلاب بجميع المراحل الدراسية حول كيفية تصفح مواقع التواصل بطريقة مفيدة وكيفية إدارة الوقت بما يحقق فائدة للمتصفحين.

بالإضافة إلى ضرورة أن تقوم المؤسسات التعليمية المختلفة مثل المدارس والجامعات بتضمين برامج التواصل الاجتماعي ضمن مقرراتها، بما يساعد الطلبة على التعرف على الجوانب الإيجابية لهذه الوسائل وتلافي التأثيرات السلبية لها.

كما أوصت بتدعيم الوازع الديني والتمسك بثوابت المجتمع من خلال جميع وسائل الإعلام لا سيما الجديد منها بما يجعل المتصفحين ينصرفون عن المحتوى غير المفيد ويجعلون المشاهير يتجهون إلى تقديم محتوى هادف.

وأكدت ضرورة قيام وسائل الإعلام المختلفة بدور إيجابي وفعال في رفع مستويات الوعي لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وعرض لقاءات عديدة مع الخبراء من أجل تنوير المتلقين.

وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن تطبيق “سناب شات” يعد نافذة هامة لنشر المحتوى في ظل اهتمام المجتمع السعودي بوسائل الإعلام الجديد وتفاعله معها، وهو ما يحتم الاهتمام بصناعة المحتوى وتقديمه لما له من قدرة تأثيرية كبيرة على فئات من المجتمع لا سيما الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى