دراسات

محتوى المؤثرين على سناب شات في المملكة العربية السعودية

 

تشكل ظاهرة ما يعرف بـ”المؤثرين” على منصات التواصل الاجتماعي أحد الانعكاسات الواضحة لتنامي تأثير محتوى تلك المنصات على المستخدمين، كما أن تنامي دورهم ارتبط بتوجه الشركات والعلامات التجارية نحو الاستعانة بالتسويق الاجتماعي من أجل الحفاظ على قاعدتهم الجماهيرية واستهداف شرائح جديدة.

وفي هذا الإطار، نشرت مجلة البحوث الإعلامية بعددها الصادر في يناير 2023،  دراسة بعنوان ” محتوى المؤثرين على سناب شات في المملكة العربية السعودية: دراسة تحليلية” من إعداد الدكتور عيسى المستنير أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني المساعد بقسم الإعلام والاتصال في كلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد، حيث ركزت الدراسة على التعرف على طبيعة المضامين التي يقدمها المؤثرون على موقع سناب شات في المملكة، والأطر الرئيسية لمحتوى المؤثرين ومدى مصداقيته.

  • عينة الدراسة

اعتمدت الدراسة على عينة عمدية تتمثل في 28 من المؤثرين على موقع التواصل الاجتماعي سناب شات، توزعت على النحو التالي 15 من الذكور و13 من الإناث، ومن محددات اختيار عينة المؤثرين أن يتمتعوا بالشهرة في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى التنوع في المحتوى الذي ينشرونه على حسابهم بالموقع خلال الفترة الزمنية من 23/2/2022 إلى 22/3/2022، وقد بلغت العينة 280 منشورًا.

وجاءت نسبة المؤثرين الذين يتابعهم من مليون إلى أقل من 3 ملايين متابع في المرتبة الأولى بنسبة (42.9%) من إجمالي المؤثرين، ثم جاء المؤثرون الذين يتابعهم من 3 ملايين إلى أقل من 6 ملايين بنسبة (28.6%)، يليهم بنسبة متساوية فئتا المتابعين أقل من مليون متابع، ومن 6 ملايين إلى أقل من 9 ملايين متابع بنسبة (10.7%) لكل منهما في المرتبة الثالثة، وفي المرتبة الأخيرة جاءت نسبة المؤثرين الذين يتابعهم أكثر من 9 ملايين متابع بنسبة (7.1%).

أما عن الوظيفة التي يعمل بها مؤثرو سناب شات، فجاء عدد المؤثرين الذين يعملون صانعي محتوى في المرتبة الأولى بنسبة ( 46.4%) من إجمالي عينة الدراسة، ثم جاء من يعمل ممثلا أو فنانا في المرتبة الثانية بنسبة (14.3%)، يلي ذلك وبنسب متساوية من يعمل إعلاميًا وشيفًا بنسبة (7.1%) لكل منهما، ثم جاء المؤثرون الذين يعملون في وظائف (معلم، مهندس، شاعر، خبير سيارات، خبيرة تجميل، ناشطة اجتماعية، رائد أعمال) بنسبة (3.6%) لكل واحد على حدة.

  • نتائج الدراسة

أظهرت نتائج الدراسة تصدر التسويق عن طريق الإعلانات حول السلع والمنتجات محتوى المؤثرين عينة الدراسة على منصة سناب شات بنسبة (42.9%)، ثم جاء المحتوى الشخصي للمؤثر مع أفراد عائلته وأقاربه وزملائه في المرتبة الثانية بنسبة (32.9%)، يلي ذلك محتوى تسويق (إعلانات) عن الخدمات المختلفة في المرتبة الثالثة بنسبة (17.5%)، وفي المرتبة الأخيرة جاء طرح الأفكار والقضايا المختلفة للنقاش مع الجمهور بنسبة (6.8%) من إجمالي الموضوعات التي قدمها المؤثرون عينة الدراسة على سناب شات. وتشير هذه النتيجة إلى أن محتوى الإعلانات والترويج للسلع والخدمات يمثل المحتوى الرئيسي للمؤثرين على منصة سناب شات. بينما ركز المحتوى الشخصي على تناول الأمور الخاصة والشخصية للمؤثر ويومياته وموضوعات السفر والتنقل داخل المملكة وخارجها، وعلاقتهم بأفراد العائلة والأصدقاء، ويهدف المحتوى الشخصي إلى إحداث نوع من الألفة بين المؤثر وجمهوره من المتابعين بهدف التأثير عليهم وإقناعهم بالمحتوى.

أما عن إطار محتوى المؤثرين على منصة سناب شات، فجاء الإطار التجاري في المرتبة الأولى بنسبة (46.4%)، ثم الإطار الاجتماعي في المرتبة الثانية بنسبة (32.5%)، يلي ذلك الإطار العائلي بنسبة (5.4%) في المرتبة الثالثة، بينما جاء الإطار الرياضي في المرتبة الرابعة بنسبة (4.6%)، يليه الإطار التعليمي بنسبة (3.6%) ثم الإطار الديني (3.2%) ثم كل من الإطار الإنساني، والإطار الفني في المرتبة الأخيرة بنسبة (2.1%) لكل منهما.

وتوصلت نتائج الدراسة إلى تصدر الدعاية المباشرة للمحتوى كأهم أساليب العرض والتسويق التي يستخدمها المؤثرون بنسبة (72.9%)، يليها الدعاية غير المباشرة بنسبة (14.3%)، وفي المرتبة الأخيرة جاء الأسلوب الدرامي بنسبة (12.9%).

وحول درجة مصداقية المحتوى الذي يقدمه المؤثرون على سناب شات، جاء المحتوى منخفض المصداقية في المرتبة الأولى بنسبة (59.3%) من إجمالي المحتوى المنشور، ثم المحتوى متوسط المصداقية في المرتبة الثانية بنسبة (30%)، وفي المرتبة الأخيرة جاء المحتوى مرتفع المصداقية بنسبة ( 10.7%).

كما كشفت نتائج الدراسة أن هدف التسويق والترويج احتل المرتبة الأولى بنسبة (51.1%) من إجمالي الأهداف، بينما جاء في المرتبة الثانية هدف الحضور والانتشار بنسبة (43.2%)، وفي المرتبة الثالثة حلّ الهدف التوعوي والإرشادي بنسبة (4.3%)، وفي المرتبة الأخيرة جاء الهدف التربوي والتعليمي بنسبة (1.4%).

  • توصيات الدراسة

قدمت الدراسة سلسلة توصيات في مقدمتها أن تحرص النقابات المهنية الإعلامية والإعلانية على الاهتمام بالمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، وبخاصة على موقع سناب شات كأحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي شعبية في المملكة، وذلك من خلال تقديم الدعم والتوجيه لأهم المؤثرين وإعطائهم دورات تدريبية لتأهيلهم بشكل يراعي قواعد وأخلاقيات مخاطبة الجمهور السعودي في إطار يحافظ على العادات والتقاليد والثوابت التي تحكم المجتمع السعودي.

كما أكدت الدراسة على وجوب أن يتحلى المؤثرون بالأمانة والصدق في المحتوى المقدم، حيث يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في التأثير على الجمهور وإقناعه بالمحتوى، فضلاً عن ضرورة استغلال قوة المؤثرين في الترويج للحملات الاجتماعية والثقافية التي تخدم المجتمع وتعزز القيم الدينية والاجتماعية.

بالإضافة إلى ضرورة اختيار شخصية المؤثر المناسبة والملائمة للعلامة التجارية التي سيعلن عنها، حيث إن توافق شخصية المؤثر مع العلامة التجارية وخصائصها سيؤدي إلى إدراك المستهلك لجودة المنتج بشكل إيجابي، ويزيد من مصداقية الإعلان ويؤثر على السلوك الشرائي.

 

وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن ظاهرة المؤثرين تشكل فرصة وتحديًا في آن واحد، فهي فرصة إن أحسن توظيف جهدهم وتأهيلهم من أجل تمرير رسائل ملائمة إلى الجمهور لا سيما الشباب وتحديدا الجيل “Z“، لكن هذه الفرصة قد تتحول إلى تحد يضر بالمجتمع إذا ما أطلق لهؤلاء المؤثرين العنان لتوجيه أفراد المجتمع في أمور بعيدة عن تخصصهم أو بشكل غير مسؤول.

زر الذهاب إلى الأعلى