يعد تطبيق “تيك توك” لاعبًا بارزًا في المشهد الإعلامي والتسويق، فهو ثالث أكبر شبكة اجتماعية على مستوى العالم، بحسب تقديرات شركة “Insider Intelligence” لأبحاث السوق التي توقعت بلوغ عدد مستخدمي التطبيق شهريًّا 755 مليون مستخدم خلال العام الحالي 2022، بعدما سجل نموًا بنسبة 40.8% في عام 2021، إذ يواصل التطبيق تحسين ميزات الإعلان وتجربة المستخدم عبر المنصة.
وفي هذا الإطار، نشر موقع “hootsuite” المتخصص في شؤون وسائل التواصل الاجتماعي تقريرًا حول خصوصية “تيك توك” ومزاياه الفريدة، نستعرض ذلك على النحو التالي:
- الاختلاف عن المنصات الأخرى
لن تعمل استراتيجيات الوسائط الاجتماعية التي تستخدمها عبر المنصات الأخرى على “تيك توك”، الذي يختلف اختلافًا كبيرًا عن تلك المنصات، وهذه المسألة ليست سيئة بالكلية، فهي تعني ضمنًا أن المشكلات التي تواجهها على قنواتك الاجتماعية الأخرى لا تنطبق على “تيك توك”.
فعلى سبيل المثال يكون عدد المتابعين لديك على “تيك توك” أقل أهمية بكثير مما هو عليه في أي منصة أخرى، ويرجع ذلك لأن خوارزمية “تيك توك” عبارة عن محرك توصيات مصمم لعرض مقاطع الفيديو بناءً على تفاعلات المستخدم (مثل مقاطع الفيديو التي شاهدها أو أُعجب بها سابقًا)، والفئات التي اعتبرها مثيرة للاهتمام. الأمر الذي تؤكده المنصة ذاتها، إذ تقول إن “خوارزمية تيك توك تعتمد على مشاركة المحتوى بدلاً من الروابط الاجتماعية”.
وعلى هذا النحو، يتطلب وضع المحتوى على “تيك توك”، العودة إلى أساسيات الاستراتيجية الاجتماعية الجيدة، وذلك من خلال الإجابة عن السؤال التالي: ماذا يريد جمهورك؟ فكلما كان المحتوى الخاص بك وثيق الصلة بالجمهور، كان من السهل أن يصل إليهم على تيك توك.
- صناعة الذوق العام والثقافة
تلعب الشريحة العمرية الشابة التي تشكل غالبية قاعدة المستخدمين دوراً رئيسيًا في تشكيل المحتوى على المنصة، حيث أصبح ذلك محركًا للثقافة والاتجاهات التي تُملي ما هو رائع ليس فقط على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في الحياة الواقعية أيضًا، ويشمل ذلك مجالات متنوعة كالموضة والطعام والموسيقى والثقافة الشعبية.
ويعتبر “تيك توك” فرصة لأنه القاعدة الرئيسية لـ”الجيل زد- Gen Z”، وينبع الكثير من التأثير الثقافي للتطبيق من هذا الجيل، وإن كانوا ليسوا المستخدمين الوحيدين للمنصة، حيث يستخدمها أيضا كبار السن بشكل متزايد.
- تعزيز حضور الشركة أو العلامة التجارية على تيك توك
تفرض طبيعة تلك المنصة على الشركة أو العلامة التجارية تعزيز الوصول للجمهور من خلال إنشاء مقاطع فيديو تتماشى مع اهتماماتهم والتعليق على مقاطع الفيديو التي ينشرها الآخرون، والتعاون مع منشئي المحتوى في مجال تخصصها، فعلى سبيل المثال تشير تقديرات إلى أن 42% من المستخدمين يكتشفون المنتجات الجديدة عبر المحتوى الذي تنتجه العلامات التجارية ومنشئو المحتوى على “تيك توك”، وتكون نية الشراء لديهم أعلى بنسبة 20%.
ويقول 70% من المستخدمين إنهم اكتشفوا منتجات وعلامات تجارية جديدة على المنصة تناسب أسلوب حياتهم، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالوعي بالعلامة التجارية.
كما يشير 57% من المستخدمين إلى أن “تيك توك” ألهمتهم للتسوق حتى عندما لا يتطلعون إلى القيام بذلك، حيث تزيد احتمالية خروج المستخدم على الفور وشراء شيء اكتشفه على النظام الأساسي بمعدل 1.5 مرة مقارنة بمستخدمي الأنظمة الأساسية الأخرى، كما أنهم أكثر احتمالًا بمقدار الضعف للتعليق أو إرسال رسالة مباشرة إلى العلامة التجارية بعد إجراء عملية الشراء.
- مصدر لأفكار المحتوى
يشكل “تيك توك” مصدرًا غير نهائي لأفكار المحتوى، فقد تم تصميم النظام الأساسي بالكامل حول فكرة إعادة التدوير وإعادة المزج والتعاون. لذلك هناك دائمًا شيء ما يمكن نشره على “تيك توك”. وفي حال لم تتمكن من مواكبة الاتجاهات السائدة، فعلى الأقل ستكون لديك أفكار يمكن تنفيذها على حساباتك بمنصات التواصل الاجتماعى الأخرى إذا كان ذلك مناسبًا.
- مقاطع الفيديو جوهر “تيك توك”
يعتبر الفيديو محور عمل المنصة، مما قد يولد شعورًا بالقلق حول الحاجة إلى مهارات إنتاج فيديو على مستوى احترافي لإنشاء مقاطع فيديو جيدة. وقد يمثل عدم امتلاك المعدات أو المهارات المناسبة أو الميزانية عقبة كبيرة عندما يتعلق الأمر بإنشاء محتوى اجتماعي مميز. لكن وفقًا لبحث أجرته “تيك توك” يعتبر 65% من المستخدمين أن مقاطع الفيديو ذات المظهر الاحترافي التي تنشرها العلامات التجارية تبدو في غير محلها أو غريبة على المنصة.
والدرس المستفاد هنا أن المستخدمين يريدون مقاطع فيديو حقيقية بعيدة عن المعالجات الهادفة للإبهار. كما يؤكد 73% من مستخدمي “تيك توك” أنهم يشعرون باتصال أعمق بالعلامات التجارية على المنصة مقارنة بالمواقع والتطبيقات الأخرى ويشعر 56% بمزيد من الإيجابية تجاه العلامة التجارية بعد رؤيتها على “تيك توك”، وتتولد تلك المشاعر الإيجابية من خلال توطيد العلاقة بالجمهور عبر مساعدتهم على سبيل المثال في تعلم شيء جديد.
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن “تيك توك” يمثل أحد النماذج الفريدة لتطبيقات التواصل الاجتماعي التي استطاعت أن تحقق نموًا سريعًا في عدد مستخدميها خلال سنوات قليلة، حيث تم إطلاقه في عام 2016، لكنه تمكن من تحقيق إشباعات للمستخدمين دفعتهم للإقبال على استخدامه بكثافة، فأصبح محط أنظار العلامات التجارية والشركات الطامحة في الوصول لشرائح واسعة من الجماهير لا سيما الشباب.