إنفوجرافيكتقارير

برامج رمضان 2022 في الميزان

احتوت الخريطة البرامجية في السعودية خلال شهر رمضان المبارك هذا العام على عدد كبير ومتنوع من البرامج التي تنافست فيما بينها على جذب انتباه ومتابعة الجمهور، وجاء المحتوى المقدم نتاجًا لشهور من العمل الجاد والتخطيط والبحث عن أفكار هادفة وتنفيذها بطريقة مشوقة ومبهرة واحترافية تشبع رغبات المشاهدين، وتمثل قيمة مضافة إلى الوعي الجمعي، وتعزز من القيم داخل المجتمع وعلى رأسها التضامن والتكاتف.

وقد برزت بشكل لافت جهود هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية التي استندت إلى فكر تحديثي يتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، بجانب تعددالمسارات الخاصة بتلك البرامج ما بين الديني والوثائقي والحواري والاجتماعي، بل وحتى الكوميدي الترفيهي إرضاءً لذوق المتلقي الذي يتطلع إلى أعمال تُشبع رغباته، كما أنها خاطبت أدق التفاصيل في اهتمامات المجتمع السعودي وأبرزت هويته الثقافية العريقة، فضلًا عن التقدم التقني الكبير في إخراج تلك الأعمال بشكل يليق بمكانة وصورة التلفزيون السعودي.

واتسمت الخريطة البرامجية بالحرص على تقديم محتوى نوعي قادر على المنافسة، ويلائم جميع شرائح الجمهور، ويراعي روحانية الشهر الفضيل، وخصوصية المجتمع السعودي.

إطلالة على أبرز البرامج

قدمت هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية في رمضان أعمالًا متنوعة، لم يقتصر بثها عبر القنوات التقليدية، بل سعت إلى الوصول للجمهور عبر منصات الإعلام الجديد، ومنها منصة سناب شات، حيث قدمت خلاله برامج ترفيهية وإنسانية وثقافية من بينها ما يلي:

  • برنامج مراحل الذي تضمن حوارات مع أبرز نجوم الفن والغناء والمشاهير في الوطن العربي، واشتمل على تحديات للضيف في حال فوزه بربح مبالغ مالية تخصص لحالات إنسانية مختارة بطريقة مدروسة وقانونية، بالتعاون معالمنصة السعودية للعمل الخيري“. وظهر توظيف أحدث تقنيات التكنولوجيا في هذا البرنامج، إذ اعتمد على تقنية الواقع المعزز.
  •  برنامج إنسان الذي يقدمه الفنان فايز المالكي الذي يجوب هو وفريق العمل بلدانًا مختلفة، ويتضمن عرضًا لقصص مؤثرة للاجئين والمحتاجين مع تقديم يد العون والإغاثة لهم.
  •  برنامج ذات: قدمه أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر، وتضمن لقاءات تستعرض سير الأعلام والمشاهير في مختلف المجالات الثقافية، والسياسية، والرياضية، والفنية، حيث قصص النشأة  والنجاح وما كانوا يواجهونه من تحديات.  
  • برنامجإعمار الأرض في موسمه الثاني، الذي سلط الضوء على جهود المملكة ومساهمتها في التنمية خارجيًّا في رحلات ميدانية أبرزت قصص مشاريع الخير والعطاء وأثرها الملموس لدى الشعوب.

أما على صعيد البرامج الاجتماعية، يبرز برنامجعلوم الأولينفي موسمه الثالث، حيث يستلهم قصص الماضي والحكم، ويجسّدها دراميًّا مجموعة من الفنانين، بالتركيز على القصص التاريخية، التي تُحاكي المجتمع السعودي قديمًا. وكذلك الموسم  الثاني من برنامجتجربة فريدة، حيث استعرض تجارب ناجحة لعدد من الأجانب في المملكة، الذين يسردون بدورهم كيف تأقلموا على الحياة في السعودية وأحبوها.

وفيما يتعلق بالبرامج الدينية، فيبرز برنامجفتاوى رمضان، وبرنامجالأيام الخالية الذي سلّط الضوء على قصص الصحابة رضوان الله عليهم، ومواقفهم مع النبي عليه الصلاة والسلام، من أجل استخلاص العظة والعبرة والاقتداء بهم.

وكان لعجلة التطوير والتحديث الذي تشهدها المملكة نصيب في تلك الخريطة البرامجية العامرة بالتنوع، وتمثّل ذلك في برنامجحكايا سعودية الذي استعرض جوانب التطوير في قطاعات شتى بالمملكة، وكذلك برنامجأرقام خضراء الذي مثّل بيانًا رقميًّا بإنجازات الهيئات والمؤسسات السعودية.

وعلى صعيد المسابقات، جاءت انطلاقة برنامجعطر الكلام، وهو أول برنامج من نوعه يجمع بين تلاوة القرآن الكريم تجويدًا وترتيلًا ورفع الأذان، حيث شارك في تصفياته أكثر من 40 ألف متسابق، بقيمة إجمالية للجوائز تبلغ نحو 12 مليون ريال سعودي (3.2 مليون دولار)، وهي الأكبر على مستوى العالم، وأيضًامن أكبر الجوائز عالميًّا التي تستهدف أصحاب المواهب في مجالاتهم.

واشتمل الموسم الرمضاني أيضًا على برامج ترفيهية تنافسية بين فرق مثللا تقولها 4″، وبرنامجسددها، وبرنامجاستشارات المشاهير، ولم تغب الرياضة أيضًا حيث برنامجملعب  SBC” لمتابعة البطولات التي تشارك فيها الأندية الرياضية.

استنتاجات بشأن برامج رمضان

من خلال العرض السابق يمكن الخروج بعدد من النتائج بشأن برامج رمضان 2022، وهي كالتالي:

  • استقطاب نجوم المجتمع والمشاهير بعناية من أجل تقديم عدد من البرامج مما يعتبر عنصرًا محفزًا لجذب المتلقي.
  • التوجه الخيري في أغلب البرامج، سواء أكانت فكرة البرنامج تقوم على العمل الخيري والإغاثي، أو عبر تخصيص الجوائز المالية للأنشطة الخيرية، وهي سمة تتواكب مع طبيعة العطاء في الشهر الكريم.
  • الاهتمام بغرس قيمة العطاء والتعاضد والتحفيز على النجاح من خلال التأثير في وجدان المتلقي بعرض قصص تاريخية، وكذلك معاصرة يرويها أبطالها.
  • الحرص على تقديم برامج حوارية مع المشاهير في مختلف المجالات قادرة على المنافسة، بل والتفوق على البرامج المطروحة على الشاشات الأخرى من خلال الاحترافية والتميز في إدارة تلك الحوارات.
  • الاستعانة بالقوالب الدرامية في تقديم المحتوى من منطلق أن ذلك الأسلوب أكثر قدرة على التعبير عن الرسائل المستهدف بها الجمهور، كما أن النمط الدرامي يكون له بصمة واضحة على سلوك المتلقي.
  • التميز الواضح في تقنيات إنتاج وإخراج البرامج، بما يحقق عنصر الإبهار اللازم لجذب المشاهد في ظل البيئة الإعلامية سريعة التطور والتي تتسم بمنافسة قوية.
  • الاستفادة من نسب المشاهدة المرتفعة خلال شهر رمضان بتقديم محتوى يتناول الإنجازات والطفرات التنموية التي تشهدها المملكة.

وختامًا، يمكن القول بأن برامج هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي استطاعت أن تتكيف مع التطور بسلاح الإبداع، وأن تلبي حاجات المشاهد وتطلعاته المختلفة، وجذب قطاعات عريضة من الجمهور الذي التف حول شاشات التلفزيون، أو تابع المحتوى الذي طرحته الهيئة عبر المنصات الرقمية، لتعزز من وصول تلك الأعمال وما تتضمنه من محتوى قيّم هادف إلى مختلف شرائح المجتمع، ليمثل أداة فاعلة في بناء الوعي الجماهيري، ومحاربة التسطيح الفكري السائد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما تموج به من محتوىتافهومعلومات غير دقيقة؛ نظرًا لعدم خضوع المحتوى فيها للضوابط الخاصة بالعمل الإعلامي.

وخلاصة القول، إن الإعلام صناعة استراتيجية مهمة تتطلب عناصر مدربة مؤهلة تتحلى بالمهارة، وليس مجرد هواية، وتظل وسائل الإعلام التقليدية قادرة على جذب المشاهد بالمحتوى الهادف والتوجه نحو الجمهور أينما كان بالوجود النشط على منصات التواصل الاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى