هاشتاق

#حملة_احذف_سناب_شات..هاشتاق يضع التطبيق في قفص الاتهام

 

تشهد منصة التدوينات القصيرة “تويتر” منذ أيام حملة مستمرة يقودها مواطنون سعوديون تُطالب بحذف تطبيق “سناب شات” في المملكة العربية السعودية، مبررين ذلك باستغلال بعض المشاهير للتطبيق بشكل سيئ عبر نشر محتويات تتنافى مع عادات وتقاليد وقيم المجتمع السعودي، تتسبب في العديد من المشاكل والأضرار النفسية والمجتمعية.
ودشن المواطنون هاشتاقًا يحمل اسم “#حمله_احذف_سناب_شات”، والذي حظي بتفاعل كبير من جانب المستخدمين جعله يصعد إلى قمة قائمة الـ “ترند” للأعلى تداولًا في المملكة.

واتسم الهاشتاق بحجم نشاط كثيف وصل خلال ساعة واحدة فقط:

• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ (2345) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (4,134,721) مليون مرة.
• بلغ عدد مرات الظهور (4,447,752) مليون مرة.

ومن أجل التعرف على طبيعة تفاعل المستخدمين السعوديين مع هذه الحملة، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة متفاعلة على الهاشتاق، وبإخضاعها للتحليل بشقيه الكمي والكيفي، انتهت النتائج إلى ما يلي:
الاتجاه
تباينت ردود فعل المستخدمين السعوديين على المطلب الذي نادى به مُطلقو الهاشتاق، والمتمثل في حذف سناب شات، وذلك على النحو التالي:
1- ضد حذف التطبيق: جاء هذا الاتجاه في المرتبة الأولى بنسبة 57% من إجمالي عينة الدراسة، وكان من أهم حُججهم:
– وجود تطبيقات أخرى تتضمن نفس النوعية من المحتويات التفاهة والمُخلّة.
– المشكلة ليست في التطبيق، وإنما في الشخصيات التافهة التي يقوم البعض بمتابعتها.
– سناب شات من أفضل التطبيقات التي تُساعد في التواصل مع الأهل والأصدقاء.
– حذف التطبيق يتعارض مع مبدأ الحرية الشخصية.
– الحذف لن يمنع “مشاهير الفلس” من الوجود على منصات أخرى لتقديم نفس النوعية من المحتوى.
– المنع يجب أن يُوجه ضد المشاهير وليس التطبيقات.
2- مؤيد لحذف التطبيق: حلّ هذا الاتجاه في المرتبة الثانية بنسبة 31%، واعتمد أنصاره على مجموعة من الحُجج الداعمه لموقفهم، منها:
• يُساهم تطبيق سناب شات في الترويج للانحلال الأخلاقي.
• يُعتبر من أهم التطبيقات التي تُهدر الوقت.
• يساعد على تسطيح الفكر في المجتمع.
• يتسبب في العديد من الأضرار النفسية؛ مثل الاكتئاب والغيرة والحسد.
• يصنع فروقات طبقية زائفة.
• يُعزز السلوك الاستهلاكي.
• يُشجع على التخلي عن الخصوصية مقابل الشهرة.
• يُحفز المراهقين والشباب على السعي للمكسب المادي السريع.
• يعمل على تقليل قيمة العمل.
3- معارضة مشروطة: ويرى أنصار هذا الاتجاه أنه لا مانع من الإبقاء على التطبيق، ولكن بشروط معينة تضمن الحفاظ على الأفراد وتحمي المجتمع، واستعرضوا مجموعة من الحلول الوسط، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
 ضرورة فلترة وانتقاء المشاهير الذين نتابعهم.
 التوعية بأضرار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عامة وسناب شات على وجه الخصوص.
 تعزيز الدور الرقابي للأسرة على الأبناء خاصة في مرحلتي المراهقة والشباب.
 أهمية الدور الذي تقوم به الأجهزة الرقابية في الدولة لضبط ومحاسبة المخالفين للأنظمة والقوانين.
 يجب أن يكون هناك عقاب مجتمعي ضد “مشاهير الفلس” من خلال إلغاء متابعتهم والإبلاغ عن المسيئين منهم.
 تشجيع المشاهير الذين يُقدمون محتوى جادًّا وهادفًا، وضرورة تسليط الضوء عليهم.

الأطروحات المركزية:
أظهرت عملية التحليل أن تفاعلات المستخدمين تضمنت مجموعة من الأطروحات المركزية، تمحورت حول ما يلي:
أ‌- بالنسبة للاتجاه المؤيد لحذف التطبيق:
 تعدد التطبيقات المتاحة سهّل من عملية الاستغناء.
 حذف التطبيق يعكس رسالة المجتمع الرافضة للتفاهة والتسطيح والانحلال الأخلاقي.
 تطبيق سناب شات قائم على المظاهر والتصنع والشكليات الزائفة.
 محتوى سناب شات يزعزع استقرار المجتمع ويهدد نسقه القيمي.
ب‌- بالنسبة للاتجاه الرافض لحذف التطبيق:
 تعارض فكرة الحذف مع مبدأ الحرية.
 الحذف لن يحل المشكلة.
 تُساهم منصة سناب شات في تعزيز عملية التواصل.
ت‌- أما بالنسبة للاتجاه المعارض بشروط:
 أهمية تعزيز دور المسؤولية الشخصية.
 ضرورة مواجهة الآفات المجتمعية، ومنها مشاهير سناب شات ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام الذين يقدمون مضامين هدّامة.
 التشديد على رفض كل ما هو خارج عن نسقنا القيمي، والإبلاغ عن المسيئين.
ختامًا.. يتضح من العرض السابق تنوع اتجاهات المستخدمين السعوديين حول المطالبة بحذف تطبيق “سناب شات”، فمنهم من أوصى بضرورة الحذف، فيما ذهب البعض الآخر إلى رفض هذا الإجراء، أما الفئة الثالثة فتبنت طريقًا وسطًا لا يرى ضرورة حذف التطبيق، شريطة اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بالحفاظ على النسق القيمي للأفراد والمجتمع.
وإجمالًا، يمكن القول بأن “سناب شات” مثله مثل باقي التطبيقات والمنصات الاجتماعية ومخرجات تكنولوجيا الاتصال الحديثة، يمكن استخدامها بشكل سلبي أو إيجابي، والفيصل هو المستخدم نفسه.
أما فيما يتعلق بالمشاهير الذين يستغلون “سناب شات” لتحقيق المكاسب المادية والشهرة على حساب القيم الأخلاقية والمجتمعية والدينية، فإن مواجهتهم الفعّالة يجب أن تتضمن شقين:
الأول: مجتمعي: من خلال إلغاء متابعتهم ونبذ محتوياتهم، فضلًا عن تعزيز الرقابة الأسرية.
الثاني: رسمي: من خلال ضبطهم ومحاسبتهم، وتغليظ العقوبات المقررة عليهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر توعية المجتمع عبر وسائل الإعلام والأجهزة التعليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى