ترجمات

دليل لصناعة مقاطع فيديو جاذبة على منصات التواصل الاجتماعي

تُعد مقاطع الفيديو محركًا قويًّا للنقرات والتفاعل مع العلامات التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن في الواقع ترتكب العديد من العلامات التجارية أخطاء بسيطة – يمكن تجنبها – تمنع محتواها من إحداث تأثير ملموس.

ووفقًا لتقديرات شركة “Wyzowl” الرائدة عالميًا في إنتاج الفيديو والرسوم المتحركة، فإن 86% من الشركات استخدمت الفيديو كأداة تسويق في عام 2021، بعدما كانت النسبة تبلغ 61% في عام 2016، كما ترى 93% من جهات التسويق التي تستخدم الفيديو أنه جزء مهم من استراتيجية التسويق الخاصة بها. ويشاهد الأشخاص ما معدله 18 ساعة من مقاطع الفيديو عبر الإنترنت أسبوعيًا، بزيادة قدرها 7 ساعات ونصف الساعة في الأسبوع على مدار السنوات الثلاث الماضية.

ولتنمية جمهورك عبر الإنترنت، لا يكفي فقط تجنب الأخطاء، بل تحتاج إلى إنشاء محتوى عالي الجودة يحفز ويغري مستخدمي الوسائط الاجتماعية للنقر عليه، وفي حين أن هذا قد يبدو صعبًا، إلا أن اتباع بعض الإرشادات والنصائح الأساسية لإنشاء مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي سيضعك على المسار الصحيح لتحقيق نمو حقيقي عبر الإنترنت، وهو ما نستعرضه في التقرير التالي:

أخطاء في تسويق الفيديو يجب الانتباه إليها

لا ينبغي عليك القفز إلى تسويق الفيديو لمجرد أنه اتجاه سائد حاليا، وأن الاستثمار فيه يحقق عائدًا كبيرًا، فلا بد أن تستعد لتلك الخطوة، وتجنب الأخطاء الشائعة في تسويق الفيديو، وتتمثل فيما يلي:

طول مقطع الفيديو

عند إنشاء مقطع فيديو، قد يكون لديك الدافع لحشد وسرد أكبر قدر ممكن من المعلومات، لكن الكثير من المعلومات ليس جيدًا لمقاطع الفيديو التجارية. ففي عالم اليوم المتسارع، كلما كان الفيديو أقصر، كان أداؤه أفضل.

ولذلك يعمل الفيديو الذي تتراوح مدته من 60 إلى 90 ثانية بشكل أفضل عن مقطع أطول قد لا يشاهدها الناس حتى النهاية.

تجاهل احتياجات العملاء

قبل كتابة نص الفيديو الخاص بك، عليك أن تضع في اعتبارك سبب إنشاء الفيديو، فإذا كان الغرض من الفيديو الخاص بك هو تعريف الأشخاص بمنتجك أو خدمتك، فيجب أن يكون مقطع الفيديو تعليميًا وتثقيفيًا. أما إذا كان هدفك حث المستخدمين على إجراء عملية شراء، فقدم لهم المقارنات والفوائد ذات الصلة.

إهمال تحسين محركات البحث

لا يمكنك اعتبار أن مهمتك قد أنجزت بإنشاء مقطع فيديو ونشره على يوتيوب أو موقع الإنترنت الخاص بك أو حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنت بحاجة إلى الكثير من الأشخاص لاكتشاف الفيديو الخاص بك إذا كانوا يبحثون عن حل ما  تقدمه، ولذلك يجب أن تكون مقاطع الفيديو قابلة للبحث. ويتطلب هذا وضع استراتيجية لتحسين محركات البحث واكتشاف الكلمات الرئيسية ونسجها في العنوان والبيانات الوصفية للفيديو.

سيطرة الطابع الترويجي على مقطع الفيديو

تعد مقاطع الفيديو وسيلة فعالة للغاية للتواصل مع العملاء المحتملين، ولكن تجنب أن يكون ترويجيًا بشكل مفرط، إذ يجب أن يقود الفيديو العميل المحتمل نحو اتخاذ قرار مستنير. لذا حاول جذب انتباههم بإضافة قيمة أو حل مشكلة يواجهونها، ففي هذه الحالة لن يُعجب الأشخاص بمقاطع الفيديو الخاصة بك فحسب، بل سيشاركونها أيضًا مع الآخرين.

افتقاد الفيديو لعبارة قوية تحث المستخدم على اتخاذ إجراء

إن عدم وجود عبارة قوية للحث على اتخاذ إجراء يترك عملاءك يتساءلون عما يجب فعله بعد ذلك، وستنتهي جهودك التسويقية بلا شيء. فعندما يشعر شخص ما بالفضول بشأن منتجك ويدرك أنه بحاجة إليه يمكن أن تكون العبارات التي تحث على اتخاذ إجراء ضرورية لدفعه نحو اتخاذ قرار الشراء. فإذا لم تخبر العملاء بأنه يتعين عليهم الاشتراك في موقع الويب الخاص بك أو تزويدهم برابط لشراء منتجك، بعد مشاهدة الفيديو سيتخطونه دون أي إجراء.

تحرير الفيديو بشكل سيئ

يعد الفيديو ذو الجودة الرديئة نقطة ضعف أخرى تبعدك عن جمهورك المستهدف، إذ ستؤدي لاهتزاز الصورة، والصوت غير المتزامن، وغياب التعليقات التوضيحية إلى تثبيط المشاهدين عن المشاهدة. بالإضافة إلى ذلك، قد ترتبط الصورة الذهنية لشركتك بمقطع فيديو سيئ.

ولا يعني ذلك الحاجة إلى معدات باهظة الثمن لإنتاج فيديو عالي الجودة، فقط توافر ميكروفون وحامل ثلاثي القوائم، وبمجرد اكتمال التصوير يتم تحرير الفيديو. وإذا لم تكن لديك الأدوات أو المواهب المناسبة، قم بتعيين محرر فيديو مستقل للقيام بهذه المهمة.

عدم متابعة تحليلات الفيديو

يمكن أن تساعدك التحليلات على اكتساب رؤى قيمة لإعادة تعريف وتجديد استراتيجية تسويق الفيديو الخاصة بك، فقد يكون الفشل في تعقب الفيديوهات ومراقبة أدائها مضرًا بشكل كبير، لذلك لا بد من أن تتحقق من المحتوى الخاص بك بانتظام لمعرفة أنواع مقاطع الفيديو التي تنال إعجاب الجمهور وتلك التي لا تناله.

وتشمل البيانات التي يجب التركيز عليها عدد المشاهدات والتركيبة الديموغرافية للمشاهدين والنقرات على عبارات الحث على اتخاذ إجراء.

نصائح لإنشاء مقاطع فيديو جاذبة للانتباه

وفي مقابل تلك الأخطاء الواجب تجنبها عند التسويق باستخدام مقاطع الفيديو، توجد ثمة مجموعة من الإرشادات التي يتعين الالتزام بها من أجل صناعة مقاطع فيديو جاذبة للجمهور، تتمثل فيما يلي:

التعرف على الجمهور أولًا

قبل أن تبدأ في إنتاج مقاطع فيديو لوسائل التواصل الاجتماعي، عليك أن تضع استراتيجية شاملة لحملتك. فإذا كنت تريد أن يكون المحتوى الخاص بك فعالاً، فأنت بحاجة إلى فهم جمهورك ونوع محتوى الفيديو الذي يريدون مشاهدته على الشبكات الاجتماعية.

ويجب أن يركز بحثك بشكل طبيعي على اهتمامات جمهورك المستهدف. وضع في اعتبارك كيف يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي للتأكد من أن مقاطع الفيديو الخاصة بك تتطابق مع نوع المحتوى الذي يتفاعلون معه بالفعل، فكلما عرفت جمهورك بشكل أفضل، كان من الأسهل تحديد النغمة والصور والموضوع المناسب لمقاطع الفيديو الخاصة بك.

تبسيط الإنتاج باستخدام أدوات إنشاء الفيديو

تتحرك وسائل التواصل الاجتماعي بوتيرة سريعة، مما يعني أنك ستحتاج إلى إنشاء محتوى فيديو بسرعة أكبر بكثير مما قد تحتاجه في إعلان تلفزيوني. وستعمل أدوات الإبداع المناسبة على تبسيط هذه العملية بحيث يظل المحتوى الخاص بك متطابقًا مع علامتك التجارية ويحقق مظهرًا احترافيًا. وتعد “Boosted” أداة رائعة لمقاطع فيديو الوسائط الاجتماعية بفضل قوالبها الجاهزة وأدوات تغيير حجم الفيديو سهلة الاستخدام، التي تتيح تحسين محتوى الفيديو للعديد من منصات الوسائط الاجتماعية.

أما إذا كنت ترغب في إنشاء فيديو متحرك، فإن “Animaker” هو مورد قيم لا يتطلب خبرة واسعة في البرمجة أو الرسوم المتحركة، حيث يقوم منشئ الأحرف المخصص مع المزامنة التلقائية للشفاه برفع الرسوم المتحركة الثقيلة لإنتاج مقاطع جذابة.

ويجب على الشركات التي تتطلع إلى دمج الفيديو مع بودكاست النظر لأداة “Anchor” التي تساعد في نسخ مقاطع البودكاست لإنشاء مقطع فيديو قصير يمكن مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ضرورة جعل الثواني الأولى مهمة

غالبًا ما يقوم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بالتصفح عبر موجز الأخبار الخاص بهم حتى يصادفوا شيئًا يثير اهتمامهم، لهذا السبب فإن الثواني الخمس الأولى من كل فيديو هي الأكثر أهمية إلى حد بعيد.

وتمثل الثواني القليلة الأولى فرصة الفيديو الخاص بك لتقديم المشكلة والحل أو حتى إبهار المشاهد بشيء غير متوقع تمامًا، بعبارة أخرى يجب أن يكون الهدف هو إثارة فضول المشاهد، ومنحه سببًا مقنعًا لمواصلة المشاهدة ، بدلاً من الاستمرار في التمرير عبر موقع التواصل.

الاتصال العاطفي من خلال سرد القصص

قد يكون جذب عاطفة مشاهدي وسائل التواصل الاجتماعي عرضًا خادعًا، ولكنه ضروري للغاية إذا كنت ترغب في الحصول على نقرات وتكرار المشاهدات. ويمكن أن تختلف المشاعر المناسبة بناءً على موضوع الفيديو الخاص بك، فمن المرجح أن تحصل على استجابة عاطفية عند تأطير المحتوى الخاص بك كقصة.

وتكشف دراسة نشرتها مجلة “هارفارد بيزنس ريفيو” الأمريكية أن أدمغتنا تفرز الأوكسيتوسين (هرمون يسبب الشعور بالارتياح) عندما نسمع قصصًا رائعة، مما يساعد على خلق تجربة ترابط بين المستمع وراوي القصص – في هذه الحالة علامتك التجارية-.

وعلى هذا، لا تقدم فقط حقائق جافة حول منتجات أو خدمات علامتك التجارية، بل استخدم الفيديو لوضعها في إطار قصة مقنعة وجذابة ليتفاعل جمهورك بشكل أكبر.

تقديم محتوى تعليمي وتثقيفي ذي فائدة

يميل محتوى الفيديو الذي يدفع المستخدمين إلى التوقف والانتباه إلى تثقيف المستخدمين، وهو ما أكدته وكالة “MediaKix” للتسويق حين ذكرت أن مراجعات المنتجات والبرامج التعليمية هي ثاني وثالث أكثر فئات الفيديو شيوعًا على يوتيوب.

كما تصنف الأسئلة والأجوبة، والأفلام الوثائقية، والمقابلات أيضًا من بين أفضل 10 أنماط مقاطع الفيديو. ويعتبر هذا مفيدًا بشكل خاص للعلامات التجارية، التي من غير المرجح أن تنتج الكثير من المحتوى في الفئات الشائعة الأخرى، مثل مقاطع فيديو “ردود الفعل” أو التحديات. ويُنظر إلى المحتوى التعليمي على أنه يوفر قيمة حقيقية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وعندما يوفر محتوى الفيديو الخاص بك معلومات مفيدة، سيعود المستخدمون للحصول على المزيد من المحتوى الخاص بك وتؤسس لنفسك حضورًا قويًا.

التكيف مع النظام الأساسي

أصبح لدى الجمهور حاليًا أكثر من أي وقت مضى المزيد من النوافذ التي يمكن من خلالها مشاهدة مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حين أن بعض الأنظمة الأساسية متشابهة، فإن لكل منها ميزاته وإعداداته المميزة التي لا بد أن تلتزم بها مقاطع الفيديو.

ويعني ذلك ببساطة، أن هناك فرقًا كبيرًا بين نشر الفيديو على “تيك توك” و”فيسبوك”، وحتى إن كنت تستهدف نفس الفئة الديموغرافية، فإن الجمهور يتوقع أنواعًا مختلفة من مقاطع الفيديو في رحلته وتنقله بين كل نظام أساسي.

من هذا المنطلق، وكجزء من استراتيجية حملتك، ضع في اعتبارك كيف يمكنك تكييف أجزاء متشابهة من المحتوى لتناسب كل نظام أساسي بشكل أفضل. فعلى الرغم من أن “تيك توك” قد لا يبدو المنصة المناسبة لطرح فيديو تعليمي، لكن المحتوى التعليمي حصد مليارات المشاهدات على المنصة، وهذا يوضح أن الأمر يتعلق بالقدرة على التكيف مع الشكل المفضل للنظام الأساسي.

وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إن التسويق من خلال نشر مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُعد مكونًا رئيسيًا في استراتيجيات التسويق لدى العلامات التجارية الكبرى والشركات الناشئة على حد سواء، فهو أداة أوسع انتشارًا وأكثر فاعلية في الترويج، لكن إجادة استخدام تلك الأداة تتطلب احترافية في توظيفها وفهمًا لتوجهات الجمهور المستهدف، وإشباعًا لحاجاتهم، حتى لا تأتي بنتائج عكسية.     

زر الذهاب إلى الأعلى