نظر الكثير من السعوديين لاتهامات زعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي حسن نصر الله ضد المملكة العربية السعودية أنها لا تستحق عناء الرد، وأن خطابه المرتبك حمل الكثير من التناقضات، وعكس حالة من التوتر والاضطراب؛ نتيجة سلسلة الانكسارات المتتالية التي أصابت حزب الله وأذرع إيران المسلحة في المنطقة.
وعلى الرغم من ذلك، حرص المستخدمون السعوديون على تفنيد ادعاءات ومزاعم نصر الله من أجل كشف كذب وتدليس هذا المُدعي أمام المُضَللين، وتقديم برهان جديد على حجم الحقد والكراهية التي يحملها زعيم الميليشيا الإرهابية في لبنان وأمثاله من أتباع ولاية الفقيه ضد الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تقف أمام مشروعهم الطائفي التخريبي في المنطقة.
ومن هذا المنطلق، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية من تفاعلات المستخدمين السعوديين على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، والتي تناولت ما جاء في خطاب نصر الله، حيث أظهرت نتائج تحليلها ما يلي:
لغة خطاب التفاعلات
جاءت لغة خطاب تفاعلات المستخدمين على النحو التالي:
• ساخرة: حيث تهكمت العديد من التفاعلات على ما جاء في خطاب زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني، معتبرة أن الخطاب يكشف حالة عدم الاتزان والتخبط التي يُعاني منها نصر الله وحزبه والأذرع الإيرانية المسلحة في المنطقة بشكل عام.
ومن أبرز ما سخرت منه التفاعلات، ادعاء نصر الله أن المملكة ودول الخليج تتخذ اللبنانيين “رهائن”، معتبرين أنه كذب ساذج يدعو للضحك.
كما سخرت وتهكمت التفاعلات على قول زعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي بأن جماعته عندها كرامة، متجاهلًا تأكيده في وقت سابق أنه تابع لولاية الفقيه في إيران.
• هجومية: إذ ركزت تلك التفاعلات على الهجوم على زعيم الميليشيا الإرهابية الذي يرتهن لإيران ويُغامر بمستقبل الشعب اللبناني بالكامل، واستخدمت هذا الأسلوب الهجومي في كشف حجم الكذب والتدليس الذي يُمارسه نصر الله.
دلالات الخطاب
رأى المستخدمون أن خطاب نصر الله عكس مجموعة من الدلالات المهمة، منها:
• حالة الارتباك والعصبية التي اتسم بها نصر الله، والتي تعكس الضعف والوضع المتأزم والحَرِج لحزب الله وأذرع إيران العسكرية في المنطقة، خاصة بعد سلسلة الانكسارات والخسائر التي يتكبدونها يومًا تلو الآخر، سواء على الصعيد الداخلي اللبناني المتدهور، أو في ظل الخسائر الميدانية في اليمن، وقضاء قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على قيادات بارزة حوثية، وأخرى تتبع حزب الله نفسه.
• يحمل زعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي قدرًا كبيرًا من الحقد والكراهية تجاه المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، لأسباب عدة منها:
– المملكة هي الدولة الرئيسية التي تتقدم الصفوف وتحمل على عاتقها مسؤولية التصدي للمشروع الإيراني الطائفي التخريبي في المنطقة.
– نجاح السعودية في إفشال العديد من المخططات التي سعت إيران وأذرعها العسكرية إلى تنفيذها في بعض الدول العربية.
– إصرار المملكة على كشف السلوكيات الإجرامية للنظام الإيراني أمام الرأي العام العالمي وفي المحافل الدولية.
– نجاح السعودية في إيقاف العديد من مصادر دخل حزب الله مثل تجارة المخدرات.
– جهود المملكة المبذولة في سبيل استعادة العراق إلى حاضنته العربية بعدما كان قراره مختطفًا من جانب أطراف موالية لإيران.
إضافة إلى ذلك، فإن حسن نصر الله يشعر بحقد كبير تجاه المملكة التي عبّرت عن موقفها بكل صراحة ووضوح، حيث أكدت أنه لا يجب أن يستمر لبنان مرهونًا بسياسات حزب الله الإرهابي.
• أصبح الكذب والتدليس صفة مرتبطة بحسن نصر الله، الأمر الذي دفع المغردين لتداول عبارة “أبو رغال العصر”، ودشنوا هاشتاقًا يحمل هذا الإسم للإشارة إلى نصر الله الكذوب والخائن لوطنه، مستشهدين بالعديد من المواقف والتصريحات لزعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي التي ثبت كذبها، مثل نفيه تقديم أي مساعدة مسلحة لميليشيا الحوثي في اليمن، الأمر الذي كذبته السعودية في عملية مخابراتية عرضت فيديو يُظهر قيادات حزب الله الموجودة في اليمن وهي تقوم بتوجيه الحوثيين، وتعدهم بقرب وصول إرهابيين من سوريا لمساعدتهم في شن عمليات إرهابية تستهدف المملكة، كما أظهر المقطع أحد عناصر حزب الله وهو يقوم بتفخيخ طائرة مسيرة لضرب المنشآت المدنية في المملكة.
ومن الأكاذيب التي حاول نصر الله تمريرها في خطابه، الزعم بأن “المملكة العربية السعودية تُصدر الإرهاب للعالم”، رغم أن المملكة تأتي في مقدمة الصفوف المُحارِبة للإرهاب سواء على المستوى الفردي أو متعدد الأطراف أو الدولي. وفي هذا الصدد، قدّم الأمير عبد الرحمن بن مساعد مجموعة من الأسئلة لنصر الله تكشف أكاذيبه وتدليسه وحقيقة من يدعم الإرهاب، ومنها لماذا قام داعش بعمليات إرهابية في الداخل السعودي، بينما لم يفعل ذلك ضد المصالح الإيرانية؟ ومن سلّم الموصل لداعش؟ ومن الذي قام بنقل عناصر داعش من الحدود اللبنانية إلى العراقية برعاية إيران وميليشيا حزب الله؟ ألم تأوي إيران قادة القاعدة؟
• أكدت التفاعلات أن حسن نصر الله ليس متناقضًا كما يعتقد البعض، وإنما يسعى دائمًا إلى تضليل الرأي العام العربي وخداعه بعكس الحقيقة، فعلى سبيل المثال يدعي زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني أن الحزب هو حركة مقاومة ذات توجهات عروبية، على الرغم من تأكيده أن مشروعه هو أن يكون لبنان جزءًا من المشروع الإيراني الفارسي.
• الزج بالشعب اللبناني: اعتبرت تفاعلات المستخدمين أن الزج بالشعوب هي من الأدوات غير الأخلاقية التي يستخدمها بشكل دائم حزب الله والأذرع العسكرية الأخرى الموالية لنظام الملالي في طهران؛ حيث زعم نصر الله في خطابه أن “المملكة ودول الخليج تحتجز اللبنانيين كرهائن”، رغم أنهم لا يلقون إلا المعاملة الكريمة كأشقاء سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، حتى في ظل الأزمات التي يتسبب فيها المسؤولون اللبنانيون الموالون لطهران.
وفي هذا الإطار، أكدت بعض التفاعلات أن نصر الله هو من يتخذ الشعب اللبناني كرهائن في بلدهم الذي حوّله إلى مستعمرة إيرانية، ويرهن مستقبل لبنان وشعبه الشقيق بمغامرات مشروعه الطائفي الصفوي، وخدمة أجندة طهران في المنطقة.
وبرهنت التفاعلات على عدم اكتراث نصر الله بالشعب اللبناني من خلال المقارنة بين بكائه مقتل قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس بميليشيا الحرس الثوري الإيراني، في حين لم يبك لبنان الذي تحول من بلد يُصدر الكتب والمعرفة إلى بلد يُصدر المخدرات، ولم يبك الوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان، كما لم يبك الضحايا اللبنانيين وآخرهم ضحايا انفجار مرفأ بيروت.
الشخصيات المتفاعلة
جاء الرد الشعبي السعودي من مختلف شرائح المجتمع سواء من المواطنين أو النخب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:
الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز
وليد بخاري
منذر آل الشيخ مبارك
حسين الغاوي
فهد ديباجي
بندر عطيف
محمد الشقاء
محمد الساعد
خالد الفراج
حليمة مظفر
محمد علي الحسيني
عبد العزيز التويجري
عبد الله البندر
خلف الدوسري
محمد المواسي
عبد الله المنقور
رياض الودعان
تجدر الإشارة إلى أن التفاعلات الشعبية على تصريحات حسن نصر الله لم تقتصر على السعوديين، بل تضمنت أيضًا مشاركات من الأشقاء في الدول العربية ومنها لبنان، والتي عبّرت جميعها عن رفضها واستنكارها وغضبها من كذب وتدليس زعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي، متهمة إياه بقتل الأبرياء واختطاف لبنان والتحكم في مصير شعب كامل، ووصفوه بالإرهابي العميل الخائن لبلده والعرب.
إجمالًا.. كشفت لغة خطاب زعيم ميليشيا حزب الله الإرهابي أن حسن نصر الله يُعاني من الضعف والارتباك، نتيجة ما يواجهه الحزب وأذرع إيران المسلحة في المنطقة من انتكاسات وخسائر متلاحقة، ولذلك جاء ظهوره كمحاولة لتحسين الوضع المتأزم للمشروع الإيراني برمته.
كما جاءت اللغة العصبية وغير المتزنة في الخطاب والتي خصّصها نصر الله للحديث عن المملكة العربية السعودية كاشفة لقوة الصفعات التي تلقتها إيران وأذرعها المسلحة بفعل الدور المحوري السعودي في مواجهة المشروع الطائفي الإيراني، كما أنها تؤكد أن المملكة كانت وما زالت وستظل الحصن المنيع للأمتين العربية والإسلامية ضد كل محاولات الاختراق والتهديد.