ترجمات

كيف تصبح مؤثرًا على وسائل التواصل الاجتماعي؟

يُعد ظهور مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين يطلق عليهم وصف “المؤثرين” أحد تجليات هذا العالم الرقمي الذي وفر منصة مفتوحة لمخاطبة الجمهور، استفاد منها هؤلاء الأشخاص من خلال ما يقدمونه من محتوى في جني الأرباح الناتجة عن التسويق لعلامات تجارية وشركات، لدرجة أنه بات مكونًا رئيسيًا في الاستراتيجية التسويقية للشركات، وأضحى حجم سوق هذا النمط من التسويق يقدر بمليارات الدولارات.

وقد شكّل ذلك التطور حافزًا لدى العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما فئة الشباب، إلى التفكير في تدشين حسابات وقنوات خاصة على تلك المنصات، لطرح محتوى يستهدفون من ورائه تحقيق مشاهدات كثيفة تصبح بوابة لجذب المعلنين، ومن ثم تحقيق عوائد مادية عبر الإعلانات.

وفي هذا الإطار، استعرضت مجلة “فوربس” الأمريكية في تقرير لها 7 خطوات تجعل الشخص مؤثرًا على منصات التواصل الاجتماعي، نستعرضها على النحو التالي:

تحديد المجال والتخصص:

لا بد أن يكون لديك تصور عن المجال الذي تريد أن تصبح مؤثرًا فيه، فإذا كان مجالًا واسعًا فسيكون من الصعب للغاية جذب الجمهور، لذا عليك تحديد التخصص بدقة وتتوسع لاحقًا بإضافة مجالات أخرى قريبة. وتتمثل المجالات الأكثر شيوعًا في نمط الحياة والسفر والأزياء واللياقة البدنية وريادة الأعمال والتكنولوجيا.

ومن الضروري في البداية أيضًا مصارحة نفسك بوضوح حول إذا ما كان هدفك الأساسي تحقيق الربح، أم أنها هواية تسعى من خلالها وراء حلم لتصبح مؤثرًا، وتشبع حاجة معنوية لديك.

الاستعداد للتحديات والعمل الجاد:

في البداية قد تشعر بأنك مرتبك تمامًا، كل هذا طبيعي ومتوقع، فبناء الزخم مسألة صعبة، وإذا افترضت أنه سيكون من السهل أن تصبح مؤثرًا فلن تنجح، فهناك الكثير من الأشياء الجديدة التي عليك تعلمها مثل تلقي دروس في المجال الذي تعتزم العمل فيه، وتأسيس موقع على شبكة الإنترنت، وإنشاء قائمة بريد إلكتروني، وتطوير مهاراتك.

تبني عقلية “المدير التنفيذي”:

عليك أن تفهم أنك صاحب عمل الآن، حيث يأخذ أصحاب الأعمال ما يفعلونه على محمل الجد، كما أنهم يبذلون الكثير من الجهد. ومثلما كان على كل رئيس تنفيذي وصاحب عمل أن يتعلم كل شيء من الصفر، عليك أيضًا القيام بذلك والاستثمار في نفسك، والتأكد من أن لديك الأدوات التي تحتاجها للنجاح.

البدء في التنفيذ:

بمجرد حصولك على جميع الأدوات، يكون الوقت قد حان لاتخاذ الخطوة والبدء، وهنا ابدأ بالنشر على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وحافظ على تدفق المحتوى الجيد، وقم بتكوين صداقات مع الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، فالطريقة الوحيدة لتصبح مؤثرًا هي أن تبدأ في ممارسة التأثير في الآخرين حتى وإن كان العدد محدودًا.

توجيه رسائل إخبارية عبر البريد الإلكتروني:

يعد التسويق عبر البريد الإلكتروني أمرًا بالغ الأهمية، لذلك يجب إقناع المتابعين بالاشتراك في النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني على موقع الإنترنت الخاص بك، فهذا الأمر يبني إحساسًا بالثقة مع من يتابعونك، لكن دون إزعاجهم برسائل بريد إلكتروني مُنتظم.

بناء الزخم عبر المشاركات والروابط والتعليقات المنتظمة:

الأمر لا يقتصر على مجرد الكتابة أو النشر، لكن هناك العديد من العوامل التي تساهم في بناء الزخم حول حساباتك في مقدمتها إعداد جدول زمني للمشاركات للتأكد من وجود تدفق ثابت من المحتوى، بالإضافة إلى التعليق على المنشورات لدى المدونين أو المؤثرين الآخرين بحيث تنشئ شبكة تعمل لصالحك.

بدء التواصل مع العلامات التجارية:

لا بد من التحلي بالصبر خلال رحلتك لتصبح مؤثرًا وتحقق مكاسب مالية، فهذا لن يحدث بين عشية وضحاها، إذ يستغرق الأمر وقتًا لتنمية وجودك على الإنترنت. وعليك مد جسور للتواصل مع المعلنين المحتملين كأن تقوم بعمل “Tag” للعلامات التجارية ذات الصلة بالمحتوى الخاص بك، ومع نمو وجودك على منصات التواصل الاجتماعي، ستبدأ الشركات في التواصل معك للتسويق لعلامتها التجارية، لذلك اجعل من السهل العثور على معلومات الاتصال الخاصة بك.

وأخيرًا، يبقى القول بأن الوصول إلى هدف أن تصبح مؤثرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب دراسة وتثقيفًا وتحصيل معارف، وبحثًا عن المعلومات وتصفح كتب ودراسات؛ كي تصبح مُلمًّا بشكل وافٍ بمجال الموضوع الذي اخترته، وأيضًا حتى تستطيع إنشاء محتوى جاذب وموثوق.

وفي الوقت نفسه، لا يجب بأي حال اعتبار كونك مؤثرًا بأن هذه مهنة أو وظيفة قائمة بذاتها، حتى وإن حققت ربحًا ماديًا من ورائها، فالتطور التقني المتسارع أفرز منافسين غير تقليديين في هذا المجال، وهم المؤثرون الافتراضيون المعروفون باسم “ Computer Generated Influncers“، الذين يسحبون البساط شيئًا فشيئًا من المؤثرين البشريين، وهو ما يعني أن الربح المادي ليس دائمًا.  

زر الذهاب إلى الأعلى