تعتبر صناعة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي عنصرًا محوريًّا في استراتيجية تكوين قاعدة المتابعين للحساب، وهو ما يستلزم طرح أفكار جديدة للحفاظ على اهتمام المتابعين وجذب آخرين جدد، ولكن من المرهق التوصل إلى قوالب جديدة ومختلفة تتسم بالإبداع كل يوم وعبر كافة المنصات، وهو الأمر الذي سلطت مؤسسة “Hootsuite” للأبحاث التسويقية الضوء عليه عبر استعراضها مجموعة من الأفكار لصناعة محتوى جاذب على منصات التواصل الاجتماعي، من أبرزها ما يلي:
إنشاء سلسلة من المحتوى وتنظيم مسابقات
يمكن أن تصبح إحدى الأفكار الرائعة محركًا لمزيد من المحتوى الجاذب إذا قمت بتحويلها إلى سلسلة سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية، فعلى سبيل المثال تعرض مجلة فانكوفر أسبوعيًّا فقرة على إنستجرام بين محرر وصَفات الطعام في المجلة وطاهٍ محلي أو خبير أغذية. ولذلك من الأسهل التفكير في ضيف أو موضوع لتقديمه عبر تنسيق موجود مسبقًا بدلاً من البدء من نقطة الصفر كل أسبوع.
وتعد الهبات والجوائز الخاصة بالمسابقات طريقة سهلة لملء الفجوة في المحتوى الخاص بك على تطبيق مثل “سناب شات”، فالأشخاص يحبون الأشياء المجانية، وتوجد العديد من الطرق لزيادة المشاركة في مسابقة وسائل التواصل الاجتماعي مثل مطالبة الجمهور بإبداء الإعجاب أو التعليق على المنشور، والمشاركة وإعادة التغريد، وفتح المجال أمام تنظيم مسابقة بشأن التسمية التوضيحية للصور.
جلسات بث مباشر بعنوان “اسألني عن أي شيء”
يمكنك الاستفادة من فضول جمهورك النهم من خلال جلسة بث مباشر بعنوان ” ask me anything- اسألني عن أي شيء”، وهنا لا بد من محاولة التركيز على موضوع معين على سبيل المثال دعوة لطرح أسئلة حول ريادة الأعمال.
وبينما يفضل بعض الأشخاص إجراء بث مباشر على إنستجرام أو تيك توك أو فيسبوك، والإجابة مباشرة في الوقت الفعلي على الأسئلة التي ترد إليهم في شكل تعليقات مكتوبة، يميل آخرون إلى استخدام ملصقات الأسئلة على قصص إنستجرام على غرار ما فعلت عضوة الكونجرس الأمريكي ألكساندريا أوساسيو كورتيز بشأن لقاحات كورونا.
مشاركة بعض المحتويات ذات الصلة
يعتبر التنوع في المحتوى الذي تتم مشاركته عنصرًا جذبًا ومهمًّا للمتابعين، فلا بد ألا يقتصر المحتوى على ما يخص علامتك التجارية فحسب، بل يجب أن يمتد ليشمل “المحتوى المنسق-Curated content” أي المحتوى الذي أنشأه آخرون وتقوم بمشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي، لما قد يتضمنه من قيمة في مجال عملك، أو نصيحة من خبير ذي صلة بنشاطك، أو أي بُعد آخر تعتقد أن الجمهور سيقدره ويستمتع به.
بمعنى آخر، إذا كان هناك بالفعل مقال رائع أو تغريدة أو مقطع فيديو على يوتيوب ستكون مثار احتفاء وإعجاب جمهورك، فلماذا لا تشاركه؟ فالمحتوى المنسق يجعل علامتك التجارية تبدو كشريكة في بناء المجتمع، وليس فقط مجرد بوقك الخاص للترويج للمنتج أو الخدمة والركض وراء تحقيق المكاسب.
إعادة استخدام المحتوى الخاص بك
إذا كان لديك منشور رائع على مدونتك، فلماذا لا تنشئ بعض الرسومات بعلامات اقتباس لنشره عبر إنستجرام؟ أو تنشئ مقطع فيديو مستوحى من المحتوى لمشاركته على فيسبوك؟ فمشاركة المحتوى على نظام أساسي واحد فقط، تؤدي إلى تفويت فرصة للوصول إلى الجماهير التي تتابعك في منصة أخرى. وهذا لا يعني أنه يجب أن يكون مجرد نسخ ولصق، ولكن المقصود هو التعبير عن الأفكار الحالية بطرق جديدة.
الإعلان عن تحديات
على سبيل المثال، تحدت شركة “Ruggable” للتجارة الإلكترونية متابعيها في وضع بقع على الملابس ومن ثم إرسال مقاطع الفيديو أو الصور الخاصة بذلك، ثم قامت بتجميع المشاهد في مقطع فيديو لتقديم دليل على قابلية إزالة البقع بواسطة منتج تنظيف تروج له.
ويعد هذا الأسلوب من الطرق في جذب انتباه المتابعين، كما أنه يضفي أجواء من المرح لهم.
إنشاء دليل إرشادي والمشاركة في الميمز
شارك خبرتك من خلال برنامج تعليمي أو فيديو إرشادي، فهذا يوفر قيمة تقدم إلى متابعيك، ويعزز حالتك كمحترف حقيقي في مجالك أو على الأقل يمنحك مصداقية.
كما يمكنك أيضًا إظهار روح الدعابة لعلامتك التجارية أو تقديم رسالتك بشكل ممتع من خلال المشاركة في تنسيقات الميمز، فعندما بدأ الأشخاص في إنشاء قوائم تشغيل خاصة جدًا على منصة “سبوتيفاي” لسرد قصة من خلال عناوين الأغاني، انضمت سلسلة مطاعم وينديز لتلك التجربة.
إجراء استطلاعات بين خيارين
مع تزايد حدة الاستقطاب في المجتمعات في العصر الراهن، يتبادر تساؤل هو لماذا لا توظف ذلك في استراتيجيتك للتواصل الاجتماعي، وتجعل متابعيك يختارون جانبًا بالفعل؟ مثلما فعل مطعم دومينوز بيتزا مع منشوراتهم بشأن استطلاع الآراء عن تفضيل الخبز بالجبن أم قطع البيتزا، فهذا الأسلوب يثير نقاشًا ويحقق تفاعلاً ومعدلات مشاركة عالية، ويوفر رؤية عن تفضيلات العملاء، وفي كلتا الحالتين هذا مكسب كبير.
الاستفادة من الموضوع محل التريند
في بعض الأحيان يكون من المريح السماح لإبداعك بالقفز على شيء يفعله الآخرون، بدلاً من محاولة إنشاء شيء من الصفر.
صناعة فيديو بالحركة البطيئة
التصوير البطيء يجعل أبسط الأنشطة تبدو رائعة، فقط عليك إضافة بعض الموسيقى وستكون جاهزًا، من المحتمل أن يكون لدى شركة معدات رياضية مثل SpikeBall الأمريكية مئات الساعات من لقطات الحركة اللطيفة، نظرا لطبيعة منتجهم، ولكن حتى لو كنت خبازًا أو محاسبًا، يمكنك تصوير نفسك أثناء العمل بتأثير الحركة البطيئة مع إضافة بعض الإيقاعات، وستحصل على بعض المحتويات الجذابة الجاهزة للمشاركة على تيك توك أو”ريلز- Reels”.
طلب النصيحة من أتباعك والتهنئة على الإنجاز
يحب الأشخاص مشاركة ما يعرفونه، وفي هذا الإطار طلبت المؤثرة جيليان هاريس بعض النصائح حول جعل أطفالها يتناولون وجبات غذاء نباتية واستخدمت بعض الإجابات في صياغة محتوى تعليمي.
كما يعد توجيه التهنئة إلى شخص حقق منجزًا ما في مجال كالرياضة أو الفن أو غيره حافزًا لإعادة تداول المنشر أو التغريدة بين جمهور ذلك الشخص ومن ثم اكتسابهم كمتابعين.
إضفاء طابع تشويقي
قم ببناء التشويق لدى الجمهور من خلال مقطع دعائي غامض، أو صورة في موقع التصوير، أو اقتباس استفزازي لا يحتوي على سياق، أو لقطة مجتزأة، سيثير ذلك ذهن المتابعين ويؤدي تعبيرهم عن تخمين ما يرونه إلى زيادة التفاعل، وسيشعر المتابعون الذين ينجحون في الإجابة عن هذا اللغو بالفخر لكشفهم الحدث قبل وقوعه.
التعريف بأعضاء فريقك
يُعد تسليط الضوء على الأشخاص الحقيقيين الذين يقفون وراء علامتك التجارية والذين ساعدوها لأسابيع أو شهور أو سنوات طريقة رائعة لإظهار تقديرك وإنسانيتك، وهو ما يعزز أسهمك لدى الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتأسيسًا على ما سبق يمكن القول إن الوسيلة المُثلى لتحقيق الانتشار للمحتوى على منصات التواصل الاجتماعي هو فهم خصوصية كل منصة وطبيعة جمهورها والفئة العمرية التي ينتمي إليها من أجل مخاطبته بمحتوى وأسلوب عرض ملائم، مع ضرورة الاهتمام بإحداث نشاط متوازن على الحسابات المختلفة للمؤسسة الواحدة عبر منصات التواصل، فتركيز الاهتمام على منصة بعينها دون أخرى، قد يترك المجال مفتوحًا للمنافسين لملء هذا الفراغ.
وفي ظل كثافة استخدام الجمهور لمنصات التواصل وغزارة المحتوى المنشور عليها كل لحظة، لا بد للمؤسسة أو الشركة أو العلامة التجارية أن تحافظ على ظهورها في عمليات البحث عبر استخدام أدوات انتشار تعزز من وجودها على الساحة، ولا بد أن يتسم المحتوى بنوع من التفرد حتى يتمكن من جذب اهتمام الجمهور ويعلق في أذهانه بقوة.
