تعيش المملكة العربية السعودية هذه الأيام أجواء احتفالية بمناسبة حلول اليوم الوطني الـ 91 للمملكة الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام.
وقد استعدت السعودية على الصعيد الرسمي لاستقبال هذا اليوم بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي تتضمن عروضًا عسكرية وفنية وثقافية وترفيهية متنوعة.
أما على المستوى الشعبي، فتشهد مواقع التواصل الاجتماعي مظاهر احتفائية باليوم الوطني، حيث يتسابق المستخدمون في التعبير عن مشاعرهم تجاه المملكة في هذه المناسبة القومية التي تُعتبر عيدًا ليس بالنسبة للسعوديين فقط، بل أيضًا للكثير من الأشقاء العرب الذين تفاعلوا مع إخوانهم السعوديين للتعبير عن العرفان والاعتراف بالجميل للمملكة التي يُكنون لها بالفضل في حسن استقبالهم سواء كانوا زائرين أم مقيمين أم حجاج ومعتمرين.
وقد جاء شعار اليوم الوطني لهذا العام مؤكدًا على هذا المعنى، حيث حملت عبارة “هي لنا دار” دلالة عميقة تعكس مكانة وطبيعة المملكة التي تُعد وطنًا يتسع للجميع، ودارًا تفتح أبوابها لكل من يقصدها، والذي سريعًا ما ينخرط في نسيجها الوطني ويتحول إلى شريك في عملية البناء والازدهار، فيكن لها الولاء والانتماء بشكل لا شعوري. وهذا ما يُفسر سر سعادة المواطنين والمقيمين باليوم الوطني السعودي، والتي أظهرتها تفاعلاتهم على المنصات الاجتماعية.
وفي هذا الإطار، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية من التغريدات المتفاعلة على هاشتاقات خاصة باليوم الوطني السعودي مثل (#اليومالوطنيالسعودي) و(#اليومالوطنيالسعودي91)، (#هيلنا_دار)؛ وبإخضاع هذه العينة للتحليل بشقيه الكمي والكيفي، انتهت النتائج إلى ما يلي:
طبيعة المتفاعلين
اتسم المستخدمون المتفاعلون على الهاشتاقات المخصصة لليوم الوطني السعودي بتنوعهم، وذلك على النحو التالي:
مواطنون: وقد مثلوا 77% من إجمالي عينة التحليل، وكان من اللافت أن التفاعلات لم تقتصر على السعوديين فقط، بل تضمنت أيضاً أشقاء من الدول العربية حرصوا على تقديم التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني ونقل مشاعرهم تجاه المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة.
شخصيات عامة: شكلت 23% من إجمالي التفاعلات، وقد جاءت هذه الفئة متنوعة بشكل كبير، فضمت النخب السعودية والعربية كالأمراء والإعلاميين والكتاب والسياسيين، مثل:
فايز الزيادي
ثامر شاكر
خديجة المرزوقي
عائض القرني
عبد العزيز التويجري
سلطان بن محمد الراجحي
علي السعيد
محمد الساعد
نوف بنت خالد بن طلال آل سعود
سُكينة الشريف
فهد ديباجي
يعقوب السعدي
عناد العتيبي
علي سعيد الكعبي
إبراهيم السليمان
سعيد الريسي
أحمد المحيميد
فايز الشهري
حمد المزروعي
كما تضمنت الشخصيات العامة أيضاً مسؤولين رسميين من الدول العربية وبالتحديد من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يُعد اليوم الوطني السعودي بالنسبة للأشقاء في الإمارات ليس مجرد مناسبة يُقدمون فيها التهاني، بل أصبحوا شركاء في الاحتفال والاحتفاء بهذا اليوم؛ فتم إضاءة برج خليفة بالعلم السعودي، كما قام كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي بتقديم التهاني للمملكة، وذلك قُبيل التاريخ الرسمي لليوم الوطني، وهذه النوعية من التهاني لها مكانة خاصة كونها لا تتسم بالطابع البروتوكولي، بل تحمل مشاعر الود والإخاء والمحبة.
أطر التفاعل
تنوعت أطر التغريدات المتفاعلة على هاشتاقات اليوم الوطني السعودي، فظهرت على النحو التالي:
ظهر إطار الانتماء والتضحية في المرتبة الأولى في تفاعلات المستخدمين على هاشتاقات اليوم الوطني السعودي، حيث عبروا عن فخرهم واعتزازهم بالانتماء للمملكة العربية السعودية، واستعدادهم التام على التضحية بأرواحهم فداءً للوطن، مؤكدين أنه لا حياد في حب الوطن ولا تهاون في الدفاع عنه.
وفي المرتبة الثانية جاء إطار القوة والشموخ، وفيه ركز المستخدمون على قوة المملكة وصلابتها أمام كل تهديد، مشيرين إلى أن اليوم الوطني هو احتفال بمرور 91 عامًا من المجد والأمن والأمان؛ وحرصوا على عرض صور ومقاطع فيديو تُظهر قوة وبسالة وشجاعة الجنود وقدرات الجيش السعودي.
أما المرتبة الثالثة فظهر فيها إطار التهنئة التي قدمها السعودي وغير السعودي للمملكة وشعبها وقيادتها الرشيدة، مع الأمنيات بالحفظ ودوام التقدم والرخاء.
وجاء إطار المكانة الإقليمية والدولية في المرتبة الرابعة، حيث انتهز المستخدمون هذه المناسبة للتأكيد على المكانة الرفيعة التي تحتلها المملكة على الصعيد العربي والإقليمي والإسلامي والدولي، وتضمنت تغريداتهم العديد من العبارات الدالة على نظرتهم هذه تجاه السعودية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر “المملكة العربية السعودية دائماً ما تسارع للمجد والعلا بين الدول لتكون في مصاف الدول المتقدمة”، “العرب دوماً بخير في عز المملكة وتحت راية وقيادة آل سلمان”، و”المملكة العربية السعودية هي قبلة الإسلام والمسلمين”.
وفيما يتعلق بإطار التوحد الذي حل في المرتبة الخامسة، فقد حرص العديد من المستخدمين على نسج حالة من التوحد بين المملكة كدولة وبين القيادة الرشيدة، وتمثلت أيضًاً في الاصطفاف الشعبي خلف ولاة الأمر. وظهر هذا الربط الموحي بعدة أشكال، منها تقديم التهنئة للمملكة بمناسبة يومها الوطني مع عرض صور للقيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها، وأيضاً استغلال المواطنين لهذه المناسبة للتعبير عن مدى حبهم وإخلاصهم وثقتهم في قيادتهم.
وظهر في المرتبة السادسة إطار الشخصية، حيث أطّر المستخدمون تفاعلاتهم على هاشتاقات اليوم الوطني السعودي بشخصيات بعينها تمثلت في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظهما الله – إضافة إلى الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، طيّب لله ثراه.
أما إطار الإنجازات فحلّ في المرتبة السابعة، وفيه ركز المستخدمون تفاعلاتهم الخاصة باليوم الوطني على الإنجازات التي تُحققها المملكة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والاستثمارية والعسكرية والصحية وغيرها.
المشاعر المتضمنة في التغريدات
عكس خطاب تغريدات المتفاعلين على الهاشتاقات الخاصة باليوم الوطني السعودي العديد من المشاعر التي تُظهر قيمة ومكانة المملكة لديهم، مثل الفخر والاعتزاز بسعوديتهم هذا من جانب المواطنين، أما الأشقاء العرب فعبروا عن فخرهم بالمملكة العزيزة القوية المساندة لهم والحامية والمدافعة عن الإسلام والمسلمين وعن المصالح العربية، إضافة إلى الاعتزاز بالمملكة المضيافة التي تفتح أبوابها للجميع وشعبها الكريم.
كما ظهرت مشاعر الاحتفاء بالمملكة في يومها الوطني والتي عكست مدى الفرح والسعادة التي يشعر بها المواطن والمقيم بهذه المناسبة.
وتضمنت التفاعلات أيضًا مشاعر الولاء التي لم تُفرق بين الولاء للوطن والقيادة، مما يعكس قوة ومتانة التماسك المجتمعي، والثقة الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها القيادة الرشيدة، ولذلك اعتبر المواطنون أن الولاء للوطن يستلزم بالضرورة ولاء لولاة الأمر.
كما احتوت الكثير من التغريدات على مشاعر وأمنيات طيبة للمملكة وولاة الأمر، تم ترجمتها في الدعاء لله عز وجلّ بأن يحفظ السعودية وقادتها وأن يُديم الخير والنماء والتقدم.
فيما حملت فئة من التغريدات مشاعر الوفاء التي عكست أصالة السعوديين، وذلك بإبراز دور الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، وأكدت على دور الملوك السابقين في الحفاظ على البلاد والعمل على تقدمها وازدهارها.
هذا، وقد تعددت وتنوعت طرق التعبير عن هذه المشاعر، سواء بالنص المكتوب والأشعار أو الفيديوهات والصور أو الرموز التعبيرية والتي جاء على رأسها علم المملكة والقلب الأخضر.
وإجمالاً، أوضحت تفاعلات المستخدمين على الهاشتاقات الخاصة باليوم الوطني السعودي المكانة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في الوجدان الشعبي، كما أظهرت أيضًا مكانة المملكة وقيادتها وشعبها لدى الأشقاء العرب الذين حرصوا على مشاركة إخوانهم السعوديين في احتفالاتهم وفرحتهم باليوم الوطني.