يُعتبر التسامح هو ديدن المملكة العربية السعودية وشعبها الأصيل، لكنه لم ولن يكون أبدًا على حساب أمنها وسلامتها. وقد أثبت تفاعل المستخدمين السعوديين على هاشتاق (#استعدوا_السعودية_فهلكوا) أن فضيلة التسامح لا تعني نسيان من حاول الإضرار بالمملكة.
فقد بادر كل من الكاتب فهد ديباجي والإعلامي محمد الشقاء بتذكير السعوديين عبر هذا الهاشتاق التوثيقي بمصير كل من حاول النيل من المملكة ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه استهداف المملكة كدولة أو قيادة أو شعبًا.
ومن أجل استكشاف طبيعة مشاركات المستخدمين السعوديين على هاشتاق (#استعدوا_السعودية_فهلكوا)، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد وتحليل عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة متفاعلة على الهاشتاق، مستخدمًا أدوات تحليل الخطاب، حيث انتهت النتائج إلى ما يلي:
مدلولات الاسم
حمل اسم الهاشتاق مجموعة من المعطيات الدالة على نظرة السعوديين لوطنهم، منها:
• أن دولتهم وولاة أمرهم لا يتهاونون أبدًا مع أعداء الوطن.
• اليقين بأن مصير من يستعدي المملكة هو الهلاك.
• لن تستطيع أي جهة كانت سواء دولة أو جماعة أو فرد النيل من المملكة.
• وجود حالة من الوحدة الشعبية والتوحد مع ولاة الأمر في مواجهة كل أشكال التهديد.
• عدم نسيان الشعب السعودي لمن حاول الإضرار بوطنه.
• المملكة لم ولن تكون دولة معتدية، إذ أن “الفاء” المضافة إلى كلمة “هلكوا” هي أحد حرف العطف التي تفيد الترتيب والتعقيب، وهو ما يعني أن المملكة تتخذ موقف رد الفعل، كما تعني أن المستعدون سرعان ما نالوا جزاء محاولاتهم الخبيئة.
المُعادون للمملكة
أوضحت نتائج التحليل ظهور عدد من القوى المعادية للمملكة تضمنتها عينة الدراسة، فجاء ظهور المعادون بشكل عام في المرتبة الأولى بنسبة 66%، حيث تم التطرق إلى الذين يُناصبون السعودية العداء ولا يتمنوا لها خيرًا في عمومهم دون تحديد طرف بعينه.
أما فئة الأفراد فاحتلت المرتبة الثانية بنسبة ظهور بلغت 34%، وفيها ركز المستخدمون على مجموعة من الشخصيات التي عادت المملكة بشكل واضح، ومنها على سبيل المثال:
1) معمر القذافي.
2) صدام حسين.
3) عمر البشير.
4) علي عبد الله صالح.
5) قاسم سليماني.
6) أسامة بن لادن.
7) نمر النمر.
8) نزار بنات.
وفي المرتبة الثالثة ظهرت فئة الجماعات بنسبة 2%، وقد خصها المستخدمون بميليشيا الحوثي وجماعة الإخوان المسلمين.
طبيعة الاستعداء
أظهرت تفاعلات المستخدمون السعوديون على الهاشتاق إدراكهم بالأساليب والأدوات التي اعتمد عليها المعادون للمملكة في محاولة تحقيق مخططاتهم الخبيثة للنيل منها، وجاءت على النحو التالي:
1- زعزعة أمن واستقرار المملكة: وذلك من خلال محاولاتهم اليائسة للنيل من وحدة مكونات المجتمع السعودي، والعمل على إشعال الفتن وتأجيج الصراعات الداخلية، فضلًا عن شن حروب بالوكالة ضد السعودية تنفيذًا لأجندات إقليمية كما هو الحال مع ميليشيا الحوثي التابعة لإيران. وقد ظهر هذا الأسلوب في الغالبية العظمى من التفاعلات وبنسبة 93% من إجمالي العينة.
2- التآمر على المملكة: ظهر هذا النمط من الإستعداء في 44% من التفاعلات، وفيه حرص المستخدمون على إبراز محاولات التآمر التي تعرضت لها المملكة من جانب بعض الأطراف الخارجية، مستشهدين على سبيل المثال لا الحصر بتآمر الرئيس الليبي السابق معمر القذافي على المملكة وولاة أمرها.
3- تبني الفكر المتطرف: وظهر هذا النمط الاستعدائي في 7% من التفاعلات، حيث أوضحت تفاعلات المستخدمين أن من يتبنى ويُروج الفكر المتطرف والإرهابي يُمثل خطرًا، ليس على المملكة وحسب، بل على العالم أجمع، ويُشوه صورة المملكة العربية السعودية، ولذلك فقد أسقطت السعودية الجنسية عن أسامة بن لادن عام 1994م.
أسباب العداء
تضمن خطاب تغريدات المتفاعلين على الهاشتاق ظهور أكثر من سبب لمشاعر العداء التي يضمرها البعض ضد المملكة، جاءت على النحو التالي:
1- عامة: وفيها لم يتعرض المستخدمون لسبب بعينه لهذا العداء، وإنما توعدوا كل من يُحاول الإضرار بالمملكة.
2- الحقد على إنجازات المملكة: ظهر هذا السبب في 26% من إجمالي العينة، حيث أكدت تفاعلاتهم على أن قوة المملكة العربية السعودية ومكانتها وقدراتها إضافة إلى التقدم الذي تشهده يومًا بعد يوم، هي أسباب جوهرية ولّدت الحقد لدى البعض، ولذلك سعوا إلى استهداف هذه المنجزات لتعطيل وعرقلة مسيرة النمو والتطوير والتحديث.
3- قيام المملكة بإحباط مخططاتهم: ظهر هذا السبب بنسبة 10%، حيث أكدت هذه الفئة أن سبب العداء للمملكة يتمثل في وقوفها ضد مخططات بعض الأطراف الإقليمية وخاصة إيران التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة عبر وكلائها وأذرعها المسلحة، ولذلك فمن الطبيعي أن تكون المملكة مستهدفة من جانبهم لأنها أفشلت مشاريعهم التخريبية.
القوى الفاعلة
في مقابل المحاولات الفاشلة لاستهداف المملكة، فقد تطرقت تفاعلات المستخدمين السعوديين على الهاشتاق إلى القوى الفاعلة الرئيسية التي تصدت لهذه المحاولات وحافظت على أمن واستقرار المملكة ووحدة وسلامة شعبها.
وجاء في مقدمة القوى الفاعلة “المملكة” بنسبة ظهور بلغت 95%، وفيها حرص المستخدمون على التأكيد أن الدولة السعودية بكل ما تتضمنه من قيادة وشعب ومؤسسات كانت شريكة في التصدي لمحاولات الاستهداف والنيل، فوقفت على قلب رجل واحد ضد كل ما مثّل تهديد وخطر للوطن والمواطن.
وفي المرتبة الثانية، خصّ المستخدمون دور القيادة كقوة فاعلة مركزية في التصدي لمحاولات الاستهداف، وذلك بنسبة ظهور بلغت 14%، حيث أكد خطاب تغريداتهم على أن حكمة ولاة أمرنا – حفظهم الله – وتوجهاتهم الرشيدة كانت العامل المحوري للحفاظ على المملكة وشعبها ضد أعدائها المتربصين، كما أظهروا فخرهم واعتزازهم بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – أيدهما الله – بسبب سياساتهما التي اتسمت بالحزم والحسم والقوة والسرعة كلما اقتضت الحاجة، وهو ما كان له أكبر الأثر في الحفاظ على المملكة في وقت شهدت فيه المنطقة بأكملها موجات من عدم الاستقرار.
وظهر الشعب كقوة فاعلة مركزية بنسبة 6% من إجمالي التغريدات، إذ أكدت هذه الفئة من التفاعلات أن وعي الشعب السعودي وتلاحمه بقيادته وإيمانه بوطنه كان العامل الحاسم في الحفاظ على أمن وسلامة المملكة.
وإجمالًا.. فقد أظهر تحليل خطاب تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق (#استعدوا_السعودية_فهلكوا) وجود وعي وإدراك شعبي بأنه بقدر النجاحات التي تُحققها المملكة ووقوفها ضد المشاريع التخريبية في المنطقة، بقدر ما ستكون مستهدفة. إلا أن خطابهم في الوقت ذاته عكس يقينهم من أن المملكة باقية ومحفوظة بإذن الله تعالى، ثم بحكمة ولاة أمرها، حفظهم الله، ووحدة شعبها وتماسكه وقوة دولتهم، وأن مصير من يستهدف المملكة هو الهلاك لا محالة.