مقدمة
العلاقات بين الدول تحكمها المصالح، أما بين الأشقاء فيحكمها عامل آخر بجانب المصالح والمنفعة يتمثل في تقديم الدعم والمساندة بكل مستوياتها، بدءاً من المعنوية مرورًا بالاقتصادية ووصولاً للعسكرية، وذلك وقت الشدائد والأزمات.
وتُعد العلاقات السعودية المصرية مثالاً يُحتذى به لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الأشقاء، ويُقدم لنا التاريخ العديد من المواقف التي كانت شاهدة على قوة وصلابة الروابط التي تجمع بين البلدين على المستويين الرسمي أو الشعبي، وكان آخرها خلال أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفين” في قناة السويس.
بالتزامن مع تقارير إعلامية إقليمية ودولية تتناول بشكل سلبي الجهود المصرية لحل الأزمة، حرصت المملكة على تأكيد وقوفها بجانب مصر بكافة إمكانياتها، فأصدرت الخارجية السعودية بيانًا أكدت فيه دعمها للقاهرة، وتقديرها للجهود التي تبذلها الشقيقة مصر في التعامل بكفاءة عالية مع الحادث العرضي، مُعبرة عن ثقتها البالغة في قدرة القاهرة على إنهاء أزمة السفينة الجانحة من واقع ما تذخر به من خبرات وإمكانات وكفاءات مميزة.
ويُعتبر بيان المملكة شديد الأهمية من حيث توقيته ومدلول مضمونه، الذي سعى إلى التأكيد أمام العالم على الثقة في القدرات والكفاءات المصرية والإجراءات التي تتخذها القاهرة لحل الأزمة.
موضوع الهاشتاق
بعدما تكلّلت بالنجاح الجهود المبذولة لتعويم السفينة الجانحة “إيفر غيفين” صباح اليوم الإثنين 29 نوفمبر، تفاعل المستخدمون العرب بكثافة مع هاشتاق (#قناة_السويس).
وكالعادة، شهد الهاشتاق تفاعلاً سعوديًّا كبيرًا جعله يصعد لقائمة الـ”ترند” للأعلى تداولاً في المملكة، حيث حرص السعوديون على إظهار مشاعرهم تجاه الشقيقة مصر، ليتجسد الدعم على الصعيد الشعبي بجانب الدعم على المستوى الرسمي.
نشاط الهاشتاق
بلغ إجمالي التفاعل على هاشتاق #قناة_السويس خلال ساعة واحدة فقط ما يلي:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ (3828) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (150.807.306) مرات.
• بلغ عدد مرات الظهور (231.650.722) مرة.
وقد شارك المستخدمون السعوديون بنسبة 9% من إجمالي التفاعلات على الهاشتاق، حيث غردوا بـ (340) تفاعلًا خلال هذه الساعة، وكان من اللافت احتلالهم المرتبة الأولى ضمن قائمة المستخدمين الذين أظهروا موقعهم الجغرافي.
تحليل تفاعلات السعوديين
قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق #قناة_السويس، وبإخضاعها للتحليل بشقيه الكمي والكيفي، انتهت النتائج إلى ما يلي:
شخصية المغرد
تضمنت تفاعلات المستخدمين السعوديين مشاركة من مختلف شرائح المجتمع، فجاء المواطنون في المرتبة الأولى بنسبة 87%، واحتلت الشخصيات العامة المرتبة الثانية بنسبة 13%، واحتوت هذه الفئة على تفاعلات أمراء وسياسيين، وإعلاميين، ومشاهير.
ومن أبرزهم، الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز، وأسامة بن أحمد نقلي، ومنذر آل الشيخ مبارك، ووليد الفراج.
الاتجاه
اتسمت جميع تفاعلات المستخدمين السعوديين بالطابع الإيجابي الذي كان مُخصصاً إما للدولة المصرية أو الشعب المصري أو الإمكانات والقدرات المادية والبشرية التي تمتلكها مصر.
تأطير الحدث
تعددت وتنوعت زوايا التأطير التي ركز عليها المستخدمون السعوديون في تفاعلاتهم على هاشتاق #قناة_السويس، وذلك على النحو التالي:
1- قوة مصر وقدرة المصريين
احتل هذا الطرح المرتبة الأولى بنسبة 37%، حيث ظهر وجود حالة من الحرص والتعمد لدى المستخدم السعودي على التأكيد على قوة مصر والثقة في قدرة شعبها على تجاوز الأزمة، مُبرزين أن النجاح في إعادة تعويم السفينة كان بأياد وخبرة مصرية. ومن أهم الحُجج التي اعتمدت عليها هذه الفئة لإثبات طرحهم ما يلي:
تراجع سعر النفط عالمياً بعد تحريك السفينة في قناة السويس، يُؤكد أن مصر قوة لا يستهان بها.
خبرة وكفاءة المصريين تنجح في إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها في القناة.
نجاح مصر بسواعد أبنائها في تحريك السفينة في أقل من أسبوع بعد توقعات خبراء عالميين بأن الأمر قد يستغرق أسابيع.
مصر لا تعرف المستحيل.
2- تقديم التهنئة للمصريين
جاء هذا الطرح في المرتبة الثانية بنسبة 31%، فحرص المستخدمون السعوديون على مباركة المصريين بهذا الإنجاز، وأظهرت عبارات التهنئة والمباركة بشكل جليّ مشاعر الفرحة والفخر التي يُكنها السعوديون تجاه أشقائهم المصريين.
3- دعم مصر
حصل هذا الطرح على المرتبة الثالثة بنسبة 27%، وفيها أكد السعوديون على مساندتهم ودعمهم المستمر لجمهورية مصر العربية قيادةً وشعباً، مشددين على أن ما يُصيب مصر يضر المملكة، ونجاحها نجاح للسعودية.
ولذلك ظهر هاشتاق #كلنا_معك_يا_مصر في العديد من تغريدات المستخدمين السعوديين.
4- وحدة البلدين
بالرغم من أن هذا الطرح قد ظهر بشكل ضمني في أغلب مشاركات المستخدمين السعوديين، فإنه جاء مباشرًا في 5% من تفاعلاتهم، حيث أكدوا على أن ما يجمع البلدين الشقيقين علاقة وحدة في المصير والهدف سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
وحرصت هذه الفئة على تضمين تغريداتهم صورًا تجمع القيادة في البلدين، ووضع علمي السعودية ومصر متجاورين.
ختامًا.. عكست تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق #قناة_السويس قوة وصلابة العلاقة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية رسميًّا وشعبيًّا.
وقد حملت التفاعلات مجموعة من الرسائل المتعمدة، ومنها:
المملكة العربية السعودية لن تسمح بالنيل من مصر.
التشديد على أن جنوح سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفين” في قناة السويس مجرد أزمة عابرة.
التأكيد على أن النجاح في معالجة الأزمة كان بسواعد وإمكانات المصريين.
إبراز أهمية مصر وقناة السويس للعالم.
وتأتي هذه الرسائل السعودية القوية رداً على وجود بعض الشامتين الذين سعوا إلى استغلال هذه الحادثة العابرة لتشويه صورة جمهورية مصر العربية والإساءة لها، ومحاولة الترويج لوجود ممرات دولية بديلة عن قناة السويس. فجاء الرد الشعبي السعودي مكملاً للموقف الرسمي الذي عكسه بيان وزارة الخارجية السعودية الداعم والمؤازر للشقيقة مصر.
