موضوعُ الهاشتاق:
عرضت قناة TGRT التركية الخاصة يوم 12 فبراير الجاري خريطة افتراضية لمناطق النفوذ التركي المتوقعة في عام 2050، وردت في كتاب أصدره الباحث السياسي الأمريكي جورج فريدمان، مؤسس مركز “ستراتفور” للدراسات الاستراتيجية والأمنية.
وتكشف الخريطة عن توغل تركي في المنطقة العربية واليونان، إضافة إلى منطقة ما وراء القوقاز، وبعض الأقاليم في جنوب روسيا والقرم وشرق أوكرانيا.
وفي رد فعل سريع دشَّن المغردون السعوديون هاشتاقًا بعنوان “#خريطه_الاطماع_التركيه”، الذي شهد تفاعلًا كبيرًا من قِبل المستخدمين لمنصة “تويتر” بالمملكة خلال الـ”12″ ساعة الأخيرة.
النشاطُ على الهاشتاق:
شهد هاشتاق #خريطه_الاطماع_التركيه نشاطًا ضخمًا من جانب المستخدمين السعوديين، فخلال 12 ساعة وصل حجم النشاط إلى:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ(4670) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (10.775.301) مرة.
• بلغ عدد مرات الظهور (19.057.733) مرة.
تحليلُ الهاشتاق:
من أجل التعرف على اتجاهات المستخدمين السعوديين نحو نشر الإعلام التركي لخريطة مناطق النفوذ التركية المتوقعة في عام 2050، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة تصدرت الأكثر تفاعلًا على الهاشتاق بالمملكة خلال الـ”12″ ساعة، وبإخضاعها للتحليل بشقيْه الكمي والكيفي، أظهرت النتائج ما يلي:
الاتجاه:
جاءت جميع تفاعلات المستخدمين السعوديين رافضةً لتلك الخريطة التي استثنت من النفوذ التركي منطقتين فقط وهما الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإيران.
على مستوى الأُطر المرجعية:
تنوَّعت الأُطر المرجعية التي حكمت تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق (#خريطه_الاطماع_التركيه)، وذلك على النحو التالي:
أ- جاءت “المرجعية السياسية” في المرتبة الأولى بنسبة 49%، حيث تناول المغردون الموضوع من منظور سياسي، وتمثّلت أهم أطروحاتهم فيما يلي:
• تركيا تسعى لبث الفتنة ودعم الجماعات الإرهابية، مثل جماعة الإخوان وتنظيم داعش.
• الصمت الإخواني على هذا الإعلان يكشف مدى التواطؤ مع النظام التركي.
• النهج الأردوغاني يقوم على الدمار والحروب ولا يحترم سيادة الدول.
ب- في المرتبة الثانية جاءت “المرجعية التاريخية” بنسبة 20%، حيث حرصت هذه الفئة على تناول تلك الخريطة من منظور تاريخي يتعلق برغبة النظام التركي في إحياء الدولة العثمانية؛ وتمحورت أطروحاتهم حول ما يلي:
– أوهام أردوغان الاستعمارية لن تتعدى مخيلته وسيدفن معها كما دفنت أوهام أجداده.
– شمول الخريطة للدول العربية؛ ما عدا الأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وتفسير ذلك يرجع لكون أجداد أردوغان من يهود الدونمة.
ج- جاءت “المرجعيتان الثقافية والأخلاقية” في المرتبة الثالثة والرابعة بنسبة (9 %) لكل منهما، حيث حرص المغردون على التنبيه لخطور الدراما التركية التي انتشرت في السنوات الماضية بالمنطقة العربية، والتي تعمل على دعم المشروع التركي، وتمحورت أطروحاتهم حول ما يلي:
– إضعاف الولاء للهوية العربية لتسهيل دخول هويات معادية.
– محاولة الإعلام التركي تلميع صورة الإمبراطورية العثمانية بمسلسلات وأفلام.
د- جاءت “المرجعية الاقتصادية” في المرتبة الخامسة بنسبة (7 %)، حيث حرص المغردون على التأكيد أن إعلان الإعلام التركي عن تلك الأطماع يرجع إلى محاولة تخفيف الضغوط في الداخل مع ارتفاع نسبة البطالة وانهيار الليرة.
ه- المرجعية الدينية في المرتبة السادسة بنسبة (5 %) حيث كشف الوجه الإسلامي الزائف لأردوغان. وفي المرتبة السابعة والأخيرة المرجعية القانونية بنسبة (1 %)، ممثلة في إخفاء الإعلام التركي انتهاكات أنقرة لحقوق الإنسان.
طبيعةُ المضمون:
انقسمت تفاعلات المستخدمين السعوديين إلى محورين أساسيين:
المحور الأول: تناول “تفنيد الحدث” بنسبة 80%، حيث ركزت هذه الفئة على عرض مقتطفات من الفيديو المتداول لعرض خريطة مناطق النفوذ التركي، بالتأكيد على الوقوف خلف القيادة الرشيدة بالمملكة، ووحدة الصف العربي لمواجهة هذه المخططات التي لا تقل خطرًا عن مشروع طهران في المنطقة.
أما المحور الثاني فتناول “تبعات الحدث” بنسبة 20%، حيث اهتم المغردون في هذه الفئة باستعراض النتائج المترتبة على هذا الإعلان عبر الاعلام التركي، وقد اتخذت مستويين:
أ- على مستوى المواطن السعودي:
– تفنيد دعوات وسائل الإعلام التركية، وقراءة ما وراء مثل هذه الدعوات؛ كونها إحياء لإمبراطورية القتل والدمار العثمانية على حساب أمن واستقرار المنطقة.
– عدم التأثر بالدراما التركية المروجة لصورة ذهنية غير حقيقية عن النظام التركي.
ب- على مستوى المواطن العربي:
– النظر لمشروع أردوغان في إطار أشمل كونه جزءاً من الأطماع التاريخية.
– تعزيز وحدة الصف العربي في مقابل هذه الدعوات.
على مستوى الأطر الموضوعية:
حصل إطار “القضية” على المرتبة الأولى بنسبة ظهور 91%، حيث ركَّزت هذه الفئة على تناول موضوع الهاشتاق من خلال تفسير عرض الخريطة على الإعلام التركي كجزء من نهج يتبعه النظام التركي، ويروج له عبر وسائل إعلامه لإحياء الخلافة العثمانية.
أما الإطار”الشخصي” فقد حصل على المرتبة الثانية بنسبة 9%، وفي هذه الفئة تم التركيز على شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ كونه يُروّج لنفسه كخليفة للمسلمين إخفاءً لأطماعه.
ختامًا.. لقد أظهر تفاعل المستخدمين السعوديين على هاشتاق (#خريطه_الاطماع_التركيه) أن المغردين بالمملكة يعون جيدًا المشروع الأردوغاني الخبيث لإحياء الإمبراطورية العثمانية على حساب الدول العربية مقابل مهادنة كل من إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أن السبيل لمجابهة هذا المشروع هو وحدة الصف العربي.