تقارير

نموذج استرشادي لإنشاء تطبيقات التواصل الاجتماعي

أضحت وسائل التواصل الاجتماعي واحدةً من أكثر الأسواق الواعدة اليوم، حيث تستخدم العديد من المؤسسات تلك المنصات كأداة تسويقية للترويج لأعمالها ومنتجاتها وخدماتها، بما يتيح الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور، حيث تُمكّن مواقع التواصل المستخدمين من مشاركة الأفكار والصور ومقاطع الفيديو والمنشورات عبر الإنترنت أو في العالم الحقيقي مع الأصدقاء في شبكتهم.

ولذلك لم يكن من المستغرب أن يصبح تطوير تطبيقات الوسائط الاجتماعية محورًا رئيسيًّا في عالم الأعمال، لا سيما في ظل الحيز الكبير الذي تشغله التطبيقات من وقت مستخدمي الإنترنت، إذ تشير أحدث التقديرات العالمية الخاصة باستهلاك تلك المنصات إلى بلوغ متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون يوميًّا عبر مواقع التواصل الاجتماعي نحو 144 دقيقة.

مزايا إنشاء المؤسسات لتطبيقات اجتماعية خاصة بها
ووفقًا لموقع ” media disciple” المعني بمواقع التواصل الاجتماعي، فإن قيام المؤسسات بإنشاء تطبيق اجتماعي خاص بها يُحقق عددًا كبيرًا من الفوائد، من أبرزها القدرة على الوصول إلى المجتمع المستهدف بشروطها الخاصة بسرعة وبشكل مباشر دون أي وسطاء،
وكذلك الحصول على فهم أعمق لهذا المجتمع، فالوسائط الاجتماعية الرئيسية تمنح المؤسسات فقط إمكانية الوصول إلى جزء صغير من بيانات المجتمع، حيث يساعد هذا في ضمان استمرار عودة المؤسسات للدفع مقابل الإعلانات، حتى تتمكن من الحصول على استهداف أكثر ذكاءً للجمهور.
لكن عندما تنشئ المؤسسات تطبيقًا للشبكات الاجتماعية ستكون قادرة على معرفة كل شيء عن مستخدمي التطبيق، بالإضافة إلى التفاعل مع المجتمع بشروطها الخاصة، وهما ميزتان مهمتان لنشاط التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن بين المزايا أيضًا إنشاء خيارات السوق الرقمية في النظام الأساسي الخاص بالمؤسسة، والتخلص من كل الضوضاء والمشتتات على منصات الوسائط الاجتماعية المزدحمة، فالتطبيق الخاص بالمؤسسة لن توجد فيه إعلانات أو يتحدث فيه المستخدمون عن آخر عناوين الأخبار.
بعبارة أخرى، إن إنشاء المؤسسة شبكة اجتماعية خاصة بها يؤدي إلى تحريرها وكذلك جمهورها من كافة عناصر التشتيت التي توجد بكثافة على المنصات الرئيسية.

أنماط تطبيقات الوسائط الاجتماعية
من جهة أخرى، عند التخطيط لتصميم تطبيق وسائط اجتماعية، من الضروري أن يكون لدى المؤسسة إدراك وفهم لجميع أنواع التطبيقات الموجودة في السوق، وذلك من أجل تحديد نوع التطبيق وتحديد المنافسين، وأيضًا فهم الجمهور المستهدف، وتقديم وظائف أكثر ملاءمة للمستخدمين.
وتشير شركة “appinventiv” لتطوير التطبيقات إلى أن تطبيقات الوسائط الاجتماعية تنقسم إلى الأنواع التالية:
– تطبيقات الشبكات الاجتماعية: الهدف الرئيسي من هذه التطبيقات هو تحقيق التواصل بين الأشخاص لأسباب شخصية أو مهنية، مثل العثور على وظيفة والانضمام إلى مجتمع جديد بغرض التواصل مع صديق غائب منذ فترة طويلة، ومن أمثلة تلك التطبيقات “لينكد إن” و”تويتر” و”فيسبوك”.
– تطبيقات مشاركة الوسائط: إذا كنت ترغب في استهداف الفنانين والمبدعين، فهذا هو التطبيق المناسب، حيث يقبل الأفراد حاليًا على مشاركة مقاطع الفيديو والصور وملفات GIF وغيرها على منصات مثل “يوتيوب”، و”إنستغرام”، و”سناب شات”، و”بنتريست” وغيرها.
– تطبيقات التدوين والنشر مثل تطبيق “وورد برس WordPress “، وتطبيق “ميديم- Medium”.
– منتديات المناقشة: إذا كنت ترغب في إنشاء تطبيق وسائط اجتماعية، حيث يشارك مجتمع من الأشخاص رؤاهم وخبراتهم وأفكارهم وآراءهم، فإن هذا النوع من التطبيقات هو الأنسب، ومن أبرز أمثلته تطبيق ” كورا-Quora”.
– تطبيقات مراجعة العملاء: الهدف الرئيسي من هذه التطبيقات هو مشاركة تعليقات العملاء حول العلامات التجارية والخدمات والمنتجات، ويُمكن أن تساعد تقييمات العملاء الجيدة في تنمية الأعمال التجارية، ومن أمثلة ذلك تطبيقا “يلب- Yelp” أو “تريب أدفايزر-TripAdvisor “.
– تطبيقات مزود الخدمة: تساعد هذه الأنواع من التطبيقات على إجراء خدمة معينة، مثل حجز سيارة أجرة، أو غرفة في فندق وما إلى ذلك، فهذه التطبيقات مُخصصة لتلبية احتياجات خدمية للجمهور.

مراحل إنشاء تطبيقات الوسائط الاجتماعية
يتم إنشاء تطبيق الوسائط الاجتماعية من خلال 4 مراحل، وهي البحث عن هدفٍ، والجمهور المستهدف والمنافسين، مرورًا بتصميم تسلسل عمل تطبيق الشبكة الاجتماعية، والتطوير والتصميم لأنظمة التشغيل، وأخيرًا بناء مجتمع التطبيق وتسويقه.
– البحث عن هدفٍ والجمهور المستهدف والمنافسين: تتمثل الخطوة الأولى لمطوري تطبيقات الوسائط الاجتماعية في معرفة الغرض من تطبيقهم، حيث تتيح “تطبيقات الشبكة- Networ apps” للمؤسسات والشركات إنشاء وتبادل المعلومات ومشاركتها عبر شبكة من الأشخاص.
ويُعد الفهم الكامل للسوق والجمهور المستهدف والمستخدمين المحتملين، وما يفتقر إليه منافسوك الحاليون معلوماتٍ مهمةً للغاية.
وإذا كنت ترغب في كسب المال من وراء التطبيق، فلا بد من التفكير في جميع خيارات تحقيق الدخل الممكنة، وبمجرد الانتهاء من وضع تصور لتطبيقك المستقبلي ومهامه وأهدافه والأفكار الخاصة بتفاعل المستخدمين والتحليل التنافسي، لا بد من الإعداد لبناء استراتيجيات النمو.
– تصميم تسلسل عمل تطبيق الشبكة الاجتماعية: تتمثل الخطوة التالية في إنشاء سير عمل محدد للتطبيق، من أجل الوصول إلى مسار محدد سيتبعه المستخدم من أجل تحقيق مجموعة الأهداف المطلوبة، وتحدد هذه الخطوة رحلة المستخدم كاملة، وهي مرحلة مهمة للغاية؛ لأنها تحدد الخطوات التي يتخذها المستخدم أثناء تفاعله مع التطبيق.
– التطوير والتصميم لأنظمة التشغيل: من المهم تصميم تطبيق وسائط اجتماعية لنظامي تشغيل “أندرويد- Android” و”آي أو إس- iOS” بذات الجودة للفوز برضا الجمهور، وإذا كنت تستخدم “البرمجيات كخدمة- Software as a service” (عملية يقوم خلالها مزود خدمة السحابة بإدارة كل الأجهزة والبرامج الوسيطة والبرمجيات التطبيقية والأمان)، فلا داعي للقلق بشأن هذه الخطوة، ولكن إذا كنت تخطط للبدء من نقطة الصفر، فيجب البدء في إنشاء “إطار شبكي- wireframe”، فهو البنية الهيكلية للتطبيق، والتي تمثل الشكل الأساسي للتطبيق.
ويساعد الإطار الشبكي فريق التصميم والتطوير الخاص بك على تصور كيفية عمل التطبيق والصفحات المرتبطة ببعضها البعض، وتكون الخطوة التالية هي وضع النماذج الأولية التي ستنشئ نموذجًا عمليًّا للتطبيق، وهو ما يساعد على فهم كيفية عمل التطبيق لنظامي أندرويد و”آي أو إس”.
بناء مجتمعك وتسويق التطبيق: في هذه المرحلة الأخيرة وبعدما يصبح التطبيق جاهزًا يحين الوقت لكسب المستخدمين وبناء مجتمع، ويكون التفكير في استراتيجيات التسويق الأولية والحملات التي تساعد في جذب انتباه الأشخاص، وزيادة تنزيلات التطبيقات، وتفاعل المستخدمين.

نصائح لتصميم تطبيق الشبكة الاجتماعية
وتجدر الإشارة هنا إلى أن عملية تطوير تطبيقات الشبكات الاجتماعية هي لعبة صعبة، حيث يجب التأكد من كون تصميم التطبيق بديهيًّا وسهل الاستخدام، وفي نفس الوقت يكون جاذبًا للجمهور، لذلك توجد ثمة مجموعة من الممارسات الواجب وضعها في الاعتبار أثناء التخطيط لشكل وأسلوب التطبيق، ومن أبرزها:
– البساطة: دائمًا ما يساعد التصميم البسيط السهل الذي يتسم بالوضوح في إقبال الأشخاص على استخدام التطبيق، بحيث يسهم في جذبهم ولا يشتت انتباههم.
– التواصل كنقطة رئيسية: لا بد من السماح للمستخدمين بالتواصل مع بعضهم البعض عبر مكالمة الفيديو والمكالمات الصوتية والملاحظات الصوتية المسجلة، فضلاً عن القدرة على مشاركة المحتوى مع بعضهم، فهذه هي الطريقة التي ستبني بها مجتمعك، وتحافظ على مشاركة المستخدمين لديك.
– التركيز على التصفح: إن النهج المبسط هو الأفضل عندما يتعلق الأمر بالتصميم الخاص بعملية التصفح، فالإفراط في العديد من الميزات ذات الصلة بالتصفح يُصعب على المستخدم مواكبتها.
ولذلك فإن الممارسة المثلى هي التأكد من وضع جميع الرموز والأزرار في أفضل جزء من الشاشة، حتى يتمكن المستخدم من التعرف عليها بسهولة.
– الحفاظ على الاتساق: توجد ثمة حاجة إلى التأكد من أن تصميم التطبيق الخاص بك يظل “متزامنًا- synchronised” لتجنب أي ارتباك قد يواجهه المستخدم.
ومن خلال التناسق في تطبيقك، سيتم إنشاء بنية منطقية تحدد بوضوح للمستخدمين كيفية الحصول على ما يريدونه من خلال التطبيق، وهو ما يجنبهم الشعور بالارتباك.
– عناصر التصميم المستديرة: يُثار هنا تساؤل حول السر في حرص فيسبوك وإنستجرام على استخدام صور الملف الشخصي المستديرة؟ والإجابة ببساطة تتمثل في أن ذلك يساعد في التركيز على وجه المستخدم، ويجعل من السهل على المستخدمين الآخرين تذكره أو تمييزه عن غيره.
– السماح بإضفاء الطابع الشخصي: وذلك عبر منح المستخدمين الحرية والاختيارات لمشاركة المعلومات والوسائط والروابط والمحتوى، من أجل إضافة شخصيتهم إلى ملفاتهم الشخصية.
– رموز الألوان: اختر ألوانًا من نفس العائلة تساعد في توفير تجربة مستخدم سلسة.

كسب الأموال من تصميم تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي
يُمكن بسهولة لأي مؤسسة جني عوائد من التكلفة التي استثمرتها في تطوير التطبيق الخاص بها، من خلال عدة طرق من بينها:
1- الاشتراكات المدفوعة: يمكن تقديم اشتراكات مدفوعة لمستخدمي التطبيق، ولكن من الأفضل أولاً تقديم نسخة تجريبية مجانية ذات محتوى جيد، ونسخة مدفوعة تقدم محتوى أكثر تعمقًا وأعلى قيمة.
2- المحتوى المدفوع: إذا كان لديك الكثير من المستخدمين المتفاعلين مع المحتوى الخاص بك، فيمكنك استخدام التطبيق كوجهة لتلقي الإعلانات.
3- عمليات الشراء داخل التطبيق: يمكنك منح المستخدمين الحرية لإجراء عمليات شراء رقمية مباشرة، على سبيل المثال شراء كتب إلكترونية أو ملف فيديو أو ملف صوت.

وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إن اتجاه المؤسسات والشركات إلى تدشين تطبيقات اجتماعية خاصة بها خطوة تحقق مزايا متعددة، فهي تخدم الغرض الأساسي للمؤسسة والخاص بتسويق الخدمة أو المنتج، كما تُضفي بُعدًا اجتماعيًّا من خلال خلق حالة تشاركية بين جماهيرها تساعد في فهم خصائصها على نحو لا يمكن تحقيقه من خلال المنصات الكبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى