موضوع الهاشتاق:
عقب إعلان وزارة الداخلية قرار تعليق السماح بدخول السعودية لغير المواطنين والدبلوماسيين والممارسين الصحيين وعائلاتهم مؤقتاً للقادمين من 20 دولة، تفاعل المستخدمون السعوديون على هاشتاق (#الحظر_الكلي).
دلالة الهاشتاق:
ويعكس تفاعل المستخدمين على الهاشتاق تفهم وإدراك للرسائل التحذيرية التي تمثلت في تصريحات معالي وزير الصحة توفيق الربيعة نهاية يناير والخاصة بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وإعلان وزارة الداخلية الخاص بالتعليق المؤقت للقادمين إلى المملكة، ولذلك حمل اسم الهاشتاق الذي تفاعلوا عليه دلالة عامة تتمثل في إمكانية اتخاذ المملكة قرار فرض الحظر الكلي من جديد إذا لم يتم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والإرشادات المعلنة من جانب الجهات الرسمية المعنية.
نشاط الهاشتاق:
شهد هاشتاق(#الحظر_الكلي) اليوم نشاطاً واسعاً من جانب المستخدمين السعوديين، احتل بموجبها قائمة الـ “ترند” للأعلى تداولاً في المملكة، فخلال ساعة واحدة جاء النشاط على النحو التالي:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ (3948) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (18455310) مليون مرة.
• بلغ عدد مرات الظهور (21661784) مليون مرة.
وتُظهر هذه الإحصائيات مدى الاهتمام والتفاعل من جانب المستخدمين السعوديين على هاشتاق (#الحظر_الكلي)، فخلال الـ 12 ساعة الماضية فقط ارتفع عدد التفاعلات على الهاشتاق من (18.300) ألف تغريدة ليصل إلى (89.900) ألف تغريدة.
تحليل الهاشتاق:
ومن أجل التعرف على طبيعة تفاعل المسخدمين السعوديين على هاشتاق (#الحظر_الكلي)، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها(100) تغريدة من تفاعلاتهم، وبإخضاعها للتحليل بشقيه الكمي والكيفي، أظهرت النتائج ما يلي:
أولاً: موقف المغرد:
1- جاءت النسبة الأعلى من تفاعلات المستخدمين “غير مرحبة” بفكرة تطبيق الحظر الكلي وذلك بنسبة 47%، وكان من أهم مبرراتها:
التأثير السلبي لعملية الحظر الكلي على الأوضاع الاقتصادية.
التأثير النفسي نتيجة التزام المنزل.
كما عبر بعض المتفاعلين ضمن هذه الفئة عن عدم قناعتهم بوجود فيروس كورونا.
2- في المرتبة الثانية جاء الاتجاه “المرحب” بتطبيق الحظر الكلي بنسبة 36%، مبررين ذلك بما يلي:
وجود حالة من الاستهتار والتسيب من قبل البعض وعدم التزامهم بالإجراءات الاحترازية.
التخوف من زيادة الإصابات وخروج الوضع عن السيطرة، كما حدث في بلدان أخرى.
3- أما الاتجاه “غير الواضح” فقد حلّ في المرتبة الأخيرة بنسبة 17%، حيث لم يوضح المغرد موقفه من فكرة تقبل الحظر الكلي من عدمه.
ثانياً: أسلوب التفاعل
غلب الطابع الجدي على محتوى تفاعلات المغردين على الهاشتاق بنسبة 67%، الأمر الذي عكس إداركهم خطورة الوضع، الذي تُعاني منه العديد من دول العالم.
وبالرغم من عدم ترحيب النسبة الأعلى من التفاعلات بإمكانية فرض الحظر الكلي، إلا أنهم كانوا جادين في عرض البدائل الكفيلة التي تحول دون الإضطرار لفرضه، وأهمها الالتزام والتقيد التام بتطبيق الإجراءات الاحترازية دون تخاذل.
في المقابل، تناولت 33% من تفاعلات المستخدمين على الهاشتاق الوضع باستخفاف، حيث أظهر محتوى تفاعلاتهم استهانتهم بالوضع.
ثالثاً: لغة الخطاب:
1- احتل خطاب الخوف المرتبة الأولى في لغة المستخدمين المتفاعلين على الهاشتاق بنسبة 58%، وتتلخص أهم مخاوفهم في:
الخوف من خروج الوضع عن السيطرة داخل المملكة والوصول لذروة الموجه الثانية.
التخوف من الإصابة أو فقد الأهل.
التخوف من الآثار السلبية المترتبة على فرض الحظر الكلي إذا إضطرت الدولة إليه.
2- تساوى خطابيّ “الحذر” و “التشكيك” فى المرتبة الثانية بنسبة 12% لكلاً منهما، وتمثلت أهم أطروحاتهم فيما يلي:
التحذير من عواقب التهاون في اتباع الإجراءات الاحترازية.
التحذير من التواجد في الأماكن المزدحمة.
ضرورة تطبيق إجراءات عقابية ضد غير الملتزمين كرادع لهم.
أما المشككين، فاعتمد بعضهم على محاولة التشكيك في نجاعة تطبيق الحظر الكلي كإجراء وقائي، فيما لجأ البعض الآخر إلى التشكيك في وجود فيروس كورونا من الأساس، مستخدمين طرحاً يفتقد إلى المنطق بشكل كبير.
3- فى المرتبة الثالثة جاءت خطاب “التشاؤم” بنسبة 10%، حيث اعتبرت هذه الفئة أن تطورات انتشار الفيروس على الصعيد العالمي غير مبشرة، مؤكدين أن القادم سيكون أسوء إذا لم يتم الالتزام بالإجراءات الاحترازية بشكل صارم.
4- جاء خطاب “الثقة” في المرتبة الخامسة بنسبة 8%، ويُعد هذا الخطاب تفاؤلي، حيث عبر المغردون عن ثقتهم في الله عز وجل بإنهاء المحنة، كما أكدوا على ثقتهم فيما تتخذه القيادة الرشيدة من إجراءات وما تقوم به من مجهودات كفيلة بتخطي الأزمة بسلام.
ختاماً… أظهرت نتائج التحليل أنه بالرغم من اختلاف اتجاهات المتفاعلين على الهاشتاق بشأن إمكانية تطبيق الحظر الكلي، إلا أن العامل المشترك بين الغالبية العظمى منهم تمثّل في أن هذا الإجراء قد تلجأ إليه الدولة مضطرة، وأن البديل الأفضل للجميع هو تحمل المواطنين مسؤولياتهم من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية والإرشادات الخاصة بفيروس كورونا.