عقب ظهورها في جلسة اجتماع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة يوم الأحد الموافق 24 يناير الجاري، لفتت السيدة الشيهانة بنت صالح العزاز الأنظار بقوة، حيث شكّلت محور اهتمام المواطنين ووسائل الإعلام، كما استحوذت على نقاشات المستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي.
نتائجُ الدراسة:
أولًا: جنسُ المُغرد
كانت الفروق في نسب التفاعل بين الذكور والإناث في عينة الدراسة بسيطة للغاية، حيثُ احتل الذكور المرتبة الأولى بنسبة 50%، والإناث في المرتبة الثانية بنسبة 48%، بينما لم تُظْهِر 2% من العينة جنسها بشكل واضح.
ثانيًا: الاتجاهُ
اتسمت الغالبية العظمي من تفاعلات المستخدمين التي تناولت السيدة شيهانة العزاز بالرضا والفخر عما تقوم به لنفسها ومجتمعها وبلدها، وحصل هذا الاتجاه على نسبة 96% من إجمالي العينة المرصودة، مقابل 4% فقط كانت غير راضية وجميعهم من الذكور، مستندين لحُجة غير منطقية، حيث ادَّعى بعضهم أن ما حققته شيء عادي لا يستحق هذه الضجة، فيما ذهب البعض الآخر إلى الزعم بأن مؤهلاتها لا تسمح لها بشغل هذه المناصب.
وكان من اللافت أن تعليقات القُرّاء على هذا النمط من التفاعل جاءت رافضة لطرحهم، مع الحرص على عرض ما حققته السيدة شيهانة العزاز من نجاحات، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، والشهادات الدولية بحقها.
ثالثًا: طبيعةُ التناول
بالرغم من أن العينة المرصودة مُخصَّصة للسيدة شيهانة العزاز، فإن نسبة من تفاعلات المستخدمين السعوديين بلغت 11% تناولت الموضوع في إطاره الأعم والمتعلق بملف المرأة السعودية، فركَّز خطابهم على كفاءة المرأة السعودية وتميُّزها، واهتمام القيادة الرشيدة بتمكين المرأة السعودية ومشاركتها في عملية التنمية الشاملة في المملكة، كما جاءت لغة الخطاب مُؤكِّدة على أن المرأة السعودية لديها المقدرة على التميُّز في كل المجالات.
رابعًا: التأطيرُ
ركَّز خطاب التغريدات المرصودة كعينة للدراسة على تناول ظهور شيهانة العزاز في جلسة اجتماع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة من مجموعة من الزوايا، أهمها:
1- الفخرُ بنجاحها: غلب على محتوى تغريدات هذه الفئة خطاب الفخر والاعتزاز بالسيدة شيهانة العزاز.
2- إظهارُ إنجازاتها: حرصت هذه الفئة من التفاعلات على إظهار ما حققته السيدة شيهانة العزاز من نجاحات عملية سواء داخل المملكة أو على الصعيد الدولي، فجاء خطابها عقلانيًّا وتأكيدًا على جدارتها واستحقاقها لتولي مناصبها المرموقة في المؤسسات السعودية.
مثالٌ للمرأة السعودية: تضمن هذا التأطير أكثر من زاوية:
أن شيهانة العزاز بمثابة قدوة للمرأة السعودية الطموحة، ومثال يجب الاقتداء به.
السيدة العزاز هي مثال لتميز المرأة السعودية، ويوجد منه الكثير في مختلف المجالات.
استشهد المتفاعلون بنماذج أخرى من السيدات السعوديات اللاتي أثبتن جدارتهن وكفاءتهن سواء داخل المملكة أو خارجها.
3- دورُ الأسرة: حرصت مجموعة من التغريدات المرصودة على التركيز على التنشئة ودور الأسرة الداعم والمساعد في نجاح الأبناء، مؤكدين على أهمية هذا الدور.
4- الدعمُ والتشجيعُ: ركَّز بعض المتفاعلين على إظهار دعمهم وتشجيعهم للسيدة شيهانة، مُعبرين عن امتنانهم لها ولأمثالها من نساء الوطن لما يبذلن من جهد، وإصرار على النجاح؛ خدمة لمجتمعهن ووطنهن.
5- التشكيكُ في قدرات المرأة: في المقابل جاءت قِلة من التفاعلات مُشكِّكة في قدرات المرأة السعودية، واتسم خطابهم بالتعميم والاعتماد على الأحكام المُطْلَقة والكلام المُرسَل دون سند أو بُرهان.
خامسًا: القوى الفاعلةُ
أوضح خطاب التغريدات المتفاعلة مع هاشتاق #شيهانة_العزاز، واسم شيهانة العزاز ظهور مجموعة من القوى الفاعلة التي وجدت أنها لعبت دورًا أساسيًّا في تميز وتفوق السيدة العزاز في حياتها العملية، وذلك على النحو التالي:
شيهانة العزاز: فظهرت في الغالبية العظمى من التغريدات كقوى فاعلة إيجابية، وجاءت الأدوار المنسوبة إليها متعددة ومتنوعة، أهمها ما حققته من نجاحات، فضلًا عن صبرها وقوة تحملها وإصرارها على تحقيق ذاتها.
وفي هذا الصدد تعمَّد بعض المستخدمين المقارنة بين السيدة شيهانة العزاز والعديد ممن يُطلق عليهم مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين على أن نموذج شيهانة هو الأحق بالشهرة، وأن يكون مثالًا يُحتذى به ونفخر به جميعًا، وليس مثل هؤلاء المشاهير الزائفين.
الأسرة: ظهرت الأسرة كقوى فاعلة إيجابية، حيث اتخذ المتفاعلون نموذج السيدة شيهانة مثالًا على الدور المحوري والمهم للأسرة في تفوق وتميز الأبناء، وذلك على النحو التالي:
عبَّر المغردون عن ضرورة الاستثمار في الأبناء حتى يكونوا نبتة صالحة ومفيدة في المجتمع كما حدث مع شيهانة.
إرجاعُ الفضل لأهل شيهانة فيما وصلت له، مؤكدين أن التربية الصحيحة هي أهم مقومات نجاحها.
أهمية الدعم الأسري للأبناء.
الدولة: ظهرت الدولة كقوى فاعلة إيجابية في عينة الدراسة، حيث أكدت بعض التغريدات على أهمية الدور الذي تقوم بها القيادة السعودية مُمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – في مجال تمكين المرأة السعودية، واتخاذهما – أيدهما الله – العديد من الإجراءات والتشريعات التي من شأنها توفير المناخ الملائم لمشاركة المرأة في سوق العمل، والمساهمة في تنفيذ خطط الدولة التنموية وتحقيق رؤية المملكة 2030.
المرأة السعودية: ظهرت المرأة السعودية أيضًا كقوى فاعلة في تغريدات المستخدمين السعوديين، حيث أكد خطاب بعض التغريدات على أن المرأة السعودية لها إسهامات واضحة في العديد من المجالات، وأن المجتمع السعودي يزخر بالكثير من هذه النماذج المُشرِّفة.
النتائجُ العامةُ:
من الاستعراض السابق، يُمكن الخروج بمجموعة من المؤشرات، أهمها:
وجودُ تغيُّر في طبيعة الخطاب الشعبي تجاه المرأة السعودية.
تخطَّت لغة الخطاب الشعبي حدود التأييد لتصل إلى الفخر والاعتزاز بقدرات وكفاءة المرأة السعودية.
كشفَ الخطاب عن أن المرأة السعودية أصبحت تُمثِّل قوى فاعلة إيجابية في المجتمع السعودي، وشريكًا رئيسيًّا في عملية التنمية الشاملة.
أثنى الخطاب الشعبي على رؤية المملكة 2030 والتي كان من ركائزها اتخاذ الإجراءات الكفيلة واللازمة لتمكين المرأة السعودية.
ختامًا.. لقد أثبتت نتائج الدراسة السابقة والتي اتخذت من السيدة شيهانة العزاز نموذجًا، أنَّ نهج القيادة الرشيدة مُمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – والخاص بتمكين المرأة والإيمان بدورها في المجتمع، انعكس بشكل كبير في التغيُّر الملحوظ لنظرة المواطن إلى المرأة السعودية التي كانت في حاجة فقط إلى فرصة ومحيط مجتمعي يُؤمن بمكانتها الإنسانية ليس لإثبات نفسها فحسب، وإنما أيضًا لفرضها كشريك كفء في المجتمع السعودي.