الدراسات الإعلاميةهاشتاق

هاشتاق #وداعا_رزفان.. تفاعلاتٌ ساخرةٌ بين الجماهير بلا تجاوزات

موضوعُ الهاشتاق:

مع تراجع نتائج نادي الهلال السعودي خلال الفترة الماضية، ترددت أنباء عن احتمالية إقالة جهازه الفني الحالي بقيادة الروماني رازفان لوشيسكو.
وفور انتشار هذه التكهنات، دشن المغردون السعوديون هاشتاقًا يحمل اسم #وداعا_رزفان، احتّل قمة الـ”ترند” للأعلى تداولًا في المملكة العربية السعودية.
تحليلُ الهاشتاق:
دلالاتُ الاسم:
يعكس اسم الهاشتاق معنيين:
– إمّا المطالبةُ بضرورة إقالة المدرب الروماني.
– وإما توقعُ إقدام إدارة نادي الهلال على إقالته، وأن الموضوع مجرد مسألة وقت لا أكثر.
وفي الحالتين المبرر الأساسيّ يتمثّل في عدم استطاعة المدرب الروماني على تحقيق أيّ انتصار خلال آخر أربع مباريات ببطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان السعودي للمحترفين، وخروجه من كأس خادم الحرمين الشريفين مبكرًا.
نشاطُ الهاشتاق:
حظي هاشتاق #وداعا_رزفان على نسبة تفاعلات ضخمة من قِبل المستخدمين السعوديين، وتحديداً بالنسبة لمشجعي كرة القدم السعودية، فجاءت المؤشرات التفاعليّة خلال ساعة واحدة فقط كما يلي:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ (1515) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (2,841,453) وصولًا.
• بلغ عدد مرات الظهور (4,330,921) ظهورًا.

تُظهر هذه المؤشرات مدى شغف السعوديين بكرة القدم، خاصّة وأنه تم رصدها بعد تدشين الهاشتاق بحوالي 9 ساعات، ما يعني استمرارية التفاعل النشط عليه.
ورغم أن الهاشتاق متعلقٌ بمدرب نادي الهلال، فإن المتفاعلين عليه مثلوا مشجعي مختلف الأندية، وخاصة تلك التي تتسم مواجهتها بالندية، وبينها منافسة دائمة على حصد البطولات.
وقد ظهرت لغة المكايدة الرياضيّة في تفاعلات المستخدمين، خاصة بعد تأكيد العديد من التغريدات على أن من قام بتدشين هاشتاق #وداعا_رزفان أحد مشجعي نادي النصر السعودي، وهو ما كشف عنه البحث عن صاحب الهاشتاق، والذي أظهر أنه يعود لحساب يحمل اسم (مورينهو العريجا)، والذي يصف نفسه في النبذة التعريفية “البايو” الخاصة به على أنه (نصراوي). ولكن ذلك لم يمنع أنصار نادي الهلال من التفاعل على الهاشتاق، وإبداء وجهة نظرهم في المدرب.
تحليلُ التفاعلات على الهاشتاق:
قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية من تفاعلات المستخدمين على الهاشتاق بلغت (100) تغريدة، وبإخضاعها لعملية تحليل بشقيها الكمّي والكيفي، انتهت إلى عدد من النتائج، وهي:

أسلوبُ التناول:
فقد احتل التناول الجاد لموضوع الهاشتاق المرتبة الأولى بنسبة 78%، تلاه في المرتبة الثانية التناول الساخر بنسبة 22%.
وبالرغم من غلبة أسلوب المكايدة الرياضية، والذي تتسم به النقاشات بين مشجعي الأندية المتنافسة، فإنه كان من اللافت عدم وجود تجاوز أو تطاول في محتوى تفاعلات المستخدمين عينة الدراسة، حتى مع اتّباعهم لأسلوب السخرية.

آراءُ المتفاعلين حول إقالة رازفان:

أظهر تفاعل المستخدمين على هاشتاق #وداعا_رزفان أن غالبية التغريدات حملت وجهة نظر رافضة لرحيل المدرب رازفان عن نادي الهلال، وذلك بنسبة 80% من إجمالي العينة المرصودة، وسعى أنصار هذا الرأي إلى إبراز الإنجازات التي حققها مع النادي، مُشيرين إلى أن مضمون الهاشتاق المتداول ما هو إلا شائعة تستهدف عرقلة مسيرة الهلال.
وفي المرتبة الثانية جاءت التفاعلات المؤيدة لفكرة رحيله بنسبة 15%، مؤكدة أن نادي الهلال لن يقف على أي شخص يرحل منه.
بينما لم يكشف محتوى 5% من التغريدات عن وجهة نظر واضحة حول إقالة المدرب الروماني، واكتفى أصحابها بمناقشة مدى إمكانية رحيله عن قيادة الفريق.

تأطيرُ التناول:

1- حصلت فئة “عرض إنجازات المدرب” على المرتبة الأولى بنسبة 42%، حيث حرصت هذه الفئة على إبراز مميزات المدرب الروماني، متبنيةً فكرة ضرورة بقائه في قيادة الهلال.
وتمثّلت أهم الاستشهادات التي استندت عليها فيما يلي:
– رحيل المدرب يُعدُّ بمثابة عودة 10 سنوات للخلف.
– المدرب هو من أوصل الهلال للعالميّة.
– حصول المدرب على ثلاث بطولات في موسم واحد.
– تدني مستوى اللاعبين وضياع الفرص ليست مسؤولية المدرب.

2- جاءت فئة “وصف الحدث” في المرتبة الثانية بنسبة 39%، وقد اهتمت هذه الفئة بتناول الأبعاد المختلفة للموضوع، والتي جاءت على النحو التالي:
– المدرب باقٍ في منصبه رغم الشائعات.
– عودة النصر أدت إلى تخبطات إدارية وفنية في الفريق الهلالي.
– الأندية السعودية هي من تصنع المدرب وليس العكس.
– مشجعو نادي النصر هم المروجون للهاشتاق.
– هذا الهاشتاق مدفوع لإثارة الجدل.

3- احتلّت فئة “عرض إخفاقات المدرب” على المرتبة الثالثة بنسبة 15% من إجمالي العينة المرصودة، وقد تبنّت هذه الفئة المطالبة بضرورة رحيل المدرب، معتمدة على مجموعة من الحُجج الداعمة لعدم صلاحيّة استمراره مع فريق الهلال، أهمها:
– مدرب ضعيف والفريق كان جاهزًا للبطولات من قبل حضوره.
– المدرب هو السبب في هزائم الهلال المتتالية مؤخرًا.
– تكرار تجاوزات وتطاول المدرب الروماني على الحكّام.
– فشلَ في استغلال الجيل الأمثل من اللاعبين المحليين وقام باستقدام الأجانب.

4- وفي المرتبة الرابعة جاءت فئة “اقتراح حلول” بنسبة 4%، حيث حرص بعض المتفاعلين على هاشتاق #وداعا_رزفان على تقديم بعض المقترحات التي يرون أنها كفيلة بإخراج فريق الهلال من كبوته، وتمحورت أهمُّها حول:
– تولّي سامي الجابر قيادة الفريق خلفًا للمدرب الروماني.
– يجبُ على رازفان لوشيسكو أن يتحلى بالشجاعة في اتّخاذ قراراته.
– ضرورةُ بقاء المدرب مع الفريق، والتجديدُ له لمدة ثلاث سنوات للحفاظ على استقرار الفريق.
– وفيما يخصّ تجاوزاته بحق الحكام، طالب البعض بضرورة فرض عقوبات ماليّة ضخمة عليه وإيقافه واعتذاره أيضاً.

ختامًا.. يمكن القول: إن نقاشات جماهير كرة القدم تتسم عادة بقدر من السخرية والمُكايدة، وهو ما ظهر في لغة تفاعلات المستخدمين على هاشتاق #وداعا_رزفان.
إلا أنّ اللافت والذي يجب البناء عليه، أنه وبالرغم من أن المتفاعلين ينتمون لفرق منافسة بينها ندية كبيرة في المستطيل الأخضر، فإن نتيجة التحليل أظهرت وجود قدر من الاحترام، وعدم التطاول في محتوى التغريدات المرصودة عينة الدراسة.

زر الذهاب إلى الأعلى