موضوع الهاشتاق:
تقود المملكة العربية السعودية الجهود المبذولة من أجل تحقيق استقرار اليمن واستعادة مؤسساته الشرعية لمقاليد الحكم المسلوبة منذ انقلاب ميليشيا الحوثي المسلحة.
إلا أن الميليشيا المسلحة المدعومة من إيران تسعى طول الوقت إلى محاولة عرقلة كل المساعي الهادفة إلى التوصُّل إلى تسوية سياسية تضمن إنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق، وكان آخرها سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مطار عدن في 30 ديسمبر 2020م بالتزامن مع هبوط طائرة تُقِلُّ أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة التي تشكَّلت بموجب اتفاق الرياض الموقَّع في 5 نوفمبر 2019 بين حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني.
ومن أجل التعرُّف على اتجاه مستخدمي تويتر نحو ميليشيا الحوثي الانقلابية ودورها في اليمن، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية، برصد وتحليل عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة تفاعلت على هاشتاق #الحوثي.
تحليل الهاشتاق:
بإخضاع محتوى تغريدات المستخدمين المتفاعلين على هاشتاق #الحوثي لعملية التحليل بشقَّيْها الكمي والكيفي، خلصت النتائج إلى ما يلي:
أولًا: النشاط على الهاشتاق
على الرغم من عدم وجود حدث حالي يستدعي التفاعل على هاشتاق #الحوثي بكثافة، فإن نسبة النشاط عليه وتحديدًا المتعلق بعامل الانتشار (الوصول – الانطباع) تُعد جيدة، خاصة إذا تم النظر إليه في ظل وجود أحداث وتطورات أخرى مهمة تشهدها المنطقة والعالم، ممَّا يُؤشِّر إلى أن الميليشيا الانقلابية تُمثل عنصرَ توترٍ دائمٍ.
فخلال يوم واحد بلغت التفاعلية ما يلي:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ(744) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (38,629,831) مليون مرة.
• بلغ عدد مرات الظهور (77,618,928) مليون مرة.
ثانيًا: الحسابات المتفاعلة على الهاشتاق
تساوَتْ الحسابات الشخصية والمؤسسية في نِسَب التفاعل على الهاشتاق بنسبة 50% لكل منهما، وفي الوقت الذي جاء فيه المستخدم العربي ممثلًا للحسابات الشخصية، فإن الحسابات المؤسسية كانت خاصة بمؤسسات إعلامية.
ثالثًا: الاتجاه
اتسم اتجاه أغلب التفاعلات على هاشتاق #الحوثي بالسلبية نحو ميليشيا الحوثي، إذ حصل على إجمالي نسبة 93%، بواقع 49% في حسابات المؤسسات و44% في الحسابات الشخصية.
وفي المرتبة الثانية جاء الاتجاه المحايد بنسبة 6%، حيث اكتفت هذه الفئة بسَرْد التطورات الميدانية فقط دون إبداء أي توجُّه، وكانت جميعها لحسابات شخصية، ممَّا يعني أن الحسابات المؤسسية في أغلبها كان لها توجُّه عام من ميليشيا الحوثي، فاتسمت الغالبية العظمى من تغريداتها بالطابع السلبي باستثناء تغريدة واحدة فقط كانت إيجابية، حيث تضمَّن محتواها نَقْلَ تصريحٍ لأحد القيادات الحوثية يدَّعي فيه استعداد الميليشيا الانقلابية للسلام.
رابعًا: الإطار
يتضح من الشكل السابق أن التغريدات، عينة الدراسة التي تفاعلت على هاشتاق #الحوثي، ركَّزت على ثلاثة أُطر رئيسية، تمثّلت فيما يلي:
1- احتل إطار “الانتهاكات الإنسانية” المرتبة الأولى في التفاعل على هاشتاق #الحوثي بنسبة إجمالية بلغت 51%، بواقع 29% في الحسابات الشخصية و22% في حسابات المؤسسات، وقد اهتمت هذه الفئة بإظهار الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الإجرامية بحق الشعب اليمني.
2- في المرتبة الثانية جاء إطار “الصراع” بنسبة إجمالية بلغت 44%، مقسَّمَة إلى 25% لحسابات المؤسسات، و19% للحسابات الشخصية، وأطَّر المستخدمون الصراع بشكل أساسي بين:
أ- الميليشيات الانقلابية وقوات دعم الشرعية في اليمن.
ب- المشروع الإيراني في المنطقة وبشكل خاص في اليمن من جانب، والدفاع عن الهوية اليمنية ورفض هذا المشروع الطائفي من جانب آخر.
3- أمَّا إطار “التحذير” فقد حلَّ في المرتبة الثالثة بنسبة إجمالية بلغت 5%، حيث سعى المستخدمون إلى إظهار خطورة الميليشيات الحوثية ومخططها التخريبي الطائفي في اليمن، والذي يُعد جزءًا من مخطط إقليمي يسعى نظام الملالي في إيران إلى تنفيذه عَبْر أذرعه المسلحة بهدف نشر الفوضى في الدول العربية.
خامسًا: الأطروحات المركزية
تضمَّن محتوى التغريدات المتفاعلة على الهاشتاق العديد من الأطروحات المركزية، تمَحْوَرَتْ حول ما يلي:
1- “إجرام ميليشيا الحوثي” بنسبة إجمالية بلغت 58%.
أهم الحُجج التي اعتمد عليها المستخدمون للبرهنة على هذا الطرح، هي:
خطف الأطفال واستخدامهم في الحرب.
تعذيب المعتقلين وحرمانهم من الرعاية الطبية.
التمثيل بجثث الموتى.
قَصْف المنازل.
جرائم وانتهاكات وحشية ضد المدنيين في مدينة تعز وصلت إلى حد المجزرة والضحايا من النساء والأطفال.
– فَرْض الجباية على الشعب اليمني.
2- “سرد التطورات الميدانية” بنسبة 17%، حيث تناولت بعض التغريدات تقدُّم ميليشيا الحوثي في بعض المناطق والخسائر التي يتكبَّدها الحوثيون.
3- “تنفيذ الحوثيين لمخططات إيران الطائفية” بنسبة إجمالية بلغت 15%.
وقد اعتمد المستخدمون على مجموعة من الحُجج والبراهين التي تؤكد هذا الطرح، ومنها:
– اعتراف مفتي الحوثيين بأنهم امتداد لمشروع الملالي.
– استهداف الحوثيين الإرهابي لمطار عدن جاء بمساعدة خبراء إيرانيين.
– يسعى الحوثيون إلى حَجْب مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن أسوةً بما فعله النظام الإيراني.
– هدف الميليشيا الحوثية هو إخضاع بلادنا لأعداء عروبتنا.
– فَرْض النشيد الوطني الإيراني في صنعاء.
– سَعَى الحوثيون إلى طمْس الهوية اليمنية وتزييف الوعي الوطني، وفي المقابل نشر وتعزيز الطقوس والشعارات الإيرانية.
4- “مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف ضد ميليشيا الحوثي” بنسبة 10%.
وكانت أهم الحُجج التي استخدمها المغرِّدون للبرهنة على طرحهم هذا، ما يلي:
– ضرورة إدراج ميليشيا الحوثي على قوائم الإرهاب لحماية المدنيين من خطرهم وإجرامهم.
– وجوب إنقاذ اليمنيين من إرهاب الحوثيين.
– نقل تصريح رئيس الوزراء اليمني الذي يُؤكد فيه ضرورة محاسبة الحوثيين على انتهاكاتهم بحق الشعب والدولة اليمنية والذي لن يسقط بالتقادم.
ختامًا.. يتضح من العرض السابق وجود توافُقٍ في الرؤى بين حسابات المستخدمين (الأفراد) وحسابات المؤسسات الإعلامية حول الدور التخريبي لميليشيا الحوثي الإجرامية في اليمن، وأنها جزء من المشروع الأكبر لنظام الملالي في طهران، الذي يستهدف الدول العربية.
وأظهرت نتيجة التحليل أن المتفاعلين على هاشتاق #الحوثي لم ينخدعوا بادعاءات الميليشيا المدعومة إيرانيًّا بأنها تُدافع عن اليمن، بل على العكس جاء محتوى تغريداتهم مؤكِّدًا أن الحوثيين لا يسعون إلى السيطرة على اليمن فحسب، وإنما إلى تَوْتِيرِ الأجواء وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة بِرُمَّتِها.