ملخصٌّ تنفيذيٌّ
شهدت السياسة التركية في عهد رجب طيب أردوغان تحولاتٍ جذريةً في مواقفها تُجاه الدول العربية، تمَّ أهمُّها عقب اندلاع الربيع العربي، وما نتج عنه من صعود لتيار الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين. فتوهّم الرئيس التركي أن الظروف أصبحت مواتيةً لتحقيق مشروعه الخاص القائم على أحلامه التوسعية، وهواجس السيطرة وبسط النفوذ والرغبة في قيادة العالمَيْن العربي والإسلامي التي تُطارده طول الوقت.
ظنّ أردوغان أن لحظة التمكين والتنصيب كخليفةٍ للمسلمين أصبحت قابَ قوسَيْن أو أدنى للتحقق، وأضحى حلمُ استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية أقربَ إلى الحقيقة منه إلى الخيال.
إلا أن انهيار التجربة الإخوانية شكّل ضربةً قاسمة لأحلام أردوغان، مما جعله ينتهج سياسةً معاديةً تُجاه عدد من الدول العربية التي وقفت، وما تزال، حجرَ عثْرةٍ أمامَ مشروعه، وعلى رأسها المملكةُ العربية السعودية ودولةُ الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
ومن أجل التعرف على طبيعة خطاب الرئيس التركي تجاه الدول العربية، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد وتحليل عدد (100) تغريدة قام بنشرها على حسابه الرسمي بتويتر، فضلًا عن عدد من تصريحاته، وكشفت نتيجة الدراسة أن الرئيس التركي يعتمد الآن على استراتيجيتين متناقضتين، فمن جانب يتبنى خطابًا تصعيديًّا تتحكم فيه أوهامُه العثمانية، ومن جانب آخر يستخدم خطابًا عاطفيًّا يعتمد على العودة لسياسة المظلومية وأسلوب الاستعطاف للمواطن العربي من أجل تقبُّل جماعة الإخوان المسلمين مرةً أخرى. مما يُدلل على أن أردوغان ومن خلفه جماعةُ الإخوان يُعانون الآن حالةً من الانهيار والضعف والتخبُّط.
للإطلاع على تحليل الحساب والنتائج يمكنكم النقر على الصورة آدناه