تحرص مختلف الشركات والعلامات التجارية على وضع استراتيجيات تسويقية تستند في جانب رئيسي منها إلى منصات التواصل الاجتماعي، وفي سبيل ذلك تلجأ إلى الاعتماد على نمطين من المحتوى وهما المدفوع والمجاني.
وفي هذا الإطار، استعرض موقع “Hootsuite” المتخصص في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي مزايا كل من وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة والمجانية، وكيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة بينهما.
- ما هي وسائل التواصل الاجتماعي المجانية؟
تشير وسائل التواصل الاجتماعي المجانية إلى المحتوى غير المدفوع (المشاركات والصور ومقاطع الفيديو والميمات والقصص وما إلى ذلك) الذي يشاركه جميع المستخدمين، بما في ذلك الشركات والعلامات التجارية، مع بعضهم بعضاً عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ومن أمثلة أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي غير المدفوعة:
- نشر المحتوى بانتظام دون ترويج المنشورات أو رعايتها.
- تشجيع الموظفين على مشاركة محتوى الشركة عبر حساباتهم الشخصية (الدعم والمناصرة من جانب الموظفين).
- الرد على التعليقات والرسائل المباشرة من المتابعين في الوقت المناسب وبطريقة واقعية.
- مشاركة المحتوى الذي ينشئه المستخدمون وتعزيز المشاركة المجتمعية دون حوافز مالية.
وتجدر الإشارة إلى أن العلامة التجارية عندما تقوم بالنشر على حسابها بشكل غير مدفوع، يمكنها توقع أن الذين سيرون ذلك المحتوى هم:
- نسبة مئوية من متابعي الحساب (المعروف أيضًا باسم “الوصول المجاني”).
- متابعو متابعي الحساب (إذا اختار الأشخاص مشاركة منشورك).
- متابعو أي هاشتاقات تستخدمها العلامة التجارية.
ويعد السبب وراء كون وسائل التواصل الاجتماعي أساس كل استراتيجية تسويق رقمي اليوم، أنها أفضل طريقة لتعزيز التواصل مع العملاء على نطاق واسع، فعلى سبيل المثال، تستخدم العلامات التجارية وسائل التواصل الاجتماعي من أجل:
- تأسيس شخصيتها وإيصال صوتها.
- بناء العلاقات من خلال مشاركة المحتوى الإعلامي والترفيهي والمُلهم.
- إشراك العملاء في كل مرحلة من مراحل الشراء الخاصة بهم.
- دعم عملائها عبر خدمة العملاء.
- مزايا وسائل التواصل الاجتماعي المجانية
تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي المجانية بعدد من المزايا، تتمثل فيما يلي:
- المجانية: من الواضح أن إحدى الفوائد الكبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي المجانية أنها لا تكلفك شيئًا، حيث يمكن لأي شخص إنشاء حساب على وسائل التواصل الاجتماعي والبدء في النشر دون أي تكاليف أولية حقيقية. وعلى الرغم من أنه قد يكون من الأسهل التنبؤ بالنتائج وقياسها من خلال الحملات المدفوعة عبر وسائل التواصل، فإن الحملات المجانية لا تزال لديها القدرة على الانتشار، ووضع علامتك التجارية أمام جماهير لا يمكنك تخيلها أبدًا.
- بناء الثقة مع جمهورك: لا تهدف حملات وسائل التواصل الاجتماعي المجانية إلى زيادة المبيعات، وبدلًا من ذلك تركز على بناء سمعة العلامة التجارية، وتسلية الجمهور، وتقديم معلومات محدثة لهم.
- الاستدامة: من السهل بدء وتشغيل حملات وسائل التواصل الاجتماعي المجانية، فهي لا تحتاج إلى ميزانية أو متخصصين في الإعلانات أو فريق إنتاج كامل، ولهذا السبب تتسم وسائل التواصل الاجتماعي المجانية بالاستدامة على المدى الطويل.
ولكن بالطبع هناك جانب سلبي لوسائل التواصل الاجتماعي المجانية، فنظرًا لاستخدام جميع المنصات الرئيسية خوارزميات التصنيف، فنسبة صغيرة من متابعيك ستتمكن من رؤية مشاركاتك للمحتوى المجاني. وعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط الوصول المجاني لمنشور على فيسبوك حوالي 1-3% من عدد المتابعين، وبالنسبة للعلامات التجارية الكبرى التي لديها عدد كبير من المتابعين، غالبًا ما يكون العدد أقل.
- ما هي وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة؟
تتضمن وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة استخدام الميزانيات الإعلانية للترويج للمحتوى والوصول إلى جمهور أوسع على منصات التواصل، بعبارة أخرى إنها مثل الدفع مقابل لوحة إعلانية على الطريق السريعة ولكن في العالم الرقمي، حيث تدفع العلامات التجارية الأموال إلى فيسبوك ولينكدإن وإكس ويوتيوب من أجل مشاركة محتواها مع جماهير مستهدفة جديدة محددة إما من خلال “تعزيز” محتواها غير المدفوع أو تصميم إعلانات فريدة.
ومن أمثلة أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة:
- تعزيز مشاركة المحتوى للوصول إلى جمهور أكبر مما يسمح به الوصول غير المدفوع.
- إدارة حملات إعلانية تستهدف الوصول إلى فئات سكانية أو اهتمامات محددة.
- الترويج للأحداث أو المنتجات أو الخدمات من خلال المشاركات الدعائية.
- الاستفادة من الشراكات مع المؤثرين لتوسيع نطاق الوصول من خلال عمليات التعاون المدفوعة.
- زيادة حركة المرور وجذب العملاء المحتملين من خلال الاستثمار في استراتيجيات الإعلان المستهدفة على المنصات الاجتماعية.
وتستخدم الشركات والمؤسسات الترويج المدفوع على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل:
- زيادة الوعي بالعلامة التجارية وجذب متابعين جدد.
- الترويج لأحدث الصفقات والمحتوى وما إلى ذلك.
- توليد العملاء المحتملين.
- زيادة معدل التحويلات (بما في ذلك مبيعات التجارة الإلكترونية)
وبحسب ـموقع “eMarketer” المتخصص في التسويق الإلكتروني، سينمو الإنفاق على الشبكات الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 13.5% في العام الحالي ليصل إلى 82.88 مليار دولار.
ويشكل الإنفاق على إعلانات الفيديو، كتلك التي يتم إجراؤها على تيك توك وريلز إنستغرام ويوتيوب 55.2% من إجمالي الإنفاق الإعلاني. ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 21.2%، بقيمة 45.75 مليار دولار.
- مزايا وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة
توفر وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة 3 مزايا وهي:
- استهداف الجمهور: إن عرض الإعلان على فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب وتيك توك وغيرها من المنصات يتيح لك استهداف جمهور محدد، حيث يمكنك اختيار عرض إعلاناتك المدفوعة للأشخاص في فئة عمرية وموقع محدد وحتى مكان محدد.
- عائد استثمار واضح: عانت الإعلانات التقليدية لفترة طويلة من نقص الاستهداف والبيانات التفصيلية لحساب عائد الاستثمار، وهو أمر لا يحدث في إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تتبع أداء الإعلانات وتسجيلها، مما يوضح المبلغ الذي تم إنفاقه بالضبط مقابل كل نقرة وبيع وعميل محتمل.
- سهولة التتبع: جميع منصات التواصل الاجتماعي توفر بيانات تتبع التحليلات الأساسية، لكن إذا كنت تريد أن تأخذ بياناتك إلى أبعد من ذلك، فإن أدوات الطرف الثالث مثل “Hootsuite Analytics” تتيح لك تتبع الجهود المدفوعة عبر الأنظمة الأساسية، وإدارة جميع بياناتك من داخل لوحة تحكم واحدة.
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأنه على الرغم من وجود فرق بين وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة والمجانية، فإن هذا لا يعني عدم إمكانية اعتماد العلامة التجارية لاستراتيجية تسويق هجينة تجمع بين الجانبين من خلال تعزيز أهم المشاركات المجانية واختيار المنصة المناسبة، والعمل مع المؤثرين ذوي الصلة بالمنتج أو الخدمة، والاستفادة من مناصري العلامة التجارية، بجانب التتبع والتحسين المستمر للاستراتيجية التسويقية مع الاستفادة من مزايا الأتمتة.