يعد جمع وتحليل البيانات حول جمهورك ومنشوراتك التي تحقق أفضل أداء، وكذلك إخفاقاتك، كلمة السر لتحسين أدائك على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن دون هذه المعلومات الحيوية، يكاد يكون من المستحيل زيادة متابعتك أو تحقيق أهدافك على تلك المنصات، فكما يقول رجال الأعمال: “ما لا يمكن قياسه، لا يمكن إدارته”.
ولذلك تعد تقارير وسائل التواصل الاجتماعي، الطريقة الوحيدة لإثبات قيمة جهود التسويق الاجتماعي المبذولة، وتوضيح أهمية عملك بالنسبة للمؤسسة أو الشركة.
ووفقا لموقع “Hootsuite” المتخصص في التسويق، فإن تقرير الوسائط الاجتماعية، عبارة عن مستند يحتوي على تحليل متعمق لأداء حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بك خلال فترة محددة، حيث يساعدك على تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية، وقياس مدى نجاح حملاتك على منصات التواصل، وتحديد فرص التحسين والتطوير. فعلى سبيل المثال، قد يكشف تقرير عن حساب إنستغرام الخاص بعلامتك التجارية أن متابعيك يعلقون على مقاطع الفيديو أكثر من الصور، وبهذا تدرك أن “الريلز-Reels” تحقق مدى وصول أوسع من المنشورات.
- ما الذي يجب تضمينه في تقرير الوسائط الاجتماعية؟
سيكون كل تقرير مختلفًا عن الآخر، اعتمادًا على أهداف وسائل التواصل الاجتماعي الفريدة لشركتك، فما هو مهم لشركة وجبات سريعة قد لا يكون كذلك لجامعة. وفيما يلي نستعرض العناصر الواجب تضمينها في تقرير الوسائط الاجتماعية:
- ملخص تنفيذي: يبدأ الكثير من التقارير بنظرة عامة مختصرة على أبرز المحاور والنتائج.
- أهداف وسائل التواصل الاجتماعي: تساعد نظرة عامة سريعة على استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك في توفير القليل من السياق، وتذكير القراء بما تحاول القيام به، وهنا تتنوع الأهداف فقد تستخدم تلك المنصات كقناة لخدمة العملاء أو في التجارة الاجتماعية أو لغرس الوعي بالعلامة التجارية.
- أهداف خاصة بالفترة التي يغطيها التقرير: يتم تحديد ما الذي كنت تأمل في تحقيقه خلال هذه الفترة المشمولة بالتقرير، ربما زيادة في عدد المتابعين أو زيادة حركة المرور إلى موقع الويب الخاص بك. ومن الضروري توضيح ذلك حتى يفهم كل من يقرأ التقرير ما يعنيه “النجاح” بالنسبة لك على وجه التحديد.
- المقاييس ومؤشرات الأداء الرئيسية: اعرض مؤشرات الأداء الرئيسية التي تقوم بتتبعها والتي يجب أن تتوافق مع أهدافك. وقد تشمل هذه المؤشرات: التفاعل أو الوصول أو المتابعين أو النقرات على موقع الويب أو معدلات الإحالة للموقع.
- تحليل الأداء: ستحتاج إلى مراجعة كيفية مقارنة مقاييسك ومؤشرات الأداء الرئيسية مع هدفك المعلن، ومن ثم تحديد الاتجاهات والنجاحات والمجالات التي تحتاج إلى تحسين.
- مؤشرات الحملات: إذا قمت بإطلاق حملات خلال الفترة المشمولة بالتقرير، فعليك إنشاء جزء مستقل لرصد الإحصاءات حول أدائها ومعرفة ما الذي نجح، وما الذي يمكن تعديله في المرة القادمة.
- تحليل المنافسين: مقارنة أدائك بمنافسيك يمكن أن يوفر بعض الأفكار المثيرة للاهتمام.
- بيانات الجمهور: شارك أحدث المعلومات الديموغرافية عن جمهورك؛ من يتابعونك؟ من أين جاءوا؟ وكم أعمارهم؟ وماذا نعرف عن اهتماماتهم وسلوكهم؟ لأن فهم من يستهلك المحتوى الخاص بك يسمح لك بتخصيص المنشورات المستقبلية وفقًا لذلك.
- تحليل المحتوى: قد يكون هناك بعض الأفكار المثيرة للاهتمام التي يمكن العثور عليها في المحتوى الرائج، لذا قم بتقييم أداء أنواع مختلفة من المحتوى مثل النصوص والصور ومقاطع الفيديو وما إلى ذلك، وحدد المحتوى الذي لاقى صدى أكبر لدى جمهورك.
- أداء المنصة: قد تتطلب الشبكات الاجتماعية المختلفة استراتيجيات فريدة، إذ يمكن أن تقدم إحصاءات تيك توك وإحصاءات إنستغرام قصتين مختلفتين تمامًا. ولذلك إذا كنت نشطًا على منصات متعددة، فقم بتقييم أداء كل منها في هذا القسم.
- التوصيات: في ختام تقرير الوسائط الاجتماعية الخاص بك، وبناءً على تحليلك ونتائجك، اقترح توصيات قابلة للتنفيذ للحملات المستقبلية أو الفترة التي سيغطيها التقرير المقبل.
- كيفية إنشاء تقرير الوسائط الاجتماعية
إنشاء تقرير وسائل التواصل الاجتماعي ليس بالأمر الصعب كما يبدو، فتقسيمها إلى خطوات يمكن التحكم فيها، يُؤدي إلى تبسيط العملية. وفيما يلي دليل عملي لمساعدتك في إنشاء تقرير شامل:
- تحديد الجهة التي يستهدفها تقرير وسائل التواصل الاجتماعي: هل هذا من أجل رئيسك في العمل، أو فريق المبيعات، أم للمساهمين في الشركة أو لمشاركته مع عامة الناس؟
- إيضاح الأهداف والغايات المراد تحقيقها من خلال جهودك على وسائل التواصل الاجتماعي ثم قم بتقسيم ذلك إلى أهداف أصغر وأكثر تحديدًا بفترة زمنية.
- اختيار المقاييس ذات الصلة بالأهداف: ستكون المقاييس المهمة مختلفة لكل فريق تسويق، ولكن بعض المقاييس العامة الرئيسية يجب تضمينها وهي: عدد العملاء المتوقعين، عدد الإحالة للموقع الإلكتروني، إجمالي الإيرادات، إجمالي العائد على الاستثمار، إجمالي الإنفاق على الإعلانات بمنصات التواصل الاجتماعي، الحصة من الصوت الاجتماعي، المشاعر الاجتماعية.
- جمع البيانات: قم بجمع البيانات الخاصة بالفترة المشمولة بالتقرير عبر كافة الأنظمة الأساسية ذات الصلة التي تستخدمها علامتك التجارية.
- تحليل الأداء: لا تعني البيانات أي شيء إذا لم تفكر فيها وتوصلت إلى استنتاجات أو رؤى، لمعرفة المحتوى والاستراتيجيات التي ساهمت بشكل أكبر في نجاحك، وتحديد نقاط ضعفك.
- إنشاء أشكال بيانية: قم بتوضيح بياناتك باستخدام المخططات والجداول والرسوم البيانية.
- مقارنة بياناتك بالفترات السابقة: يمكن أن تساعدك مقارنة عام أو حتى أسبوع واحد بآخر في قياس مدى التقدم.
- مشاركة بيانات الجمهور: اجمع معلومات حول التركيبة الديموغرافية لجمهورك واهتماماته وسلوكياته، وشاركها في تقرير وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بك.
- التحليل التنافسي: اسحب بعض البيانات الحديثة عن منافسيك ومجال صناعتك، فهذه المعلومات تساعدك في قياس أدائك ضمن سياق أكبر.
- تقييم الحملات: وذلك من أجل تحديد الجوانب التي أدت إلى النجاح وما يمكن تحسينه في الحملات المستقبلية.
- التوصيات وخطة العمل: وهي نتاج لاستيعاب كل البيانات الواردة في النقاط سالفة الذكر، حيث تساعدك في تقديم توصيات قابلة للتنفيذ للحملات المستقبلية، سواء كان ذلك يعني اقتراح أفكار للمحتوى أو تعديل جداول النشر.
- أنواع تقارير الوسائط الاجتماعية
اعتمادًا على أهدافك أو جمهورك المحدد، يمكن أن يتخذ تقرير وسائل التواصل الاجتماعي عدة أشكال مختلفة، أبرزها:
- تقارير شهرية: توفر لمحة سريعة عن أدائك على مدار شهر. وهي مفيدة لتتبع الأهداف قصيرة المدى، وتسمح لك بإجراء تعديلات على الاستراتيجية في الوقت الفعلي.
- تقارير ربع سنوية: تقدم تحليلاً أكثر شمولاً لأدائك خلال ربع السنة وتوفر منظورًا أوسع، وتساعد فريقك على تحديد الاتجاهات طويلة المدى.
- تقارير خاصة بالحملات: من المفيد إنشاء تقرير مخصص لحملة معينة، للحصول على رؤى تفصيلية حول نجاحها ومجالات التحسين.
- تقارير خاصة بالمنصة: تتمتع كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي بديناميكية فريدة خاصة بها، لذلك قد تجد أنه من الصعب مراجعة الفروق الدقيقة في تقرير عام واحد. وهنا يأتي دور تقارير وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمنصة.
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن تقرير الوسائط الاجتماعية المصمم جيدًا يوفر رؤى قيمة حول جهود الشركة أو العلامة التجارية ويسهم في اتخاذ قرارات مستنيرة تعزز من مكانتها وحضورها وسمعتها في فضاءات التواصل الرقمي.
