تقارير

سوق تحليلات الوسائط الاجتماعية في عام 2028

مع تزايد القدرة التنافسية للأعمال بوتيرة هائلة على مستوى العالم، تتجه الشركات إلى البحث عن طرق مبتكرة لجمع المعلومات حول جمهور المستهلكين، وترجع تلك القدرة التنافسية المتزايدة إلى عدة عوامل تختلف من بلد إلى آخر، لكن تبقي العولمة، وزيادة تبني “الصناعة 4.0” (تقنيات الثورة الصناعية الرابعة)، والأنشطة الترويجية المتزايدة، وارتفاع الوعي بالعلامات التجارية، وزيادة حساسية الأسعار بين المستهلكين بعض العوامل الرئيسية التي تغذي تلك المنافسة.

ويمكن أن توفر الحلول والخدمات التحليلية لوسائل التواصل الاجتماعي معلومات متنوعة تساعد في تحديد المنافسين، وفهم استخداماتهم للمنصات الاجتماعية، واستراتيجياتهم التسويقية عبر تلك المنصات، ومقارنة النتائج مع المنافسين، وتحديد الفجوات أو التهديدات في الاستراتيجية التي تتبناها الشركة أو العلامة التجارية، الأمر الذى يُعزز من نمو سوق تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الإطار، نشرت شركة “Insight Partners” المتخصصة في مجال التسويق دراسة حول “توقعات سوق تحليلات الوسائط الاجتماعية حتى عام 2028″، مشيرة أنه من المتوقع أن يصل حجم السوق العالمي لتحليلات وسائل التواصل الاجتماعي إلى 26.29 مليار دولار بحلول 2028 بعدما كان يبلغ 7 مليار دولار في عام 2021؛ وأن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 21.5% خلال الفترة من 2022-2028.

ويمكن استعراض هذه الدراسة على النحو التالي:

 

تأثير جائحة كورونا على نمو سوق تحليلات الوسائط الاجتماعية

أدى تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” إلى زيادة استخدام منصات التواصل الاجتماعي وتسجيل طفرة هائلة في عدد المستخدمين النشطين، وعلى إثر ذلك ازداد في الربع الثالث من عام 2020 اشتراك الشركات في تحليلات الوسائط الاجتماعية من أجل جذب المزيد من العملاء الجدد والاحتفاظ بالعملاء القدامى، مما أتاح فرص نمو هائلة للاعبين في سوق تحليل وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم.

وشهد اللاعبون الرئيسيون لتحليلات المنصات الاجتماعية في السوق ارتفاع حاد في الطلب على خدماتهم بعد الربع الرابع من عام 2020 نظرًا لأن معظم قطاعات الصناعة كانت تتجه بشكل متزايد إلى الحلول والخدمات التحليلية الممكّنة من الذكاء الاصطناعي لتحديد طرق مستدامة لمواصلة العمليات التجارية وسط تهديد الوباء، حيث تساعد تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي في جمع رؤى قابلة للتنفيذ أو ذات مغزى من المنصات الاجتماعية لدعم نمو الأعمال، عبر التحليل التنافسي الاجتماعي، والاستماع إلى الوسائط الاجتماعية، وتحليلات الصور، وتحليل المشاعر، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي.

فمن خلال استخدام تحليلات الوسائط الاجتماعية، يمكن للشركات بناء مجتمع داعم لأنشطتها، وقياس تقييم علاماتها التجارية أو منتجاتها، وفهم احتياجات المستهلكين بشكل أفضل.

 

إدارة وسائل التواصل الاجتماعي

وفقا للدراسة، من المتوقع أن ينمو سوق إدارة وسائل التواصل الاجتماعي من 17.3 مليون دولار أمريكي في العام الحالي 2022 إلى 63.7 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2028؛ حيث يتم اعتماد استخدام إدارة المنصات الاجتماعية بشكل متزايد من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة بسبب تحويل التركيز نحو التسويق الاجتماعي، إذ يعد التفاعل مع المستهلكين على المنصات استراتيجية تسويقية مهمة للشركات الصغيرة تساعد في بناء الوعي بالعلامة التجارية، وزيادة قاعدة عملاء الشركة والتواصل مع العملاء الحاليين.

ويكون التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا سهلاً لأصحاب الأعمال الصغيرة طالما يتبنوا نمط نشر نشط على صفحات المنصات الاجتماعية، فضلا عن أنه نهج تسويقي فعال من حيث التكلفة، ويسهم في انتشاره تزايد عدد الشركات الناشئة عالميًا، كما هو الحال في الهند وألمانيا والبرازيل، فعلي سبيل المثال، تم تسجيل 140 شركة ناشئة في ألمانيا خلال الربع الثاني من عام 2021، مقارنة بـ35 شركة في الفترة نفسها من عام 2020.

 

أدوات مراقبة منصات التواصل

إن أدوات مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن برامج مزودة بوظائف عديدة للاستماع والتتبع وجمع المحتوى ذي الصلة عبر العديد من شبكات التواصل، حيث يتم استخدام هذه الأدوات من قبل فريق التسويق والاتصالات بالشركة لتحديد الاتجاهات وفهم سلوك العملاء وتتبع المنافسين وكذلك تحديد المشاعر.

وبحسب الدراسة، ثمة عوامل رئيسية تعزز نمو أداة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وهي زيادة الاستثمارات في الإعلانات الرقمية، والتركيز على فهم تفضيلات العميل لمنتجات معينة، والاعتماد على أدوات الإعلان عن البرامج للوصول إلى العملاء، بجانب الاتجاه المتزايد لتوفير محتوى مخصص.

من جهة أخرى، أثر الانتشار المتزايد للهواتف الذكية والإنترنت بشكل كبير على زيادة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وقد استفادت الشركات من هذه المنصات في التواصل مع العملاء وتعزيز ظهور علامتهم التجارية، لكن في المقابل أدى التبني المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي لارتفاع هجمات التصيد الاحتيالي المدمرة، إذ تستخدم العناصر الإجرامية الترابط في العالم الرقمي لزيادة مدى وصولهم عبر قنوات متعددة لتوزيع البرامج الضارة والاحتيال وتنفيذ أنشطة ضارة أخرى. وللتغلب على هذه المشكلات، تسعي المؤسسات للاستفادة من الأتمتة وتقنيات التعلم الآلي المتطورة لاكتشاف ومنع تهديدات الوسائط الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، تطرقت الدراسة إلى أدوات النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مستعرضة دورها في مساعدة الشركات في إنشاء المحتوى وإدارته ونشره على حساباتها، لاسيما وأن الشركات عادة ما تدير حسابات متعددة عبر شبكات اجتماعية مختلفة، وغالبًا ما تكمل حسابات الوسائط الاجتماعية الحملات الإعلانية أو تعلن عن منتجات وأحداث.

ومن هذا المنطلق، أصبحت إدارة الصفحات الاجتماعية المتعددة وإدارة العلاقات مع العملاء من العوامل الرئيسية التي تدفع نمو سوق النشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأخيرًا يمكن القول بأن التغيرات في سلوك الجمهور ورغبة الشركات في التكيف مع مرحلة ما بعد كورونا شكلت دافع رئيسي لتبني هذه الشركات والعلامات التجارية تقنيات جمع المعلومات لدعم أهدافها التجارية واكتساب ميزة تنافسية، وبالتالي أصبحت خدمات تحليل وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً تمكينيًا رئيسيًا لتطوير حملة تسويقية قوية.

زر الذهاب إلى الأعلى