موضوع الهاشتاق:
شكَّل مسلسل ضحايا حلال الذي يُبث عبر تطبيق “شاهد VIP” مثار جدل كبير بين مستخدمي “تويتر” في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أدى إلى صعود هاشتاق (#ضحايا_حلال) لقائمة الـ”ترند” للأعلى تداولًا في المملكة في أكثر من مناسبة، سواء لغرض ترويجي أو هجومي، كان آخرها عقب إعلان الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية صباح اليوم الأربعاء، 30 ديسمبر2020 إيقاف بث المسلسل وإزالة جميع الإعلانات الخاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم إجازتها للمسلسل، فضلًا عن عدم مراعاة صنّاع العمل لضوابط المحتوى الإعلامي، الأمر الذي يُعد مخالفة لنظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية.
التفاعل على الهاشتاق:
فور إعلان الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع السعودية إيقاف بث مسلسل ضحايا حلال، تَفَاعَلَ المستخدمون السعوديون بكثافة على الهاشتاق الذي يحمل اسمه (#ضحايا_حلال)، فجاءت التفاعلات خلال الساعات الثلاث التي أعقبت الإعلان على النحو التالي:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ(1096) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (17.704.787) وصول.
• بلغ عدد مرات الظهور (19.288.524) ظهور.
• معدل التغريدات الأصلية 29.8%.
• معدل إعادة التغريد 66.9%.
• الردود على التغريدات 3.3%.
هاشتاقات مرتبطة
ظهر مع هاشتاق (#ضحايا_حلال) عدد من الهاشتاقات المرتبطة مثل (#ضحايا_حلال_لا يمثلنا)، (#ضحايا_حلال_يروج_للبيدوفيليا)، (#ايقاف_مسلسل_ضحايا_حلال)، و (#هيئة الإعلام_المرئي_والمسموع).
وتعكس هذه الوسوم حالة الرفض والاستنكار الشعبي للمسلسل وصُنّاعه بسبب فكرته ومضمونه، وفي المقابل الإشادة بقرار هيئة الإعلام المرئي والمسموع السعودية بإيقاف بثّه.
تحليل الهاشتاق:
قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين على الهاشتاق، وبإخضاعها للتحليل بشقيه الكمي والكيفي أظهرت النتائج ما يلي:
أولًا: اتجاه المستخدمين من قرار الهيئة
1- جاءت غالبية التغريدات مؤيدة لقرار الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بإيقاف بث المسلسل لتحتل بذلك المرتبة الأولى بنسبة 75% من إجمالي العينة المرصودة.
وتمثّلت أهم الحُجج التي استند إليها أنصار هذا الاتجاه فيما يلي:
المسلسل يهدف إلى نشر الانحلال الأخلاقي.
ضرورة وقف المسلسل لمخالفته الإجراءات القانونية.
يُمثل العمل تهديدًا للقيم المجتمعية.
وقف العمل هو تطهير للمجتمع من التلوث الفكري والبصري.
المسلسل هو محاولة لتشويه المجتمع السعودي.
2- حصل الاتجاه غير المؤيد لقرار الهيئة على المرتبة الثانية بنسبة 23%، وجاءت أهم حُجج هذا الاتجاه على النحو التالي:
فكرة المسلسل جديدة.
المسلسل يعرض واقعًا فعليًّا.
وقف المسلسل تم من أجل إرضاء الناس على الرغم من أهميته.
الوقف هو تقييد لحرية الإبداع.
3- جاء في المرتبة الثالثة الاتجاه غير الواضح من قرار الإيقاف بنسبة 2%، وقد اكتفى أنصاره بالسرد التقريري للحدث دون إبداء رأيهم في قرار إيقاف البث.
ثانيًا: الإطار المرجعي
1- حصل الإطار الاجتماعي على المرتبة الأولى بنسبة 36%، حيث اعتمدت هذه الفئة على مبادئ المجتمع السعودي كإطار مرجعي، ورأت أن محتوى المسلسل يُخالف ويُناقض عاداته وتقاليده، ولا يُمثل المجتمع السعودي، بل يُقدم أفكارًا مبتذلة وهدّامة.
2- في المرتبة الثانية جاء الإطار القانوني بنسبة 33%، وقد اتخذت هذه الفئة النواحي القانونية إطارًا مرجعيًّا في تناولها لقرار إيقاف المسلسل الذي خالف الإجراءات المعمول بها في المملكة.
3- أمَّا الإطار الفني فقد احتل المرتبة الثالثة بنسبة 17%، وكان أغلب المعتمدين على الجانب الفني رافضين لقرار إيقاف المسلسل، مُتخذين فكرة حرية الفن والإبداع كإطار مرجعي لتبرير موقفهم.
4- جاء الإطار الأخلاقي في المرتبة الرابعة بنسبة 13%، حيث هاجم بعض المستخدمين المسلسل من منطلق أنه ينشر مضمونًا غير أخلاقي.
5- وفي المرتبة الخامسة جاء الإطار الديني بنسبة 1%، حيث تم تناول قرار الإيقاف من منظور ديني.
ثالثًا: نظرة المستخدمين لمضمون المسلسل
في المقابل، اهتم مركز القرار باستكشاف رؤية المستخدمين السعوديين حول القضايا التي تناولها المسلسل، وقد جاءت النتائج كما يلي:
1- جاءت تغريدات المستخدمين التي لم تعرض وجهة نظر حول مضمون المسلسل في المرتبة الأولى بنسبة 41%، وقد اكتفت هذه الفئة بالتعبير عن اتجاهها من العمل فقط.
2- محتوى التغريدات التي رأى أصحابها من المستخدمين أن المسلسل يُشوِّه واقع المجتمع السعودي الفعلي ويسعى لتصدير صورة سلبية عن المملكة فقد احتلت المرتبة الثانية بنسبة 40%.
3- اعتبرت 13% من التغريدات في عينة الدراسة أن المسلسل ينقل الواقع.
4- بينما رأى 6% من التغريدات أن هذه النوعية من الأعمال -إذا سُمح لها- فإنها ستُسهم في هدم النسق القيمي للمجتمع السعودي.
ختامًا.. فقد أظهرت تفاعلات المستخدمين عددًا من المؤشرات، أهمها:
قرار الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الذي جاء إعمالًا لدورها الرقابي كان متماشيًا ومعبِّرًا عن رأي المواطن السعودي، وانتصارًا للقانون والعادات والقيم السعودية.
السرعة والحسم اللذان اتسم بهما القرار هما بمثابة رادع لكل من يتحايل ويُخالف القانون أو يسعى لتشويه المجتمع السعودي بدعوى نقل الواقع.
الإبداع لا يعني مخالفة الأعراف والتقاليد والدين.
هناك فارق بين الطرح الجريء والطرح المَعيب.