ملخص تنفيذي:
تُعدّ الأزمة موقفاً طارئاً يُحدِث ارتباكاً في تسلسل الأحداث اليومية، ويُؤدّي إلى سلسلةٍ من التفاعلات، تَنجم عنها تهديدات ومخاطر مادية ومعنوية للمصالح الأساسية للمجتمع، مما يستلزم اتخاذ قراراتٍ سريعة في وقت محدد، وفي ظروف يسودها التوتر نتيجة لنقص المعلومات المتعلقة بموقف الأزمة.
وفي ظل هذه الظروف ينشط دور الإعلام في مواجهة الأزمة، بتأمين التدفّق السريع للمعلومات والبيانات المتعلقة بالأزمة، وتوعية الجمهور بأساليب مواجهتها ومواجهة تداعياتها، بالإضافة إلى الأدوار والوظائف المطلوبة منه للإسهام في احتواء آثار الأزمة.
وللكشف عن دور حسابات التواصل الاجتماعي في إدارة أزمة فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية بإجراء دراسة تحليلية لحسابات تويتر الخاصة بالوزارات المعنية بالتعامل مع أزمة كورونا مباشرة، وهي وزارات:
الصحة، والتجارة، والتعليم، والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والشؤون البلدية والقروية. وذلك خلال فترة ذروة الأزمة، في الفترة 14 – 28 مارس 2020م.
وكشفت نتائج الدراسة التحليلية وجود دور فعّال لحسابات الوزارات السعودية عيّنة الدراسة في إدارة أزمة كورونا، كلّ وزارة في تخصّصها الأساسي، إلى جانب الأدوار التوعوية والإرشادية العامة للمواطنين والمقيمين، كما أظهرت نتائج الدراسة التحليلية وجودَ فروق بين الحسابات الخمسة في الأداء، وتفاعل المتابعين، ومعدّل الاستجابة للمتابعين.
موضوع الدراسة:
نشأ اصطلاح إدارة الأزمــات Crisis Management للإشارة إلى دور الدولة في مواجهة الكوارث المفاجئة والأحداث الطارئة وغيرها من الأزمات، ثم ما لبث الاصطلاح أن ارتبط بأداء أجهزة الدولة والمنظمات العامة، لإنجاز مهامّ عاجلة أو إيجاد حلول لمأزق طارئ، ولم يكن الإعلام بعيداً عن إدارة الأزمات، فهو شريك في إدارة الأزمة، وعامل فعّال من عوامل نجاح الدول والمنظمات في إدارة الأزمات وتحقيق الأهداف.
وتُعدّ أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) من أهمّ الأزمات العالمية في الفترة الحالية، كونها خطراً يُهدّد العالم أجمع، في ظل الانتشار السريع للفيروس، وتزايد أعداد المصابين به بما يتجاوز القدرات الصحية لبعض الدول، الأمر الذي وضع تحدياتٍ كبيرةً أمام الدول، سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب أو المنظمات والهيئات الصحية، لذلك سارعت الجهات والهيئات الدولية فضلاً عن المؤسسات المختلفة داخل كلّ دولة، للتعامل السريع مع هذه الأزمة المستفحلة، ومحاولة السيطرة عليها بعدما أضحت وباءً عالمياً حسب منظمة الصحة العالمية.
وتُعتبر شبكات التواصل الاجتماعي إحدى الوسائل الاتصالية الفاعلة ضمن منظومة إدارة أزمة فيروس كورونا، ليس في المملكة وحدها، وإنما في مختلف دول العالم، حيث سارعت حسابات التواصل الاجتماعي، وخاصة الحكومية منها، إلى الإسهام في إدارة الأزمة، وتقديم التوعية الصحية لتشكيل وعي سليم في مواجهة هذا الوباء، إلى جانب التحديث اليومي للبيانات والإحصاءات الرسمية الموثقة والدقيقة حول تطوّر الوباء وسيناريوهاته المستقبلية.
وانطلاقاً من ذلك، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية بإجراء دراسة تحليلية لعيّنة من حسابات الوزارات السعودية في تويتر، ومَثّلت هذه العيّنة الوزاراتِ السعوديةَ التي تتعامل مع أزمة كورونا مباشرةً من جوانبها المختلفة، وذلك بهدف رصد وتحليل آليات إدارة الأزمة على حسابات التواصل الاجتماعي للوزارات عيّنة الدراسة، ومدى قدرة تلك الحسابات على استكمال أهداف الوزارات في السيطرة على الأزمة والقضاء عليها، وذلك خلال الفترة الزمنية التي مثّلت ذروة تصاعد أزمة كورونا، بما يُسهِم في الكشف عن أداء الحسابات عيّنة الدراسة، ومدى قدرتها على الإسهام في إدارة هذه الأزمة.
للإطلاع على نتائج الدراسة والتوصيات ومزيداً من التحليلات يمكنكم النقر على هذه الصورة