تُهيئ الألعاب الإلكترونية مساحة يشعر فيها الأطفال بالتواصل والدعم من الآخرين، ولكن دون توجيه مناسب حول الألعاب الملائمة لهم أو كيفية إدارة وقتهم، قد يواجهون تحديات مثل التنمر أثناء اللعب، أو المتحرشين عبر الإنترنت أو في بعض الحالات إدمان الألعاب.
وقد برزت مؤخرًا أزمة تتعلق بمنصة “روبلوكس” للألعاب التي تُعد واحدة من أشهر منصات الإنترنت للأطفال، حيث يستخدمها ما يقرب من 82 مليون شخص يوميًا، أكثر من نصفهم دون سن18 عامًا، إذ تمنح المنصة المجانية، مستخدميها فرصة فريدة لإنشاء ألعابهم الخاصة، أو خوض مغامرات صممها آخرون.
ووسط هذه المغامرات، تبرز خاصية الدردشة أداة للتواصل بين اللاعبين، لكن هذه الميزة تحولت لأداة خطرة، فالطفل قد يجد نفسه أمام أبواب مفتوحة تسمح للغرباء بمعرفة تفاصيل خاصة عنه، كعنوان سكنه، أو تعريضه للتحرش والتنمر الإلكتروني.
وعلى هذا النحو، واجهت “روبلوكس” دعاوى قضائية تتهمها بعدم بذل جهود كافية لحماية الأطفال أثناء استخدامهم لخدمات الألعاب التي توفرها، وكذلك اتهامات باستضافة محتوى إباحي واستدراج الأطفال، والتحريض على العنف، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وفي يوليو الماضي، رُفعت دعوى قضائية في ولاية أيوا الأمريكية بعد مزاعم بأن فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا تعرّفت على متحرش بالغ عبر المنصة، ثم اختُطفت وهُرّبت عبر ولايات متعددة وتعرضت للاغتصاب.
وفي هذا الإطار، نستعرض خلال التقرير التالي أبرز المخاطر التي قد يواجهها الأطفال عبر منصات الألعاب الإلكترونية، وتوصيات تتضمن الإرشادات والإجراءات الخاصة بالسلامة.
- مخاطر ممارسة الألعاب عبر الإنترنت
وقد استعرض موقع “كاسبرسكي” لحلول الأمن الإلكتروني قائمة بأكثر المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال خلال ممارسة الألعاب عبر الإنترنت، ومن أبرزها:
- التنمر الإلكتروني:
قد تُعرض بعض الألعاب أو تفاعلات اللاعبين الأطفال لمحتوى غير مناسب، كالعنف أو الألفاظ البذيئة أو المواضيع التي تخص البالغين. كما تتيح العديد من الألعاب للمستخدمين تحميل محتواهم الخاص، والذي قد لا يكون مناسبًا دائمًا لأعمارهم.
- مشاكل الخصوصية
توصي مبادرة “ابق آمنًا على الإنترنت” بعدم إنشاء الأطفال أسماء مستخدمين مشتقة من أسمائهم الحقيقية، أو أسماء قد تكشف عن أي معلومات شخصية أخرى مثل موقعهم أو أعمارهم.
ووفقًا لمركز الاستجابة لطوارئ الحاسوب في الولايات المتحدة، فإن الطبيعة الاجتماعية لألعاب الإنترنت تسمح لمجرمي الإنترنت بالتلاعب بالمحادثات. فقد يختارون طفلك في دردشة عامة، ثم يبدأون بإرسال رسائل شخصية تطلب معلومات شخصية مفصلة. ومن خلال تجميع البيانات من الألعاب ومصادر أخرى، قد يتمكن المتسللون من الوصول إلى حسابات أخرى موجودة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، أو إنشاء حسابات جديدة – حتى هويات رقمية كاملة – باسم طفلك.
- مخاوف بشأن كاميرات الويب
لطالما كانت كاميرات الويب هدفًا للاختراق منذ ظهورها. في البداية، كانت كاميرات الويب أجهزة طرفية منفصلة ماديًا، يُضيفها المستخدمون يدويًا، وغالبًا ما تُترك بدون حماية، وتُضبط إعدادات المصنع الافتراضية. كانت الثغرات الأمنية كثيرة وسهلة.
واليوم، مع وجود العديد من الأجهزة، من أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى الأجهزة اللوحية إلى الهواتف الذكية المزودة بكاميرات ويب مدمجة، لا تزال تقارير اختراق كاميرات الويب أحداثًا متكررة.
ويمكن للمهاجمين التحكم عن بُعد في أي جهاز تسجيل متصل – مثل كاميرا الويب أو الميكروفون – واستخدامه لاستغلال أطفالك. وللمساعدة في الحد من هذا الخطر، استخدم برنامج أمان سيبراني يوفر عمليات فحص آنية ومجدولة للنظام بحثًا عن البرامج الضارة.
وتأكد من أن جميع كاميرات الويب تعمل على وضع “إيقاف التشغيل” كإعداد افتراضي، واستخدم دروعًا مادية، سواءً كانت أغطية مدمجة للكاميرات أو شريطًا لاصقًا معتمًا.
- المتحرشون عبر الإنترنت
هم عادةً لاعبون كبار في السن يستخدمون ألعاب الفيديو لاستدراج الضحايا الأصغر سنًا واستمالتهم. وقد يتطور هذا إلى رسائل غير لائقة، أو محادثات عبر كاميرا الويب، أو حتى لقاءات وجهًا لوجه قد تؤدي إلى استغلال جنسي.
وتتيح ألعاب الإنترنت للمتحرشين فرصة بناء تجربة مشتركة عبر الإنترنت، فبعد هزيمة خصم قوي أو استكشاف مستوى جديد من اللعبة، يُكون المتحرشون رابطًا مع اللاعبين الأصغر سنًا بناءً على هذه التجارب المشتركة، ويستغلونهم لخوض تجارب أكثر شخصية.
وفي كثير من الحالات، يسعى المتحرشون إلى عزل الأطفال عن طريق فصلهم عن آبائهم وأصدقائهم الحقيقيين، متظاهرين بأنهم الشخص الوحيد الذي يفهمهم حقًا.
- رسوم خفية
تتعدد أشكال وحيل الألعاب الإلكترونية الخطيرة، حيث تستخدم بعض هذه الألعاب نموذج “المجانية جزئيًا”، أي أنها تقدم محتوى مجانيًا، ولكن يتطلب الوصول إلى كامل ميزات اللعبة ووظائفها وإمكانية الوصول إليها دفع رسوم.
وفي معظم الحالات، تتطلب هذه الألعاب من المستخدمين ربط بطاقة ائتمان بملفهم الشخصي ويتم خصم المبلغ من البطاقة تلقائيًا عند شراء أي سلع أو خدمات جديدة.
- البرامج الضارة
قد تكون البرامج الضارة مُستضافة بواسطة تطبيق مرخص أو تتخفى ببساطة في صورة تطبيق مرخص. وفيما يلي ثلاث خطوات أساسية لتقليل مخاطر البرامج الضارة:
- انتبه إلى أحدث المراجعات والأخبار
- ابحث عن مُطوّري الألعاب بالإضافة إلى البائع أو المتجر
- استخدم برنامج الأمن السيبراني الخاص بك لفحص الملفات عند تنزيلها على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول
- إرشادات وإجراءات للسلامة
استعرضت منظمة “Internet Matters” المعنية بالحفاظ على سلامة الأطفال على الإنترنت مجموعة من الإرشادات والإجراءات التي توصي الآباء بها، وهي كالتالي:
- استخدام تصنيفات العمر والضوابط الأبوية لحظر الألعاب والمحتوى غير المناسب.
- تشجيع طفلك على التحدث معك حول تجاربه
- اعرف كيفية الإبلاغ عن اللاعبين المسيئين أو حظرهم.
- علم طفلك ألا يشارك أبدًا معلوماته الشخصية وأن يلتزم باللعب مع الأشخاص الذين يعرفهم في الحياة الواقعية.
- ضع حدودًا لوقت اللعب وشجع طفلك على تحقيق توازن صحي بين الأنشطة.
- قم بتعطيل عمليات الشراء داخل تطبيقات الألعاب أو إعداد حدود الإنفاق على حساباتهم.
- استخدم إعدادات الخصوصية وعلم طفلك كيفية تجنب مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.
- ذكّر طفلك بتجنب مشاركة تفاصيل الحساب، والحرص على تحميل البرامج أو التحديثات الموثوقة فقط.



