تقارير

منطقة عسير.. وجه الطبيعة الخلابة الجاذب للسياحة في السعودية

يشكل قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية إحدى الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، لتنويع الاقتصاد وخفض الاعتماد على النفط، حيث تتمتع المملكة بمقومات طبيعية وثقافية وتاريخية متنوعة، جعلت من السياحة رافدًا اقتصاديًا يدعم النمو، ويوفر فرص العمل، ويرسّخ حضور المملكة كوجهة سياحية عالمية، ويعزز مكانتها كوجهة للسفر دوليًا.

وتبرز منطقة عسير التي تجمع بين الجمال الطبيعي الغني والثقافة الأصيلة وتجارب مميزة يبحث عنها محبو السفر كوجهة سياحية متميزة. كما تواصل جهودها في تطوير السياحة المستدامة، مستهدفة جذب 9.1 مليون زائر سنويًا، والمساهمة بمبلغ 26 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي السياحي للمملكة بحلول عام 2030، وفقا لهيئة تطوير منطقة عسير.

  • مؤشرات دولية توثق قفزات كبيرة للسياحة السعودية

تُظهر مؤشرات السياحة العالمية قفزات كبيرة حققتها المملكة، حيث تصدرت دول مجموعة العشرين في معدل نمو أعداد السياح الدوليين بنسبة 69% مقارنة بعام 2019. كما جاءت السعودية في المرتبة الأولى عالميًا كأعلى وجهة سياحية في نسبة نمو إيرادات السياح الدوليين خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنةً بالفترة المماثلة من عام 2019، وفقًا لتقرير باروميتر السياحة العالمية الصادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

وتبرز حاليًا كمركز عالمي للفعاليات المختلفة ولا سيما الرياضية من خلال استضافة بطولات ومنافسات دولية كبرى تعزز من جاذبيتها على خريطة السياحة الدولية.

وقد اتخذت الدولة خطوات متعددة لتعزيز القطاع السياحي، منها إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة، وافتتاح أول مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية في الرياض، وإطلاق مشروعات مثل مشروع البحر الأحمر ومشروع أمالا ومشروع القدية.

كما يُعد صندوق التنمية السياحية أحد الأبعاد الأساسية لرؤية المملكة، حيث يهدف إلى دفع عجلة الاستثمار السياحي وتنمية البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي. إضافة إلى ذلك، تم إطلاق المنصة الوطنية للرصد السياحي، التي تسهم في متابعة التطورات وتحديد الفرص الواعدة في السوق.

إلى ذلك، اهتمت المملكة كذلك بالجانب المتعلق بالرقمنة للتسهيل على السياح من خلال إطلاق منصة “روح السعودية”، والتأشيرة الإلكترونية وتوسيعها لتشمل 66 دولة، وكذلك إطلاق النسخة التجريبية من “سارة” المرشدة الذكية للسياحة، بجانب استراتيجية السياحة الرقمية.

وبعد تحقيق مستهدف جذب 100 مليون سائح محلي ودولي قبل الموعد المحدد، رفعت المملكة طموحاتها إلى هدف جديد يتمثل في استقبال 150 مليون سائح بحلول عام 2030.

  • منطقة عسير

تتمتع منطقة عسير في جنوب غرب المملكة العربية السعودية بمقومات طبيعية لا مثيل لها وتراث ثقافي غني، ودرجة حرارة نادرًا ما تتجاوز 32 درجة مئوية حتى في منتصف يوليو، وهو ما جعلها في قلب خريطة الجهود ذات الصلة بالاهتمام بقطاع السياحة في المملكة، حيث يعمل كل من صندوق الثروة السيادية السعودي، وصندوق الاستثمارات العامة ومستثمرين من القطاع الخاص على خطط رئيسية لمشاريع تقدر بمليارات الدولارات، يمكن الاستمتاع بها على مدار العام.

بحسب تقرير لصحيفة “جابان تايمز” الناطقة بالإنجليزية، فإن الاستراتيجية الأساسية لعسير هي استراتيجية تقوم على الطبيعة، فجاذبية المنطقة تكمن في تضاريسها المتنوعة من رمال ذهبية ممتدة بين تلال صخرية سوداء، وهضاب عشبية قليلة، وشواطئ هادئة على طول ساحل البحر الأحمر.

وتعتبر مساعدة المسافرين على التنقل في المنطقة وتوفير مكان فاخر لهم للراحة، على رأس أولويات لويس غالوتي، مؤسس مجموعة أميك ومقرها ميامي الذي يُطور منتجعًا جبليًا فائق الفخامة في عسير حيث يقول: “يمكنك الإقامة في جبل، والغطس في البحر الأحمر، والقيادة إلى الصحراء، كل ذلك في غضون ساعات قليلة. إنه شيء مختلف عن بقية العالم”.

يخطط غالوتي لبدء العمل في منتجع جبلي راقٍ بعسير في عام 2026، يضم أكثر من 80 غرفة فندقية و30 فيلا خاصة وتجربة تزلج على العشب، حيث يتم دمج الزلاجات مع العجلات للتعامل مع المنحدرات الخضراء التي تمتد لحوالي 3000 قدم.

وعند افتتاحه في عام 2029، يعتزم غالوتي جعل المنتجع جزءًا من علامة أميك التجارية الناشئة “Seven Legends”، التي تتمثل مهمتها في امتلاك فندق في سبع وجهات فقط ذات مناظر طبيعية خلابة، حيث سيفتتح أول فندق في باتاغونيا بالأرجنتين. ومن المتوقع أن تكون عسير هي الثانية حيث يقول غالوتي: “عندما أتينا إلى عسير، وقعنا في غرامها من النظرة الأولى”.

كما ترى سيسيليا بويو، رائدة الأعمال الفرنسية والرئيسة التنفيذية لشركة بونجور السعودية للسفر أنه “لا أحد يعلم حتى الآن أن السعودية تتمتع بهذه المناظر الطبيعية الخلابة، وأن الجو ليس حارًا في الصيف”.

  • مشروع قمم السودة

يدعم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مشروع “قمم السودة”، الذي سيضم فنادق فاخرة ووحدات سكنية ومراكز تسوق فوق أعلى جبل في المملكة، حيث تهدف الخطة إلى ترك معظم الأراضي المحيطة بالسودة متاحة للمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات الجبلية؛ كما تشمل ميزانية المشروع الحفاظ على المواقع التراثية وترميمها، مثل جبال رجال ألمع الواقعة بالقرب من سفح جبل السودة، وعشرات الجبال الشاهقة الأخرى.

وتمثل قرية “رجال ألمع” الواقعة على مسافة 45 كم غرب مدينة أبها في منطقة عسير، مثالًا فريدًا على تراث المملكة المتنوع، وتتألف القرية من 60 قصرًا متعدد الطوابق المبنية من حجر الطين الطبيعي والخشب، وقد أدرجتها منظمة السياحة العالمية ضمن قائمة “أفضل القرى السياحية في العالم”.

كما قد بدأ صندوق الاستثمارات العامة مشاريع لبناء مجمعات سكنية جديدة في أبها، وأطلق شركة عسير للاستثمار بهدف تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى